المنتخب الجيد لا يصنعه المدرب

منذ أن خسر “الخضر” برباعية أمام أسود الأطلس في مراكش، لم يتوقف اللغط عن هوية المدرب الذي سيقود ما يسمى بالمحاربين إلى معارك قادمة وأولها التي ستدور في تانزانيا شهر سبتمبر المقبل.

• وبعد أن خرج شيخ المدربين من باب تانزانيا الضيق، وتبعه الجنرال في مهزلة مراكش، عاد الحديث عن مصيبة الفريق الوطني.. أو الغريق الوطني كما سماه بعض المشجعين الغاضبين في الأيام الأخيرة.
• مضت على خسارة مراكش بضعة أيام، لكن التركيز، كل التركيز انصب مع الأسف حول المدرب الأجنبي الذي سيأتي حسب غالبية الآراء بعصا سحرية تؤهل الخضر إلى أمم إفريقيا وكأس العالم ومسابقات أخرى كثيرة. ولما بات النقاش ساخنا وحادا يتحدث لغة الملايير التي ستدخل حساب المدرب القادم، تحول الأمر بجهل البعض وعصبية البعض الآخر ونفاق الكثيرين إلى الخوف من مواجهة الحقيقة المرة،  وهي أن الجزائر لا تملك في الوقت الراهن على الأقل منتخبا قادرا على هزم المغرب أو تانزانيا أو إفريقيا الوسطى أو حتى مالاوي…
• ومن الآن، يمكننا القول إن المدرب الجديد مهما كانت عبقريته، لن يغير في الأمر شيئا، لأن الفريق الجيد لا يصنعه المدرب، والمدرب لا يسجل أهدافا والتجربة أكدت هذه الحقيقة الدامغة. ألم يفز مارشيلو ليبي بكأس العالم عام 2006، لكنه خرج من الدور الأول في كـأس العالم الأخيرة؟ والسبب كان أن مستوى منتخب ايطاليا تراجع ولم يكن بإمكان مدربه تغيير واقع مرير، وهذا ما يحدث بالضبط للمنتخب الوطني، حتى وإن كان مستوى لاعبي هذا الأخير فيه الكثير مما يقال.
• ولو كان المدربون هم الذين يربحون المباريات، لنالت دول الخليج كأس العالم عدة مرات، لأنها وضفت أكبر المدربين ودفعت أكثر مما صرفناه نحن عن الكرة منذ الاستقلال. وإلى أن يقتنع أصحاب القرار بأن المشكل أعمق من سجل مدرب وشخصيته، يبقى الأمل في أن يأتي اسم كبير – كما يقولون – يكذب الواقع ويبرهن أنه وحده قادر على صناعة الفوز الذي عجزت أقدام اللاعبين على تحقيقه. وسيأتي اليوم الذي سيعود فيه اللغط من جديد عن المدرب الذي سيفشل بدون شك في قيادة المنتخب إلى الانتصارات، لأن من جاؤوا به أخفوا الحقيقة ولم يعترفوا لحظة واحدة أن المنتخب الوطني قد انتهى منذ مدة، ولن يعيده إلى الحياة لا كابيلو ولا دونغا ولا غيرهما، لأن لا شيء يبنى دون أساس وأساس المنتخب اللاعبون، هذا هو قانون الكرة الذي لا يعلو عليه أحد.