رياضة
لاعبون‮ ‬بثلاث‮ ‬هويات‮ ‬وأسماء‮ "‬غربية‮".. ‬وآخرون‮ ‬يحلمون‮ ‬بالاستدعاء‮ ‬بـ‮"‬جوازات‮" ‬سفر‮ ‬زوجاتهم‮ ‬

المنتخب‮ ‬الوطني‮ ‬مهدّد‮ ‬بفقدان‮ ‬الهوية‮.. ‬ومدربون‮ ‬ولاعبون‮ ‬يحذّرون‮ ‬من‮ “‬التجنيس‮ ‬الأبيض‮”‬

الشروق أونلاين
  • 13853
  • 77
ح.م
توافد لاعبين متعددي الجنسيات على المنتخب

تباينت آراء المدربين واللاعبين الذين تحدثت إليهم “الشروق” حول موضوع “هوية” المنتخب الوطني، بعد أن تحول هذاالأخير في السنتين الأخيرتين إلى قبلة للاعبين متعددي الجنسيات، بعد أن كان في وقت سابق حكرا على لاعبين مزدوجي الجنسية على أقصى تقدير، ففي الوقت الذي حذّر فيه بعضهم من هذه الظاهرة، التي أكدوا بأنها تهدد صراحة هوية “الخضر” و”حماسة” و”قناعة” اللاعبين المعنيين بالدفاع عن الألوان الوطنية، واصفين العملية بـ”التجنيس الأبيض”، على اعتبار أن استدعاء لاعبين متعددي الجنسيات -على حد تعبيرهم-، ما هو إلا “تجنيس” غير مباشر‮ ‬لتشكيل‮ “‬منتخب‮ ‬مستورد‮”‬،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬دافع‮ ‬آخرون‮ ‬عن‮ ‬هذا‮ ‬الخيار‮ ‬و‮”‬شرّعوا‮” ‬أحقية‮ ‬هؤلاء‮ ‬اللاعبين‮ ‬للدفاع‮ ‬عن‮ ‬ألوان‮ ‬المنتخب‮ ‬لامتلاكهم‮ ‬بعض‮ “‬الجزئيات‮” ‬التي‮ ‬تقربهم‮ ‬إلى‮ ‬الجزائر‮. ‬

 

وكانت هذه القضية أثارت الكثير من الجدل، خاصة أنها أصبحت تشكل “خطرا” على اللاعبين المحليين، الذين قد لا يجدون مكانا لهم مستقبلا في منتخب “مفتوح” على كل التيارات، كما يصفه بعض المتتبعين، فبعد أن كان استدعاء اللاعبين مقتصرا في فترة سابقة من تاريخ كرة القدم الجزائرية على لاعبين مزدوجي الجنسية، أي الجزائرية والفرنسية على وجه التحديد، بحكم أن أغلب دوليي المنتخب من خريجي المدرسة الفرنسية، ليتطور الأمر إلى توجيه الدعوة إلى لاعبين يملكون أكثر من جنسيتين، على غرار الحارس رايس وهاب مبولحي أدريان غوبوس “الكونغولي، الفرنسي‮ ‬والجزائري‮”‬،‮ ‬ولياسين‮ ‬بن‮ ‬طيبة‮ ‬كادامورو‮ “‬الإيطالي،‮ ‬الفرنسي‮ ‬والجزائري‮”‬،‮ ‬فضلا‮ ‬عن‮ ‬لاعبين‮ ‬لا‮ ‬يملكون‮ ‬علاقة‮ ‬مباشرة‮ ‬بالجزائر‮ ‬من‮ ‬جهة‮ ‬الأب‮.‬

 

