المولد النبوي.. حوادث أليمة في احتفالات تشوّه الذكرى
ينتظر الكثير مناسبة المولد النبوي الشريف، في الجزائر، بنوع من الهلع والترقب، متخوفين من “رعب” المفرقعات، التي تحوّل سماء البلاد إلى غيمة سوداء، وكأن الحرب اندلعت، فالاحتفال بالمولد يعرّض البعض للحروق الجلدية وبتر للآذان والأصابع، وحتى إجهاض للسيدات الحوامل ناهيك عن إزعاج المرضى..!! في وقت يُفترض أن تكون المناسبة لتذكر خصال خير خلق الله، محمد صلى الله عليه وسلم، والاقتداء بسيرته.
مع اقتراب مناسبة المولد النبوي الشريف، تتأهب مصالح الاستعجالات عبر مستشفيات الوطن، وتشد مصالح الحماية المدنية الحزام ترقبا لأي طارئ، كما يقتني أصحاب الصيدليات كميات إضافية من مراهم الحروق.. وكأن الحرب ستندلع.
فالاحتفال بالمولد النبي الشريف بالجزائر، مرادف للإصابات الخطيرة، ويؤكد أطباء تحدثت معهم “الشروق” عن استقبال عياداتهم لعشرات حالات الحرق الجلدي، يوم المولد، بعضها تطلّب مكوث الضحية أياما في المستشفى.
وفي هذا الصدد، تأسّف المختص في الصحة العمومية، أمحمد كواش في تصريح لـ ” الشروق”، لتزامن احتفالات المولد النبوي، مع تسجيل ما وصفه بـ “كوارث صحية”، تتسبب في استنفار للأجهزة الأمنية ومصالح الإسعافات الأولية والحماية المدنية.
وأكّد كواش أن مصالح الاستعجالات بالمستشفيات تستقبل خلال هذه المناسبة، إصابات مختلفة تؤدي حتى إلى الوفاة.
وقال المتحدث: “الأطفال والشباب، لا يحسنون التعامل مع المفرقعات، فتجدهم يجازفون بسوء استعمالها، متسببين في حوادث مأساوية، بسبب الرمي العشوائي والتراشق بالمفرقعات، خاصة الخطيرة منها”.
مفرقعة تسببت في إجهاض سيدة لتوأميها..!!
وكشف كواش عن استقبال مختلف العيادات الطبية ومصالح الاستعجالات، لحالات حروق من مختلف الدرجات، وبعض الضحايا ولخطورة حالتهم يمكثون في غرف الإنعاش.
كما تكثر في مناسبة المولد، إصابات العيون، من مختلف الدرجات وبعضها يصل إلى العمى الكلي، إضافة إلى حالات بتر الأصابع وجزء من الأذن أو الأنف خاصة لدى فئة الأطفال.
كما تتسبب المفرقعات، مهما كانت بسيطة والشموع، في حدوث حرائق مختلفة، بالمنازل ومستودعات السيارات، وحزم التبن، ومصانع المواد الكيميائية سريعة الالتهاب، ومحطات الوقود، بسبب اللعب العشوائي وتقاذف المفرقعات، زيادة على تسجيل حوادث مرور بسبب الهلع.
وذكر كواش حادثة مأساوية عاشتها ولاية بشرق الوطن، ليلة الاحتفال بمناسبة المولد النبوي السنة المنصرمة، إذ تعرّضت شرفة سيدة إلى الرشق بمفرقعة، وتسبب الانفجار الشديد بهلع للسيدة، التي كانت حاملا في شهرها الخامس بتوأم. والمؤسف أن هذا الحمل انتظرته الضحية منذ خمس سنوات كاملة، والنتيجة دخولها المستشفى وإجهاضها لتوأمها.
