الموت يحاصر جرحى غزة جراء نقص العلاج والأدوية

أكدت المتحدثة باسم منظمة الصليب الأحمر الدولية بغزة، سهير زقوت أن القطاع الصحي في غزة يحتاج تدخلا فوريا وعاجلا وسريعا وإمدادا بالأدوية والمستلزمات الطبية والفرق الطبية المتخصصة للتعامل مع آلاف الجرحى والإصابات الخطيرة جرَّاء اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على المتظاهرين السلميين على حدود قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية.
وكشفت زقوت لـ”الشروق” أن المستشفيات اضطرت إلى إخلاء المصابين قبل حصولهم على الرعاية الصحية الكاملة خلال الأسابيع الماضية، مما يشكل خطرا على حياتهم أو أطرافهم مع العلم أن أغلب الإصابات بالغة في الأطراف السفلى للجسد.
واندلعت مواجهات كبيرة على حدود قطاع غزة في ذكرى يوم الأرض 30 مارس المنصرم وتواصلت خلال أيام الجمعة من كل أسبوع لتصل ذروتها يوم 14 ماي الذكرى 70 للنكبة الفلسطينية، وموعد نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة.
وتصدت قوات الاحتلال عبر فرق من القناصة للمتظاهرين السلميين في مناطق مفتوحة ما أدى إلى استشهاد 65 فلسطينياً وإصابة آلاف آخرين بجراح متفاوتة، بينهم عدد كبير من الإصابات تصنف فوق المتوسطة، جراء تعمد الاحتلال قتل المتظاهرين وإحداث إصابات بليغة في أطرافهم، وسط استياء دولي عارم يدين استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي العنف المفرط في مواجهة متظاهرين عزل.
وأوضحت زقوت أن أطباء غزة تمكنوا من إنقاذ حياة الكثير من المصابين وحاولوا الحؤول دون خسارة الجرحى أطرافهم، إلا أن عددا من الجرحى ينتظرون رحلة شفاء طويلة ومعقدة تحتاج أشهرا أو سنوات من العلاج، وقد ينتهي البعض منهم بإعاقات دائمة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية أن إجمالي الشهداء بلغ 115 شهيد خلال ثمانية أسابيع، و13300 إصابة منها 330 لازالت خطيرة، حيث يعلن عن استشهاد بعضهم متأثرين بجراحهم بشكل متلاحق. وأضافت زقوت أن القطاع الصحي في غزة لا يحتمل هذا العدد من المرضى في ظل شح الأدوية والمستلزمات الطبية، خاصة أن المئات من الجرحى يحتاجون من 3 إلى 4 عمليات معقدة حتى تستمرَّ رحلة الشفاء.
وبيَّنت أن الصليب الأحمر قدَّم مساعدات لنحو 1000 إصابة خطيرة، وقرابة 15 ألف إصابة بسيطة واستقدم فِرق جراحة متخصصة جاءت من جنيف لمساعدة الطواقم الطبية في القطاع خاصة عمليات خاصة في الأوعية الدموية والعظام، لكن تلك المساعدات لا تسد كافة احتياجات قطاع غزة الطبية.