تخوف‮ ‬من‮ “‬انقراض‮” ‬الأسماء‮ ‬الجزائرية‮ ‬وغزو‮ ‬نظيرتها‮ “‬الإفرنجية‮”‬

ويخشى المعارضون للسياسة القريبة من القناعات الرأسمالية، التي تزكي خيارات الشركات المتعددة الجنسيات، من “انقراض” الأسماء الجزائرية الأصلية في المنتخب الوطني، على خلفية أنها في الأصل “المحدِّد” الأساسي لمنتخب أي بلد، بعد أن أصبح استدعاء لاعبين بأسماء “غربية” أمرا طبيعيا جدا، وتجربة لاعبين مثل كارل مجاني وكادامورو ومهدي غريغوري جيوسيبي لحسن، وربما مهاجم نادي براست الفرنسي فلوريان راسبانتينو مستقبلا لأكبر دليل على ذلك، ليتحول المنتخب الجزائري إلى “مصلحة حالة مدنية” متعددة الجنسيات، كما يعلل الرافضون لهذه السياسة‮ ‬موقفهم‮ ‬بـ‮”‬شكهم‮” ‬في‮ ‬مدى‮ “‬انصهار‮” ‬هؤلاء‮ ‬اللاعبين‮ ‬في‮ ‬الثقافة‮ ‬والعقلية‮ ‬الجزائرية،‮ ‬والتي‮ ‬تحدد‮ ‬في‮ ‬كثير‮ ‬من‮ ‬الأحيان‮ ‬رد‮ ‬فعل‮ ‬اللاعبين‮ ‬فوق‮ ‬أرضية‮ ‬الملعب‮ ‬في‮ ‬مباريات‮ ‬معينة‮.‬

 

فوبير‮ “‬طمع‮” ‬في‮ ‬الجزائر‮ ‬بسبب‮ ‬زوجته‮ ‬وجونسون‮ ‬حلم‮ ‬بها‮ ‬من‮ ‬أمريكا

إلى ذلك وصف هؤلاء هذه السياسة بالمبالغ فيها، مانحين مثالا بوصولها إلى حد التفكير في استدعاء لاعبين لا يملكون علاقة بالجزائر إلا بـ”الرائحة”، على غرار اللاعب الفرنسي جوليان فوبير، الذين غازل الفاف قصد تدعيم “الخضر” فقط لأن زوجته تملك جواز سفر جزائري، فضلا عن المدافع رضا جونسون، الذي يملك ثلاث جنسيات بنينية الأصلية بفضل والده، الأمريكية اكتسابا والجزائرية بفضل والدته، حيث كان يحلم بحمل ألوان الجزائر وهو الذي كان قريبا من منتخب بلاد العم سام، وهي المعطيات التي قال بشأنها المعارضون لسياسة المنتخب الجديدة أنها “مدمرة‮” ‬لـ‮”‬الناتج‮ ‬الوطني‮ ‬الخام‮”.‬

 

تحايل‮ ‬على‮ “‬التجنيس‮” ‬بالطريقة‮ ‬الخليجية

وأكد متتبعون أن هذه السياسة ما هي إلا تحايل على التجنيس على الطريقة الخليجية المباشرة، بعد أن قامت منتخبات خليجية باللجوء إلى تجنيس اللاعبين من أجل تدعيم منتخباتها، في حين يقول هؤلاء أن الجزائر “استغلت” القوانين لضم لاعبين بإمكانهم الدفاع عن ألوان أكثر من منتخب،‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬يطرح‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬سؤال‮ ‬حول‮ ‬درجة‮ “‬الولاء‮” ‬و‮”‬الهوية‮” ‬في‮ ‬زمان‮ ‬المال‮ ‬والأعمال‮.‬

 

العملية‮ ‬مشروعة‮.. ‬والدستور‮ “‬يقنّن‮” ‬هذا‮ ‬الخيار

من جهة أخرى دافع بعض المتحدثين إلى “الشروق” عن هذه السياسة، مؤكدين أنه من حق المنتخب الوطني الاستفادة من أي لاعب بإمكانه تقديم الإضافة، مشيرين إلى أن الاستعانة بلاعبين متعددي الجنسيات مشروع، ما دام أن الدستور الجزائري يسمح لهم بكسب الجنسية بحكم ارتباطهم بالجزائر‮ ‬ولو‮ ‬بصفة‮ ‬غير‮ ‬مباشرة،‮ ‬أي‮ ‬من‮ ‬ناحية‮ ‬الأب،‮ ‬معتبرين‮ ‬الحديث‮ ‬عن‮ ‬مشكل‮ ‬الهوية‮ ‬في‮ ‬المنتخب‮ ‬الوطني‮ ‬بـ‮”‬الجدل‮ ‬العقيم‮” ‬الواجب‮ ‬تجاوزه‮.‬

