جواهر

النساء لا يبحثن عن التحرر والتمرد

مليكة هاشمي
  • 1615
  • 16
ح.م

أصبح البعض يتهم أي امرأة تسعى لتحقيق أهدافها وطموحاتها بالتمرد، يعتبرون أنها تحاول فرض سيطرتها على الرجل من خلال سعيها لإبراز قدراتها، فبمجرد أن تجهر للآخرين عما يجول داخلها وتبدي إصرارها على تحقيق آمالها يلفقون لها التهم ويذهبون إلى مرحلة التنظير والتحريم..

إن المجتمع الذي نعيش فيه يحصر دور المرأة في المنزل حيث تكون مجبرة على الخدمة والطاعة العمياء والصمت وتحمل الذهنيات والعقليات الرجعية، ومسايرة الوضع رغم عدم تقبلها له، تتحمل في قرارة نفسها نظرة الدونية من طرف من حولها باعتبارها مجرد آلة منتجة لهم، غير مصرح لها بمخالفة الأوامر، ليصل بها الأمر لأن تنتفض وتحاول البحث عن مكنوناتها وما يعزز ثقتها بنفسها، لكن بالنسبة لذوي العقول الصغيرة فيعتبرون ذلك أول خطوات التمرد، وهو ما يجعل ذلك الصراع يقوم بين الطرفين، كلاهما يوجه الإدانات للآخر، في حين أن المرأة تعلم أنها لا يمكن لها أن تتجرأ وتتمرد على الرجل، هي تعلم في قرارة نفسها أن ذلك ينقص من أنوثتها ويقلل من شأنها، فهي تعودت على أن يكون لها سندا بجانبها سواء كان أبا أو أخا أو زوجا..

هي توقن مكانتها  وتدرك كل الخطوط الحمراء التي لا يجب عليها تجاوزها، لكن هذا لا ينف أن تحاول بدورها صقل مواهبها وتطوير قدراتها وعرض أفكارها ووجهات نظرها، فهذا لا يمد بأي صلة لما يسمى بالتمرد والتحرر، لازلت في مجتمع رجعي  للأسف، يحكم على الآخرين من وجهة نظر خاطئة، وأي تصرف من المرأة سيكون تحت المجهر بغض النظر عن إيجابياته ودوره في المجتمع، لا أحد منا ينكر أنه لازالت المرأة إلى غاية الآن تعاني التهميش والتعنيف وهضم حقوقها من طرف آخر، وتكون مجبرة على الصمت والخضوع فقط لتزيين الواجهة التي تعرض على غيرها من النساء، لا تريد أن تظهر فقط في زي الضحية المظلومة..

بل إن المرأة تخفي ندوب الوهن كي تظهر في صورة لا يشكك أحد من حقيقتها، لذا فهي عندما تسعى لتعزيز شخصيتها وتسليح عقلها فهي لا تتمرد بذلك على الرجل، ولا تتحرر من خلال هذا على العادات والتقاليد وتضرب بها عرض الحائط، هي فقط تحاول أن تشعر بوجودها ككيان إيجابي فعال مع حرصها التام للحفاظ على علاقتها بالرجل الذي قد يأخذ أدوارا متعددة في حياتها يستحيل أن تنكر مدى أهمية وجوده باعتبارها ركيزة أساسية تستند عليها.

مقالات ذات صلة