الجزائر
ضحايا نظام بوتفليقة يرفعون شعار "المظلومية"

المشهد الانتخابي يلتهب في انتظار انقشاع الضباب!

محمد مسلم
  • 3193
  • 25
الشروق أونلاين

تطورات نوعية طبعت نهاية الأسبوع المنصرم سباق الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثاني عشر من شهر ديسمبر المقبل، تجلت من خلال سحب الوزير الأول الأسبق، عبد المجيد تبون، استمارات الترشح، وإعلان حزب التجمع الوطني الديمقراطي، خوضه السباق بمرشح لم يفصح عن هويته، واعتزام رئيس الحكومة الأسبق، عبد العزيز بلخادم الالتحاق بركب المتسابقين.

وإن كان ترشح تبون متوقعا منذ استدعاء الهيئة الناخبة، إلا أن انخراط “التجمع الديمقراطي” في العملية الانتخابية بمرشح خاص به (يتوقع أن يكون أمينه العام بالنيابة عز الدين ميهوبي)، فاجأ الكثير من المراقبين، لأن الحزب يعيش أزمة ومن دون أمين عام منذ سجن أويحيى قبل أزيد من أربعة أشهر.

ويعتبر “الأرندي” الحزب الوحيد بين الأحزاب الأربعة التي كانت تشكل ما عرف بـ”التحالف الرئاسي” الذي دعم نظام بوتفليقة طيلة عقدين من الزمن ووفر له الحاضنة الانتخابية، وقد جاء الإعلان عن سحب هذا الحزب استمارات الترشح كمن يتحدى ملايين الجزائريين الذين خرجوا إلى الشوارع، مطالبين برحيل رموز العصابة من الأحزاب والشخصيات، التي رفعت أسماؤها وصورها في البريد المركزي في بداية “الحراك الشعبي”.

كما يشكل خوض “التجمع الديمقراطي” سباق الرئاسيات دون غيره من الأحزاب الأخرى المحسوبة على السلطة (جبهة التحرير، تجمع أمل الجزائر، الحركة الشعبية)، مؤشرا على أن ما كان يسمى “مرشح صناع القرار”، ليس مطروحا في الوقت الراهن، إلى أن يثبت العكس.

ما يجمع الشخصيات البارزة التي قررت خوض السباق لحد الآن، هو تقاطعها في العمل ضمن الفريق الحكومي الذي قاد البلاد إلى المرحلة الصعبة التي تعيشها اليوم، وإن بنسب متفاوتة، فالمرشح علي بن فليس كان ضمن الفريق الضيق للرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة ما بين 1999 و2003.

وإن كان هذا المعطى يعتبر إدانة لهؤلاء، من وجهة نظر الشارع المنتفض ضد النظام السابق ورموزه، إلا أن بعض المترشحين يحاولون استغلال ما تعرضوا له من “ظلم سياسي” من قبل الرئيس السابق ومحيطه المتهم بإفساد الممارسة السياسية، وتوظيفه كشعار “مظلومية”، علّه يشفع لهم لدى الناخبين المتذمرين من النظام السابق.

أول الذين رفعوا “شعار المظلومية” كان تبون، الذي حاول تذكير الجزائريين بما تعرض له قبل نحو سنتين، عندما أقيل من الوزارة الأولى في مشهد تراجيدي في جنازة غابت عن بعض من شارك فيها (السعيد بوتفليقة، علي حداد، وسيدي السعيد) معاني الخشوع الذي عادة ما يحضر في مثل هذه المناسبات.

هذا المعطى يدفع إلى الاعتقاد بأن الحملة الانتخابية ستكون حامية الوطيس، وقودها تهمة العمل مع الرئيس السابق، وقد باشرها مرشح طلائع الحريات، علي بن فليس، باتهامه تبّون، وقد تتوسع دائرة الاتهام بالعمالة للنظام السابق، عندما يدخل بلخادم السباق، كونه يعتبر إحدى الشخصيات التي تعرضت بدورها للمظلومية (حرمانه من الوظائف في الدولة وطرده من الحزب العتيد بقرار غريب).

انحصار كبار المترشحين بين من عمل لصالح رأس النظام السابق، يقود إلى الاعتقاد بأن الفارس الموعود والمرشح الأكثر وزنا لم يكشف عن هويته بعد، برأي بعض المراقبين الذين يتوقعون أن تفرز الأيام القليلة المقبلة الأسماء المترددة، التي من شأنها أن تقلب الطاولة على الجميع، أم أن المشهد الانتخابي يسير على خطى الجارة الشرقية، التي سقطت فيها القوى الحزبية التقليدية، فاسحة المجال لمفاجأة مدوية؟

مقالات ذات صلة