‭  ‬

 

زهير‮ ‬جلول‮ ‬مساعد‮ ‬مدرب‮ ‬المنتخب‮ ‬الوطني‮ ‬السابق‮ ‬

لن‮ ‬نتطور‮ ‬إذا‮ ‬فكرنا‮ ‬في‮ ‬الجزئيات‮.. ‬والحل‮ ‬في‮ ‬جلب‮ ‬لاعبين‮ ‬من‮ ‬الخارج

دافع زهير، مساعد مدرب المنتخب الوطني السابق عن خيار اللجوء إلى استدعاء لاعبين متعددي الجنسيات، واصفا الحديث عن هذه القضية بـ”الجدل العقيم”، وقال جلول لـ”الشروق”: “لما كنا في المنتخب الوطني، طرحنا على أنفسنا هذا السؤال، وخرجنا بخلاصة تقول أن التفكير في الجزئيات لن يطور المنتخب الوطني، الذي هو بحاجة لكل لاعب يمكنه تقديم الإضافة، خاصة أن البطولة الوطنية لم تعد تنجب لاعبين بإمكانهم اللعب في المنتخب”، مضيفا: “ما ذنب هؤلاء اللاعبين إن كانوا يملكون ثلاث جنسيات أو أن والدهم أو أمهم من جنسية غير جزائرية.. مادام الدستور‮ ‬الجزائري‮ ‬يسمح‮ ‬لهم‮ ‬بكسب‮ ‬الجنسية‮ ‬الجزائرية‮ ‬فلعبهم‮ ‬في‮ ‬المنتخب‮ ‬الوطني‮ ‬مشروع‮ ‬وعلينا‮ ‬الاستفادة‮ ‬منهم‮”.‬

ودعا مدرب النصر العماني السابق إلى النظر إلى هذه السياسة من الناحية الإيجابية، وعلى رأسها الاجتماعية والدينية، “لقد كانت لنا تجربة مماثلة في المنتخب، وأظن أن استدعاء لاعبين لم تكن لهم صلة مباشرة بالجزائر سيجعلنا نقدم لهم خدمة إنسانية ودينية، لأننا سنقربهم من وطنهم الأم وأهلهم، كما سنسمح لهم بالتعرف على الدين الإسلامي.. لقد كان لدينا لاعبون لا يعرفون معنى الصلاة والصوم وبفضل المنتخب الوطني تعرفوا على ذلك..” قال مدرب جمعية الخروب السابق، والذي أكد بأن مادام أن لهؤلاء اللاعبين الرغبة في الدفاع عن ألوان الجزائر فلا حرج من استدعائهم، “الشرط الوحيد الذي لا يجب التنازل عنه في هذه القضية، هو تواجد الرغبة لدى هؤلاء لحمل الألوان الوطنية، لأنها مهمة جدا هنا، وماعدا ذلك فلا حرج في الاستفادة من خدماتهم.. على كل، هذه السياسة بالنسبة لي أفضل من اللجوء إلى التجنيس..” ختم زهير‮ ‬جلول‮.‬

 

 ‬مناد‮:‬ فليجلبوا‮ ‬لنا‮ ‬لاعبا‮ ‬من‮ ‬الكاميرون‮ ‬حتى‮ ‬تتحسن‮ ‬أمورنا‮ ‬أكثر‮!‬

اعتبر اللاعب الدولي السابق جمال مناد أن الإعتماد على لاعبين من أصول غير جزائرية في المنتخب الوطني، سيفقد الأخير هويته بنسبة كبيرة مع مرور الوقت، منتقدا في الوقت ذاته السياسة المنتهجة من طرف المسؤولين على قطاع كرة القدم والرياضة في الجزائر، وقال مستهزئا أنه‮ ‬يجب‮ ‬علينا‮ ‬الاستنجاد‮ ‬بلاعبين‮ ‬كامرونيين‮ ‬حتى‮ ‬يتمكن‮ “‬الخضر‮” ‬من‮ ‬الذهاب‮ ‬بعيدا‮ ‬في‮ ‬جميع‮ ‬المنافسات‮ ‬مستقبلا‮.‬

