الجزائر
جزائرياتٌ تأثرن بها وأنجبن سفاحاً

المسلسلات التركية تروّج للزنا واختلاط الأنساب

الشروق أونلاين
  • 23205
  • 69
ح. م
مسلسلات تروج للزنا

أضحت المسلسلات التركية تروِّج دون خجل لآفة الإنجاب دون زواج، والدليل أن بطلات المسلسلات، قاصرات أو بالغات، كلهن أنجبن ولدا غير شرعي، وحاربن لأجله “الأشرار” كما تقدّمهم المسلسلات للمشاهدين… وهي تركز وبشدة على نشر آفة الإنجاب سفاحاً بين المشاهِدات العربيات، ومحاولة جعل الآفة أمرا عاديا، بل وايجابيا، لأن والدة الطفل غير الشرعي هي من تنتصر في النهاية، حسب سيناريوهات المسلسلات التي تنافس الأفلام الغربية في نشرها الإباحية.

 

جميع المسلسلات التركية التي شاهدناها ولا زلنا نشاهدها إلى حد الساعة، تركز على ظاهرة الإنجاب غير الشرعي، وجعله يبدو “أمرا عاديا” وليس منكراً عظيماً يستهجنه المجتمع المسلم، فجميع بطلات المسلسلات أنجبن طفلا غير شرعي، تقبلته عائلتها بصدر رحب، ومسلسلات أخرى تُظهر عيش فتاة مع صديقها في غرفته وداخل منزل عائلته ودون زواج، وتنجب منه.

   حققت المسلسلات المكسيكية في سنوات مضت شهرة كبيرة، ونسبة مشاهدة خيالية داخل البيوت العربية، ومنها الجزائرية، مع ما حملته من رومانسية زائدة ووسامة الممثلين من الجنسين، ومع أن هذه المسلسلات كانت تتضمن سلوكات خطيرة على عقيدة المسلمين، مثل ترويج أفكار الكنيسة، خاصة أثناء مراسيم الزواج والوفاة، ولجوء أبطال المسلسل إلى الكنيسة وقت الأزمات، وعرض علامة الصّليب وبشكل مستمر، ومظاهر أخرى مخلّة، على غرار الملابس الفاضحة، اللقطات الإباحية، والمواعدة بين العشاق، واختلاط الأنساب، ومع ذلك لم تنتشر هذه السلوكات ولم يتأثر بها الجزائريون، والسبب أن المكسيكيين يبقون أجانبَ ومسيحيين يدينون بغير ديانتنا، وسلوكاتهم ليست مرجعا لنا ولا قدوة.

وما انتهينا من هذه المسلسلات وخطرها، حتى أطلت علينا ومن أوسع الأبواب، مسلسلات تركية تحمل من السلوكات الخطيرة ما يهدد استقرار مجتمعنا، لأنها قادمة من دولة تسمى “إسلامية”، نعتبرها بمثابة بلدنا الثاني لتشابه عاداتنا وتقاليدنا حتى في أبسط الأمور، كما أن فيها من المساجد ودور العبادة وحفظة القرآن، ما يجعلها قدوة للغير، إلا أنها فاجأتنا بسلوكات مخالفة للشرع، ودسّت لنا السم في العسل، وجعلت الكثيرين يتعاطفون مع علاقات محرمة مخالفة للشرع، وبالنظر إليها بكثير من الإعجاب والاحترام؛ فجميع المسلسلات التركية التي شاهدناها ولا زلنا نشاهدها إلى حد الساعة، تركز على ظاهرة الإنجاب غير الشرعي، وجعله يبدو “أمرا عاديا” وليس منكراً عظيماً يستهجنه المجتمع المسلم، فجميع بطلات المسلسلات أنجبن طفلا غير شرعي، تقبلته عائلتها بصدر رحب، ومسلسلات أخرى تُظهر عيش فتاة مع صديقها في غرفته وداخل منزل عائلته ودون زواج، وتنجب منه.

وهذه المظاهر المشينة رأيناها حتى في مسلسلات تركية تتحدث عن تقاليد سكان الريف، أو كما يسميهم المسلسل سكان “الضيْعة”، ورغم أن المخرج يُظهر لنا نساءهم محجبات ومحافظات، مع تمرير لقطات تأدية الصلاة، أو أذان المسجد، ومع ذلك لا تخلو من ظاهرة الإنجاب غير الشرعي، والعلاقات المحرمة؛ فأصبح المتفرج يتعاطف مع الزاني والزانية، ويجعلهما أبطالا وقدوة، ويجيز لهم فعل المحرمات باسم الحب!

ولكن هل يعلم الجزائريون أنه في الوقت الذي تسمم فيه التلفزيونات التركية عقول العرب بهذه الآفات الأخلاقية الخطيرة، هي تشتري لمشاهديها الأتراك مسلسلات سورية راقية، بعد دبلجتها الى التركية، على غرار ليالي الصالحية، باب الحارة، مسلسل بيت جدي، ومسلسل صلاح الدين للممثل جمال سليمان، وهي جميعها مسلسلات قيّمة، تركز على نشر القيم والأخلاق والحشمة والشهامة وحب الوطن…

ومنحت هذه المسلسلات التركية، مؤخرا، الكثير من الفتيات العازبات الجرأة على الإقدام على العلاقات المحرمة، وعدم الخوف من الإنجاب غير الشرعي، والدليل أن كثيرا من الجمعيات المهتمة بحماية الطفولة المسعفة بدأت تدق ناقوس الخطر، بسبب انتشار الولادات غير الشرعية، والمتورطات قاصرات، وحتى بالغات عازبات يقاربن الأربعين من أعمارهن.

وفي هذا السياق، كشفت لنا إحدى القابلات العاملات بأحد مستشفيات العاصمة، أن المستشفى يستقبل الكثير ممن يسمّين تجاوزاً “الأمهات” العازبات، واللواتي يتعرضن لنزيف خطير بعد محاولتهن إجهاض أجنتهن، ورغم أنهن يحاولن إخفاء جريمتهن بالادّعاء أنهن لا يعرفن مصدر النزيف، إلا أن الأطباء يكتشفون الأمر، ومنهم من يُبلّغ عنهن، وآخرون يتسترون. وأخبرتنا أن الفتيات يفضلن العلاج بالعيادات الخاصة لتجنب الفضيحة، وأخريات يحتفظن بأطفالهن بعدما يتفقن مع عائلة لا تنجب أطفالا، حيث تتسلم الأخيرة الطفل بمجرد ولادته، أما من فشلت محاولتها في الإجهاض، ولم تجد عائلة حاضنة، فإنها وبعلم من أهلها تحتفظ بابنها، وتدعي عائلتها للأقارب والجيران بعد ظهور الطفل للعلن، أنه “يتيم” يريدون كسب ثواب تربيته، ويعيش الطفل مع والدته التي يُحرم من مناداتها باسم أمي طول حياته.

 

مقالات ذات صلة