جواهر
رغم الدعوات الكثيرة لتسقيفها

المهور تحولت إلى “أحصنة” في الجزائر!

سمية سعادة
  • 6974
  • 30
ح.م

يشهد”سوق”المهور في الجزائر ارتفاعا مذهلا ما ينذر بتحولها إلى”أحصنة” تفوق سرعتها سرعة السيارات الألمانية، فمن يستطيع أن يقتنيها أو يركب صهوتها؟!.

ورغم الدعوات الكثيرة التي تنادي بتسقيف المهور والتي جاءت بثمارها  مؤخرا في ولاية باتنة، إلا أن العديد من المناطق الجزائرية مازالت تصر على أن تجعل لمهورها”بورصة” ترتفع أسهمها كل عام ما سيزيد من معدل العنوسة بين النساء، بينما سيضطر الرجال إلى تأسيس جمعية جديدة تحت مسمى”ضحايا المهمور”!.

مهور حسب المقاسات

بينما تتحجج عائلات المقبلات على الزواج بغلاء مستلزمات العروس لرفع سقف المهر، يشهر البعض الآخر في وجه العريس ميزات العروس التي اختارها من جمال وطول وعرض وأخلاق، وقد يضطر العريس إلى قبولها لسببين، فإما أن يكون ميسور الحال وبمقدوره تلبية كل الطلبات، وإما أن يعلن التحدي أمام أهل العروس حتى يظل في نظرهم بطلا مغوارا حتى وإن اضطر للاستدانة.

وفي هذا السياق تقول سليمة إن جدها لأبيها اشترط على العريس 15 مليونا وكان ذلك قبل نحو 10 سنوات، بحجة أنها جميلة وطويلة القامة، ولأن خطيبها كان متمسكا بها فقد وافق على دفع هذا المهر ولكنه قال لها إنه كان بإمكاني أن أدفع لك مهرا أكثر من الذي اشترطه جدك فلم يكن هناك أي داع لأن يحاول أن يختبر مدى تمسكي بك، بينما تقول نادية عن ابنة أختها التي تبلغ من العمر 18 سنة أن العريس لم يكن لديه أي مانع في دفع صداق قدره 21 مليونا خاصة وأنه من عائلة ثرية لأن ابنة أختها تتمتع بجمال فائق ناهيك عن الهدايا التي قدمت لها في مناسبات مختلفة.

“لن أزوجه بقالمية”

وحول هذا الموضوع أيضا قالت لنا السيدة حورية إن ابنها قرر أن يخطب أخت صديقه القالمية رغم أنه لم يرها إلا في الصور، وانتهزت حورية فرصة اتصال الفتاة بها لتتعرف عليها بأن تحدثها عن تقاليد منطقتهم في الخطبة والزواج، فسمعت منها ما جعلها تقنع ابنها   بالعدول عن فكرة الزواج ب”قالمية”، لأن “شروطها”بدت لها أكثر من طاقة العائلة، خاصة وأنها ذكرت لها أن العريس ملزم بتوفير الصوف و”مقياس” من الذهب للعروس قبل الزواج، وبالفعل اقتنع ابنها برأيها وقرر أن يخطب فتاة من العاصمة.

ولكن السيدة نوارة  لم تتمكن من إقناع ابنها من التخلي عن فكرة الزواج بفتاة تعرف عليها  في قالمة لأنه قد بلغها أن أهلها يشترطون على العريس شروطا كثيرة، وحول هذا الأمر تقول” صحيح أن العروس أبدت لي عن عدم موافقتها على الشروط التي اشترطها أهلها، إلا أننى في الأخير رذخت لما كانوا يعتبرونه عادات لا يملكون مخالفتها، ومن بين هذه الشروط “مقياس” من الذهب اشتريته ب18 مليونا و6 ملايين قيمة الصداق وألزموني بشراء الصوف بالإضافة إلى ما يسمونه ب”الجرية” وهي مناسبة تقدم فيها هدايا للعروس مع الخاتم وكل هذا يكون مرفوقا باللحم والدجاج والمواد الغذائية التي يعدّ بها العشاء الذي يقدم لأهل العريس في هذه المناسبة”، وهذا السياق أيضا، عبرت أخت نوارة عن سخطها من هذه الشروط الكثيرة، بقولها:”إن ما يفعله ناس قالمة من شأنه أن يتسبب في عنوسة بناتهم ولو كان الأمر بيدي لما سمحت لابن أختي من أن يتزوج من هناك لا لشيء إلا لهذه الشروط التعجيزية التي لا تشجع على الزواج من بناتهم، في حين أن هناك بعض المناطق التي تيسر على الرجل أمور الزواج الأمر الذي سيساهم في التقليل من ظاهرة العنوسة فيها”.

المزيد من العوانس

إلى وقت قريب، كانت المهور التي تحدد ب 10 ملايين سنتيم عقبة كأداء أمام الراغبين في الزواج من ذوي الدخل الضعيف والبطالين، أما الآن وقد صارت المهور تجري”بسرعة”  ال 15 مليونا وتعدتها، بصرف النظر عن الهدايا الأخرى التي تقدم في المناسبات المختلفة للعروس والتكاليف الباهظة لحفل الزفاف، فإن الزواج لن يكون في متناول الجميع، وما لم يراجع المغالون في المهور أنفسهم ويكفوا عن تسوية بناتهم بالبقرات السمان، فسيعزف الشباب عن الزواج وترتفع معدلات العنوسة وينتشر الانحراف والأمراض النفسية في المجتمع، وما لم تتوقف بعض المناطق الجزائرية عن محاصرة العريس بالكثير من الشروط،   فنسمع عمن يحتذي حذو شاب من تيسمسيلت اشترط على أهل زوجته التي تزوجها حديثا مبلغ مليون سنتيم لكي يسمح لهم بزيارتها انتقاما من شروطهم التعجيزية التي فرضت عليه أثناء خطبتها!.

 

مقالات ذات صلة