وقال هداف كأس إفريقيا 1990 في تصريح للشروق: “لا أرى بأن قدوم لاعبين من أصول غير جزائرية للمنتخب الوطني، سيجعل من الكرة الجزائرية تبلغ أعلى مستوياتها.. صحيح أن هناك لاعبين في المستوى تتحدث عنهم مختلف الصحف مرشحين لتدعيم كتيبة المدرب وحيد خاليلوزيتش في المواعيد المقبلة من بينهم تايدر التونسي الأصل ، لكن الاعتماد على هذه السياسة ستفقد المنتخب الوطني حلاوته وهويته بالدرجة الأولى”، مضيفا: “على المسؤولين في بلادنا جلب لاعب كاميروني حتى نكون في المستوى مستقبلا”.

 

قولوا‮ ‬لخاليلوزيتش‮ ‬أن‮ ‬الجزائر‮ ‬كانت‮ ‬تملك‮ “‬قناصا‮” ‬اسمه‮ ‬جمال‮ ‬مناد

من جانب آخر، اغتنم مناد فرصة الحديث إليه بخصوص قضية “هوية” المنتخب الجزائري للرد على المسؤول الأول عن العارضة الفنية لـ”الخضر” وحيد خاليلوزيتش، وهذا بشأن تصريحاته بأن الجزائر لم تنجب قناصا للأهداف من قبل، وقال مدرب مولودية الجزائر: “أظن أن الأشخاص الذين قاموا بجلب خاليلوزيتش للمنتخب الوطني، لم يدرسوه تاريخ الجزائر ويقولون له بأن بلادنا كان لديها لاعب جزائري أصيل وقناص للأهداف اسمه جمال مناد كان له شرف التتويج بلقب هداف دورة كأس أمم إفريقيا 1990، بالإضافة إلى لاعبين آخرين كثر لا يعدون ولا يحصون”.

 

 ‮ ‬زوبا‮:‬ ‮”‬الله‮ ‬غالب‮”..‬لا‮ ‬نملك‮ ‬لاعبين‮ ‬جزائريين‮ ‬في‮ ‬المستوى‮!‬

لم يستغرب المدرب السابق للمنتخب الوطني عبد الحميد زوبا التحركات المكثفة لمسؤولي كرة القدم في الجزائر، لجلب وإقناع اللاعبين الذين ينشطون بالخارج وسبق لهم وأن مثلوا منتخبات أخرى في الفئات الصغرى من أجل الالتحاق بالمنتخب الوطني، حتى وإن كانت أصولهم غير جزائرية، مشيرا إلى أن هذا الأمر طبيعي بالنسبة لهؤلاء اللاعبين الذين يرغبون في إنقاذ أنفسهم من “البطالة الدولية”، وتحقيق نتائج في المستوى خلال المحافل الدولية والقارية، وموضحا أنه حقا لا يوجد لاعبين جزائريين 100 % في المستوى المطلوب يتميزون بصفات اللاعب المتطور والمتحضر،‮ ‬بسبب‮ ‬غياب‮ ‬سياسة‮ ‬التكوين‮.‬

قال زوبا في حديث مع الشروق:”أعلم أن هناك لاعب من أصول تونسية قريب من المنتخب الجزائري، عموما لم أستغرب من ذلك، وهذا عادي جدا في الوقت الراهن، بما أن مسؤولينا لا يفكرون سوى في التأهل للمونديال، ولو على حساب أمور أخرى، ونحن حاليا “الله غالب” لا نملك لاعبين جزائريين في المستوى لتحقيق هذا الهدف، لاسيما في بطولتنا في ظل غياب سياسة التكوين”، مضيفا:”عموما أتمنى أن نحقق هذا الهدف، لكن يجب أن نراجع أنفسنا لأن كرتنا بهذه العقلية تسير نحو الهاوية والزوال، المسؤولية يتحملها رؤساء النوادي بالدرجة الأولى..هل يعقل أنه من أصل‮ ‬35‮ ‬مليون‮ ‬جزائري‮ ‬لا‮ ‬نملك‮ ‬11‮ ‬لاعبا‮ ‬جزائريا‮ ‬خالصا‮ ‬يؤهلوننا‮ ‬للمونديال؟‮ ‬علينا‮ ‬أن‮ ‬نركز‮ ‬على‮ ‬التكوين‮ ‬لتفادي‮ ‬الوقوع‮ ‬في‮ ‬معضلة‮ ‬حقيقية‮ ‬مستقبلا‮”.‬

