كلمات عابرة
المعادلة الصعبة
احاول قدر المستطاع نزع النظارة السوداء التي انظر بها نحو الوسط الرياضي الجزائري.. اسعى للابتعاد عن التشاؤم لأطول مسافة ممكنة، لكني في كل الأحوال اعود الى نقطة الصفر ومع ذلك اصر في هذه الكلمات العابرة ان التزم الحياد واستعارة نظارة وردية تقود بطرح بعض الأسلئة البريئة لعلها تنير طريقي وتفتح بصيرتي نحو مسار التفاؤل.
- استبشروا خيرا لقد تم الاتفاق مع مدرب اجنبي للإشراف على المنتخب الوطني.. مدرب قيل عنه الكثير، لكن هل تكفي السيرة الذاتية لتحقيق ما عجز عنه الآخرون؟ وهل نملك الأرضية الخصبة التي تحتضن الزرع المثمر في قريب الآجال او بعيدها؟
في مسار التفاؤل المفترض غير البعيد عن بشرى المدرب الجديد للخضر قرأت خبرا عن امكانية ادماج المنتخب الأولمبي في البطولة الوطنية.. وخبر آخر عن ترشيح آيت جودي لمساعدة المدرب الأجنبي على رأس المنتخب الأول.. فلنستبشر خيرا، لأنهم يفكرون في التواصل والاستمرارية.. يدمجون المنتخب الأولمبي في البطولة ويحرمون عديد الفرق المحلية من لاعبيها وهي الفرق الميتة اصلا، فكيف ستصبح بدون لاعبيها المميزين نظريا على الأقل؟
المعادلة الصعبة.. عنوان بارز في عديد المجالات، لكنه في كرة القدم وفي حال وضعيتنا الحالية يفرض التفكير في النهوض بمستقبل الكرة من الأساس ليس بالحديث الذي يلوكه قدماء اللاعبين والمسيرين الذين اثبتت التجربة فشلهم في السنوات الماضية، ولكن وفق استراتيجية علمية مدروسة توضع لها القواعد والأسس على مستوى عال ويقوم بتنفيذها اناس مؤهلون علميا وميدانيا.. وفي هذه الحالة تطرح عديد الإشكاليات البعيدة عن الرياضة وعن كرة القدم، لكنها مرتبطة بها ولعل ابرزها تلك الوضعية التي تقول بأن حال الكرة انعكاس واضح وحقيقي للدولة والمجتمع بما يعني ان تطوير اللعبة يحتاج الى ملاعب للمنافسة واخرى للتدريب ولواحق لازمة هي مفقودة وشبه مفقودة في عديد الولايات، فكيف تريدون للفرق والأندية وحتى المنتخبات ان تقوم بعملية الإعداد والتطوير.
المعادلة الصعبة.. تنطلق من تحديد هوية الفرق، فهل هي محترفة أم لاتزال هاوية.. وكيف تصل الى الاحتراف، ومن اين تأتي بالأموال التي تسمح لها بالتكيف مع الوضع الجديد؟
عندما نجيب على هذه التساؤلا نكون قد وضعنا الخطوة الأولى في مسار التفاؤل.