العالم

المسيرة الخضراء: هذا هو مضمون قرار مجلس الأمن حول الخطوة المغربية (وثيقة)

الشروق أونلاين
  • 24793
  • 14
أرشيف
جانب من المسيرة

يحتفي النظام المغربي كل سنة بما يسمى المسيرة الخضراء، والتي يصفها الصحراويون بالسوداء، والتي كانت وراء احتلال الصحراء الغربية، رغم قرار لمجلس الأمن الممي بوقفها الفوري، وفق قرار استعجالي صدر في اليوم نفسه 6 نوفمبر 1975 وهذا نصه:

جاء في قرار مجلس الأمن رقم 380، المعتمد في 6 نوفمبر 1975، التي دعا إليها الحسن الثاني وشارك فيها آلاف الجنود بزي مدني، أن الوضع في الصحراء الغربية قد تدهور بشكل خطير.

وأشار أنه على الرغم من القرار 377 والقرار 379 والنداء الذي وجهه رئيس مجلس الأمن لملك المغرب الحسن الثاني، فإن المسيرة ما زالت جارية.

واستنكر القرار إطلاق المسيرة ودعا المغرب إلى الانسحاب الفوري لجميع المشاركين في المسيرة من الصحراء الغربية.

ودعا المجلس المغرب وجميع الأطراف المعنية الأخرى إلى التعاون التام مع الأمين العام والوفاء بالولاية المسندة إليه في القرارين 377 و379.

المسيرة الخضراء: وثائق أمريكية سرية تكشف حيثيات الاتفاق الاسباني المغربي

رفعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية السرية، مطلع العام 2020، عن الأسباب التي دفعت إسبانيا إلى التخلي عن الصحراء الغربية التي كانت تحتلها، عقب المسيرة الخضراء إلى جانب عدة مناطق في الشمال المغربي.

ووفقًا للوثائق التي أميط عنها اللثام، لعب الملك الإسباني خوان كارلوس الذي كان أميرا حينها، دورا مهما في هذا الملف، إلى درجة أن الوثائق الأمريكية تصفه كأحد أكثر المخبرين قيمة في الولايات المتحدة، حيث كشفت عن معلومات سرية تتعلق باتصالاته وتنسيقه في مدريد، مع السفير الأمريكي ويلز ستابلر.

وتشير الوثائق التي نشرتها بعض وسائل الإعلام الإسبانية، إلى أن كارلوس وافق على تسليم الصحراء الغربية إلى المغرب، في مقابل الدعم الأمريكي الذي سيحصل عليه ليصبح ملكا للبلاد.

وتظهر هذه الوثائق كيف ذهبت مجريات الأحداث في منتصف السبعينيات إلى غير صالح المصالح الأمريكية، حيث انتصرت ثورة “القرنفل” في البرتغال، واقترب الشيوعيون من أن يصبحوا جزءًا من الحكومة في إيطاليا، وفي اليونان، تنهار الديكتاتورية العسكرية، وفي إسبانيا، كان الديكتاتور “فرانسيسكو فرانكو” يسيطر على البلاد، حيث كوّن كل هذا صورة مقلقة للغاية بالنسبة إلى المصالح الأمريكية ولأهدافها المتمثلة في تقويض وكبح الشيوعية والاشتراكية.

وتبرز الوثائق أنه في عام 1975 تم إطلاق مشروع سري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية يهدف إلى “انتزاع مقاطعة إسبانيا الثالثة والخمسين، أي الصحراء الغربية، لأنها ليست فقط منطقة غنية بالفوسفات والحديد والنفط والغاز، ولكنها ذات قيمة كبيرة على المستوى الجيوستراتيجي”.

وأشارت وثائق “السي أي إيه” إلى أن عدم الاستقرار في إسبانيا بسبب مرض الدكتاتور فرانكو شكل عاملاً أساسيا في تنفيذ عملية ما يعرف بالمسيرة الخضراء ـ شرعنة احتلال الصحراء الغربية ـ

وتشير هذه الوثائق إلى أنه في 31 أكتوبر 1975، تولى خوان كارلوس القيادة بالنيابة بسبب مرض الديكتاتور فرانسيسكو فرانكو، وكانت إحدى أكثر القضايا إلحاحًا التي يجب معالجتها هي قرار الملك الحسن الثاني ملك المغرب بتنظيم المسيرة الخضراء.

وحسب الوثائق، أبرم خوان كارلوس اتفاقًا سريًا مع الحسن الثاني بأن الحرس المتقدم للمسيرة الخضراء، التي استولى المغرب بها على الصحراء الغربية، يمكن أن يدخل بضع مئات من الأمتار في المستعمرة الإسبانية التي كان الجيش الإسباني قد انسحب من حدودها الشمالية سابقًا.

كما وافق على دخول وفد مكون من خمسين مسؤولاً وجاسوسًا مغربيًا إلى مدينة العيون، عاصمة الصحراء الغربية، لتسهيل الغزو المغربي للمنطقة.

وحسب نفس المصدر كان من المقرر أن يسلم ملك إسبانيا، مليلية للمغرب في عام 1979 لتخفيف حدة التوتر وتحويل سبتة إلى محمية دولية، مما يمنح الرباط صوتا في إدارة المدينة. لكن ذلك لم يحدث وسط صمت مغربي.

وترأس كارلوس أول مجلس وزراء له، وأظهر عزمه على توليه المسؤولية المباشرة في قضية الصحراء الغربية، وقام بإرسال رجل ثقته مانويل برادو وكولون، إلى واشنطن لكسب الدعم الأمريكي، وبالتالي تجنب الصراع مع المغرب الذي قد يكلفه تاجه الذي طال انتظاره.

وتبرز نفس الوثائق أنه بهذه الطريقة، توسط كيسنجر مع الحسن الثاني، وفي النهاية تم توقيع الاتفاق السري الذي سيقدم به “خوان كارلوس” الصحراء الغربية إلى المغرب، في مقابل أن تصبح الولايات المتحدة حليفته وداعمة له في السلطة.

وبذلك، نظمت ما سمي المسيرة الخضراء ـ شرعنة الاحتلال المغربي للصحراء الغربية ـ في 6 نوفمبر 1975 وكان كل شيء على استعداد وتنظيم مسبق، خاصة أن الولايات المتحدة وفرنسا تواقتان إلى سيطرة المغرب على الصحراء الغربية، في إطار عدائهما للاتحاد السوفياتي الذي كان حليفا للجزائر وجبهة البوليساريو.

مقالات ذات صلة