 

فوزي‮ ‬منصوري‮ : الخطر‮ ‬يأتي‮ ‬من‮ ‬اللاعبين‮ ‬الذين‮ ‬يستخدمون‮ ‬المنتخب‮ ‬الوطني‮ ‬للوصول‮ ‬إلى‮ ‬أغراض‮ ‬شخصية‮ ‬

قال فوزي منصوري، المدافع الدولي السابق، إن الاعتماد على اللاعبين الذين يحملون أصولا مختلطة لا يمثل خطرا على هوية المنتخب الوطني إذا ما كان قرار انضمام هؤلاء اللاعبين للخضر ينبع من قناعة شخصية وتمسك بأصولهم، لكن الخطر الحقيقي يأتي من اللاعبين الذين يلتحقون بالمنتخب‮ ‬الوطني‮ ‬من‮ ‬أجل‮ ‬تحقيق‮ ‬أهداف‮ ‬شخصية‮ ‬تساعدهم‮ ‬في‮ ‬مشوارهم‮ ‬الكروي‮ ‬وهو‮ ‬الأمر‮ ‬الغالب‮ ‬في‮ ‬الوقت‮ ‬الحالي‮.‬

 وقال منصوري، في حديث مع “الشروق”: “هناك لاعبون يأتون إلى المنتخب الوطني للحصول على لقب لاعب دولي من أجل تحسين سيرتهم الذاتية ما يساعدهم أكثر في الالتحاق بفرق كبيرة، أي أنهم يتعاملون مع المنتخب على أساس أنه وسيلة لقضاء حاجاتهم”، مضيفا: “على الاتحادية أن تكون جد حذرة في اختيار اللاعبين والتأكد من صدق نواياهم قبل دعوتهم إلى المنتخب”. وقال لاعب فريق مونبوليي الفرنسي في سنوات الثمانينيات إنه ينبغي على الفاف أن تكف عن التنازل عن الكثير من الأمور للاعبين المغتربين الذين يفرضون ألف شرط للالتحاق بالمنتخب الوطني، مثلما حصل مؤخرا مع ياسين إبراهيمي وإسحاق بلفوضيل، وقال: “لا ينبغي على الاتحادية أن تركع للاعبين يملون شروطا كثيرة مقابل حمل الألوان الوطنية مثلما يحدث مع إبراهيمي وبلفوضيل، المنتخب أكبر من هؤلاء ولا تملى عليه شروط”. وبخصوص السلوك الحالي للاعبين المغتربين الذين يسيطرون على المنتخب الوطني والبرودة التي يتعاملون فيها مع المنتخب يقول: “الجيل الحالي يختلف كثيرا عن منتخب الثمانينات والتسعينات، حاليا هناك عوامل تؤثر كثيرا على اللاعبين، منها المال، لذلك لا ينبغي أن نستغرب من تصرفات بعض اللاعبين”. وختم منصوري يقول: “اللاعب‮ ‬الآن‮ ‬يفكر‮ ‬في‮ ‬مصلحته‮ ‬الشخصية‮ ‬ومشواره‮ ‬الكروي‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬مصلحة‮ ‬بلده‮ ‬والمنتخب‮ ‬الذي‮ ‬يلعب‮ ‬له‮”.‬

 

 ‬بلومي‮:‬ المحلّيون‮ ‬يقدمون‮ ‬تضحيات‮ ‬للمنتخب‮ ‬أكثر‮ ‬من‮ ‬مزدوجي‮ ‬الجنسية

قال‮ ‬نجم‮ ‬المنتخب‮ ‬الوطني‮ ‬السابق‮ ‬لخضر‮ ‬بلومي‮ ‬أنه‮ ‬من‮ ‬غير‮ ‬الممكن‮ ‬أن‮ ‬يقدم‮ ‬أي‮ ‬لاعب‮ ‬ذي‮ ‬جنسية‮ ‬مزدوجة‮ ‬نفس‮ ‬التضحيات‮ ‬التي‮ ‬يقدمها‮ ‬اللاعب‮ ‬المحلي‮ ‬مع‮ ‬المنتخب‮ ‬الوطني‮.‬

