منوعات
العدد الأول مزج بين السجال الفكري والجانب الإبداعي

المقهى الثقافي لباتنة يناقش إشكالية النشر وجدلية الوعي والهوية

صالح سعودي
  • 916
  • 4
ح.م

عرف العدد الأول من المقهى الثقافي “ثازيري” طبقا ثقافيا منوعا، حيث جمع بين النقاش الفكري في موضوع التاريخ والوعي الهوياتي، بحضور مؤلفين وناشرين، في صورة محمد مرداسي والهادي مزياني وعبد الرحمان قعودة والهادي زغينة. كما طبعت هذا العدد وصلات شعرية وغنائية من طرف وجوه فنية وإبداعية، على غرار جيمي وسامي مباركي وديهيا والشاعرة الشابة دنيا زردومي.

وأجمع ضيوف العدد الأول من المقهى الثقافي ثازيري الذي احتضنه الديوان الثقافي والرياضي والسياحي لبلدية باتنة على إشكالية النشر والتوزيع، مؤكدين على ضرورة تدخل الجهات الوصية لاتخاذ التدابير التي تسهل المهمة للمؤلفين ودور النشر، من خلال تحسين آليات التوزيع حتى يصل الكتاب إلى القارئ، وكذا ضبط بعض الجوانب، وفي مقدمة ذلك الحرص على التدقيق اللغوي والمعرفي وكذا لجان القراءة. وأكد الأستاذ الهادي مزياني الذي يشرف على دار النشر “أنزار” أن الكتاب يعد صناعة ومسؤولية في الوقت نفسه، مشيرا بأن قنوات التوزيع مفقودة، ما يتطلب حسب قوله ضرورة تدخل الدولة لإنقاذ الكتاب. وأكد مزياني أن الفضل في بقاء دار النشر “أنزار” يعود إلى الأنشطة الجمعوية والتظاهرات المقامة في مختلف المناسبات، وربط مستقبل الكتاب بضرورة وجود إرادة سياسية من طرف الوزارة، والتفكير في إنشاء صندوق لدعم الكتاب مع التحلي بروح المبادرة على مستوى القاعدة. وفي السياق ذاته، أكد الكاتب الشاب عبد الرحمان قعودة على مشكل تسويق الكتاب وما يعانيه من أعباء، وهذا بناء على ما وقف عليه خلال الطبعة السابقة من المعرض الدولي للكتاب، كما انتقد التهاون الحاصل بخصوص غياب لجان قراءة، معتبرا أن النشر في فضاء يسوده غياب الوعي يتحول إلى “فاست فود”، أما الأستاذ الهادي زغينة الذي يدير دار نشر الهادي للعلوم، فقد أكد من خلال تجربته مع النشر أن الكاتب يجد نفسه أمام حتمية المساهمة في عملية التوزيع والبيع، وهذا انطلاقا من تجربته الشخصية في تأليف 30 كتابا، مضيفا أن أكبر مشكل للكاتب والكتاب يكمن في غياب التوزيع، وكذا قلة الإقبال على الكتب الفكرية والأكاديمية مقارنة بالكتاب شبه المدرسي، ما يجعل المعارض المقامة بمثابة الحل الوحيد لبيع الكتاب الأكاديمي والإبداعي.

في المقابل، كان لموضوع الوعي والهوية نصيب من النقاش والمداخلات، وفي مقدمتهم الأستاذ محمد مرداسي الذي عاد بالحضور إلى عدة قضايا وأحداث تاريخية بعضها لا يزال يصنع الجدل، مؤكدا في السياق نفسه أن اللغة لها علاقة وثيقة بالتاريخ وعلم الاجتماع، كما أشار إلى أهمية الوعي التاريخي للتعامل مع القضايا الفكرية برؤية واضحة وموضوعية من جميع الأبعاد الثقافية والتاريخية والاجتماعية، كما وقف الحضور من خلال النقاش الحاصل على وجود أنواع مختلفة من التيفيناغ حسب أحد المتدخلين، ما جعل القائمين على المقهى الثقافي يؤكدون على ضرورة جمع المادة اللازمة والتأكد منها.

وحسب فوزية قربع المسؤولة عن المقهى الثقافي بباتنة، فإن هناك عدة مواضيع سيتم مناقشتها في الأعداد القادمة، تكون لها علاقة بالهوية والتاريخ وأمور أخرى، مشيرة إلى أهمية مثل هذه القضايا وحاجتها إلى مزيد من التحليلات والتوصيات الواجب الخروج بها بغية تفعيلها في المجتمع، منوهة في الوقت نفسه بالفنان سامي عماري والفنان جيمي مازيغ اللذين أمتعا الحضور بروائع غنائية شاوية وكذا الشاعرة دنيا زردومي والفنانة ديهيا الحاضرة بحلتها الأوراسية.

مقالات ذات صلة