الشروق العربي
عقد الزواج بدل شهادة النجاح

المنح الدراسية إلى الخارج تتحول إلى لقاءات غرامية ومواعيد للزواج

نسيبة علال
  • 6502
  • 12
ح.م

تبدأ القصة مشابهة لمثيلاتها في كل مرة، عندما تتعرف إحداهن على شاب أجنبي أو مغترب مقيم بغير دولته، عن طريق النت غالبا، وتنشأ علاقة حب افتراضية، تعززها وسائل التواصل المرئية والمسموعة، وتأخذ مع الوقت أبعادا جدية، تفضي إلى الرغبة في الارتباط بشكل رسمي من خلال الزواج، لكن كيف سبيل طالبة جامعية إلى ذلك!

روايات كثيرة لفتيات جزائريات، وقعن في حب شباب من مختلف الجنسيات، فتحدين لأجل ذلك ضوابط الأسرة وقوانين المجتمع، تحايلن للحصول على فارس الأحلام خلف البحار، واستعملن الشهادة الدراسية جواز عبور.. “س. ط”، طالبة دكتوراه في العلوم السياسية، غادرت الجزائر في جانفي 2018، تحت تبريكات العائلة ودعوات الوالدين، في رحلتها، التي كان مفترضا لها أن تكون علمية. وبدل العودة بماجستير من الجامعات التركية، عادت الطالبة المتفوقة بدفتر عائلي يربطها بزوج عراقي، تعرفت عليه قبل سنوات عن طريق النت، وخططت طويلا لتعقد قرانها معه في تركيا، عندما استحالت كل سبل ذلك في الجزائر. “س. ط”، لم تعلن زواجها، ولم تتزوج بموافقة ولي، وهو الأمر الجائز في المذاهب الدينية في تركيا، المرفوض وفق مذهب أهلها في الجزائر. يقول والدها: “رغم أن الأمر غريب ومفاجئ، لم أملك إلا أن أتقبله، لكنه مخالف للدين، واضطررت إلى إعادة كل مراسم زواجها، بعدما قام زوجها العراقي بتوكيل صديق له في الجزائر، وأعلنت الزواج من خلال حفل صغير، لأن ابنتي عادت حاملا بتوأم أيضا..”

رحلة غير شرعية إلى القفص الذهبي

ولعل أكثر هذه الروايات حزنا وألما، تلك التي تشبه إلى حد بعيد قصص الحراقة أو المهاجرين غير الشرعيين، لكن بطلاتها يختلفن في كونهن متفوقات في دراستهن، يحملن كل أسباب البقاء بشرف وكرامة، ولكنهن فضلن عدم إهدار زهرة العمر في انتظار عريس، بل قررن الحصول عليه بأساليب خاصة ومتطورة، تاركات وراءهن الدراسة الجامعية وأبوين آملين في مستقبل زاهر ومشرق. نتحدث عن عشرات الطالبات الجزائريات، اللواتي لم يتخطين عتبة الثلاثين، يلاحقن المنح الدراسية ويضاعفن مجهوداتهن العلمية لبلوغ رحلة العمر، التي تضعهن بين يدي فارس أحلام تركي يفيض رومنسية ووسامة، أو شاب عربي كادح، يركض خلف لقمة العيش بين القارات. سمية، 29 سنة، طالبة وأستاذة محاضرة بعدد من جامعات الجزائر وأوروبا، وهي إحدى العائدات من الحلم بخيبة لا يسعها الوطن كله. تروي لنا تفاصيل قصتها، التي تأمل أن تكون عبرة للكثيرات: “حزمت حقيبتي ذات 2014، حقيبة لم تشبه لا حقيبة ملابس العروس وأدوات الزينة ولا العطور، حقيبة طالبة جامعية تسافر إلى قطر من أجل الدراسة والتدريس. لقد كنت أزف نفسي إلى شاب مغربي يقيم هناك منذ سنوات، كان يحتاج إلى الزواج لتسوية وضعيته هناك، وكنت أنا الطعم..”. سمية، تطلقت بعد أربعة أشهر من زواجها الذي لم تعلم عنه عائلتها. ومن حسن الحظ أنها لم تضيع دراستها.

كاميليا، هي الأخرى، تروي لنا قصتها عبر الفضاء الأزرق، هي لم تحظ بدخول الجامعة، ولكنها كانت حجتها للقاء عشيقها خلف البحر الأبيض المتوسط: “ولدت في فرنسا، وعادت بي أمي قبل بلوغي الشهر، تكفلت جدتي بتربيتي طيلة سبع عشرة سنة، وعندما تعرفت على حراق جزائري مقيم بفرنسا، بدأت أبحث عن سبل الالتحاق السريع به، فاتصلت بأمي وأخبرتها أنني أنوي إتمام دراستي بشكل أفضل هناك، فرفضت استقبالي، ولكنني هددتها وهددت العائلة بالحرقة، فقاموا بإرسالي إلى فرنسا، أعيش اليوم ظروفا سيئة جدا مع أم منحلة وعنيفة، ولا أثر للشاب الذي وعدني بالزواج بعد لقاءين فقط”.

مقالات ذات صلة