وأكد بلومي في تصريح للشروق، أنه لا يمكن أن نلوم اللاعبين مزدوجي الجسنية عما يقدمونه فوق أرضية الميدان: “من الطبيعي أن يقدم اللاعب الذي نشأ في الجزائر أفضل ما عنده ويكون دائما مستعدا لتقديم تضحيات كبيرة للمنتخب الوطني، أكثر من لاعب آخر يملك جنسية أخرى، فهذا‮ ‬الأخير‮ ‬مهما‮ ‬كانت‮ ‬إمكاناته‮ ‬ومستواه‮ ‬الذي‮ ‬يظهر‮ ‬به‮ ‬مع‮ ‬المنتخب‮ ‬ومساهمته‮ ‬في‮ ‬تحقيق‮ ‬النتائج‮ ‬الإيجابية،‮ ‬غير‮ ‬أن‮ ‬الحرارة‮ ‬التي‮ ‬يلعب‮ ‬بها‮ ‬ليست‮ ‬كتلك‮ ‬التي‮ ‬يتميز‮ ‬بها‮ ‬المحليون‮”.‬

وأضاف بلومي بأن الاتحاد الدولي لكرة القدم، منح الفرصة للاعبين مزدوجي الجنسية: “للمساهمة في رفع مستوى الكرة في إفريقيا، وعموما منتخبنا استفاد كثيرا من قانون البهاماس، ولكن كما ذكرت سالفا، المحليون هم من يلعبون بروح وحرارة كبيرتين، مقارنة بآخرين”.  

 

 ‬خالد‮ ‬لونيسي‮:‬ لا‮ ‬ينقصنا‮ ‬إلا‮ ‬جلب‮ ‬أعضاء‮ ‬الجمعية‮ ‬العامة‮ ‬للفاف‮ ‬من‮ ‬الخارج‮ ‬

انتقد اللاعب الدولي السابق، ونجم إتحاد الحراش خالد لونيسي، الإستراتيجية المنتهجة على مستوى المنتخب الوطني، والتي أصبحت تعتمد أساسا على جلب اللاعبين المحترفين والبحث عن ضم لاعبين مستوردين، معتبرا إياهم بأنهم لا يملكون الغيرة وحب الوطن مثلما هو الشأن بالنسبة‮ ‬للاعبين‮ ‬المحليين‮.‬

ويرى لونيسي بأن الهدف الأول لمعظم اللاعبين المحترفين الذين يأتون إلى المنتخب الوطني، هو جني الأموال والبحث عن الشهرة، وهو ما يعكسه -حسب لونيسي- مستواهم مع المنتخب الوطني مقارنة بمردودهم في أنديتهم: “لقد شاهدت قادير مع مرسيليا في مباراة أول أمس، أمام باريس سان جرمان وتعجبت لما قدّمه مقارنة بمستواه مع المنتخب الوطني في كأس إفريقيا الأخيرة”، مضيفا بأن المنتخب الوطني لا يمكنه الإستفادة من خدمات هؤلاء اللاعبين الذين يجدون صعوبات كبيرة للتأقلم مع واقع كرة القدم في إفريقيا، التي تعتمد على الخشونة واللياقة البدنية القوية،‮ ‬وهو‮ ‬الأمر‮ ‬الذي‮ ‬يختلف‮ ‬بشكل‮ ‬كبير‮ ‬عن‮ ‬كرة‮ ‬القدم‮ ‬في‮ ‬أوروبا‮.‬

في نفس السياق، تساءل قائد ومدرب اتحاد الحراش السابق، عن سبب عدم وضع الثقة في اللاعبين المحليين الذين يملكون مستوى يؤهلهم لكسب مكانة ضمن تشكيلة الخضر، مؤكدا:”لو كان الأمر بيدي كنت سأعتمد على فريق يتشكل من اللاعبين المحليين فقط، ولا يهم إذا أقصي المنتخب الوطني‮ ‬لكن‮ ‬بهذه‮ ‬الطريقة‮ ‬سنكسب‮ ‬فريقا‮ ‬للمستقبل‮”.‬

 

مقالات ذات صلة