الجزائر
غلق مذبح "رويسو" بالعاصمة يفاقم أزمة الأسعار

المستهلكون يعزفون عن اللحوم.. خسائر فادحة للموالين والجزارين

راضية مرباح
  • 3960
  • 8
أرشيف

دقت الفدرالية الوطنية لمنتجي اللحوم صفارة الإنذار بشأن تداعيات أزمة الداء الذي لا يزال يعصف بالثروة الحيوانية، وعلى رأسها المواشي، لا سيما مع استمرار غياب دواء الطاعون والمجترات الصغيرة، مقابل انطلاق التطعيمات المتعلقة بالحمى القلاعية مؤخرا، ما أدى إلى ارتفاع في أسعار اللحوم التي وصلت بأسواق التجزئة بقصّابات العاصمة الخميس، ما بين 1550 إلى 1600 دينار، مرجحة أن يستمر مؤشر الارتفاع خلال رمضان المقبل، خاصة مع غلق مذبح الرويسو بالعاصمة الذي يمول العديد من الولايات باللحوم.

وأوضح رئيس الفدرالية الوطنية لمنتجي اللحوم، محمد الطاهر رمرم، في تصريح إلى “الشروق”، أن أوضاع قطاع اللحوم لا تبعث على الارتياح، نظير استمرار تفشي داء الطاعون الذي عصف بالعديد من الماشية عبر مختلف مناطق ظهور البؤرة، مشيرا إلى أنه ورغم انطلاق التلقيح من داء الحمى القلاعية منذ أيام، إلا أن المشكل ما زال محصورا في داء الطاعون والمجترات الصغيرة، ما عصف بعدد كبير من الماشية. ولم يهضم المتحدث توقيت لجوء سلطات ولاية الجزائر إلى غلق مذبح رويسو بالتزامن مع الأزمة التي تعصف بقطاع اللحوم، حيث داهمت السلطات الأمنية صبيحة أمس، المذبح وأجبرت عماله على التوقف عن العمل لغلقه بصفة نهائية، بعدما شهدت العملية العديد من التأجيلات آخرها الأسبوع المنصرم، إثر مد وجزر، بسبب رفض العمال والتجار البالغ عددهم 1200 للقرار الذي لم يسايره تقديم البديل المتفق عليه سلفا بمذبح براقي.

وحذر رمرم بالمناسبة من تداعيات غلق مذبح الرويسو الذي طُبق صبيحة الخميس، عن طريق مداهمة أمنية، كما قال، بارتفاع آخر في أسعار اللحوم بعدما وصلت أمس بأسواق التجزئة إلى ما يربو عن 1550 دينار، مضيفا أنها ارتفعت في ظرف 10 أيام الأخيرة بـ300 دينار، مرجحا تصاعد منحنى الأسعار خلال شهر رمضان مع استمرار الأزمة المتزامنة وغلق هذا المذبح الذي يعتبر الوحيد للجملة على المستوى الوطني، الذي ستكون عواقبه وخيمة على الصحة العمومية لكونه الممول الرئيس لمختلف المؤسسات العمومية والرسمية بالمادة، وذلك بسبب نقص المراقبة على الذبح الذي من المؤكد، حسبه، أن يكون فوضويا وغير صحيّ عبر نقاط ذبح عشوائية بعيدة عن أعين رقابة البياطرة.

وتشهد تجارة اللحوم هذه الأيام، التي تزامنت وظهور الأوبئة على الماشية عبر مختلف نقاط الوطن، عزوفا كبيرا للمستهلكين الذين امتنعوا عن الذهاب إلى القصابات إلا لشراء اللحوم البيضاء دون غيرها، خوفا على صحتهم من تداعيات المرض، لغياب الثقة بينهم وبين ما هو معروض بالسوق، الأمر الذي خلف خسائر كبيرة لدى الجزارين الذين لم يشهدوا له مثيلا. وقال رمرم في هذا السياق، إن الأزمة خلفت خسائر كبيرة لدى الموالين والجزارين على حد سواء، تتطلب إجراءات استعجالية ومنها إعادة النظر في قرار غلق مذبح رويسو الذي أتى في غير وقته.

مقالات ذات صلة