-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دفع نجلها للتهجم على الجزائر غداة توسل الملك لتطبيع العلاقات

النظام المغربي يستثمر في قضية الحاجة المريضة

محمد مسلم
  • 25500
  • 0
النظام المغربي يستثمر في قضية الحاجة المريضة
ح.م
الملك المغربي، محمد السادس

في الوقت الذي يتوسل الملك المغربي، محمد السادس، إلى الجزائر من أجل فتح الحدود وإعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ ما يقارب السنتين، تواصل أذرع النظام في الرباط وذبابه، قيادة حرب إلكترونية ضد الجزائر، ما يؤكد عدم مطابقة أقوال مسؤولي المملكة العلوية لأفعالهم.
ومباشرة بعد خطاب الملك المغربي الذي حمل عبارات مكررة ومستنسخة تجاه الجزائر، خرج نجل الحاجة المغربية، رحمة الغزواني، التي أنزلت من الطائرة السعودية للعلاج في الجزائر، مهاجما السلطات الجزائرية بشكل يفتقد إلى الأخلاق، بعد عودة والدته إلى التراب المغربي.
وليست هي المرة الأولى وسوف لن تكون الأخيرة، التي يخرج فيها رأس النظام في المملكة المغربية بتصريحات من هذا القبيل، بل والأكثر من ذلك، تحذير الذباب المغربي من الإساءة إلى الجزائر، كما كان الحال في ذكرى الاحتفال بعيد العرش خلال السنة المنصرمة، ومع ذلك لم تتوقف تلك الإساءات، بل زادت حدتها.
ووقف الجميع على شهادة نجل الحاجة المغربية التي حملت ثناء على الجزائر، لحسن استقبال وعلاج والدته، بينما كانت تعالج في المستشفى الجزائري، ثم انقلب موقفه رأسا على عقب بمجرد أن وطئت قدماه التراب المغربي، في مشهد فيه الكثير من الجحود والنكران لما لقيه هو ووالدته من معاملة خاصة تليق بواجب الجيرة.
ناشطون مغربيون على شبكات التواصل الاجتماعي هاجموا بشدة تصريحات نجل الحاجة المغربية، رحمة الغزواني، واعتبروها تنم عن لؤم فاق التصور، غير أنهم حمّلوا المسؤولية للنظام ومن ورائه المخابرات المغربية، ورجحوا بأن انقلاب موقفه له علاقة بضغوط مورست عليه خلف جدران ودهاليز “المخزن”.
ما صدر عن نجل الحاجة المغربية من تصريحات مسيئة للجزائر بعد المعاملة الخاصة التي حظي بها، ليست سوى مظهر من مظاهر سياسات النظام المغربي ومناوراته في التعاطي مع جارته الشرقية، وهي الممارسات التي أصبحت متوقعة حتى قبل وقوعها، ولذلك لم تلق تلك النداءات المغربية صداها لدى الطرف الجزائري.
عادة ما تتجاهل السلطات الجزائرية تلك النداءات والتوسلات من قبل رأس النظام المغربي، بل تعتبر سياسة اليد الممدودة للملك المغربي المكررة، مجرد مناورة مسمومة الهدف منها تحقيق مكاسب دبلوماسية باتت مفضوحة لدى الجميع، لأن الكلام على الورق عادة ما تخالفه الممارسات على الأرض.
ويجسد هذه المقاربة، تأكيد الملك المغربي في كل مرة بأن الجزائر لن يأتيها الشر من المغرب، ولكن في الوقت ذاته تتحالف مع الكيان الصهيوني لضرب المصالح الجزائرية وتهديد أمنها واستقرارها، وتستضيف قادته الملطخة أيديهم بدماء الفلسطينيين، على التراب المغربي كي يتطاولوا عليها.
فهل يجهل ملك المغرب ومن يكتب له الخطابات في كل مرة كل هذه المعطيات؟ المتابعون للعلاقات الجزائرية المغربية باتوا على قناعة بأن النظام المغربي لم يعد يملك سيادة قراره منذ أن طبع مع الكيان الصهيوني قبل ما يقارب الثلاث سنوات، فالملك محمد السادس فلتت الأمور من بين يديه بسبب تدهور وضعه الصحي، وأصبح بقاؤه في المغرب أقل بكثير من الأوقات التي يقضيها في الخارج إما معالجا أو في فترة نقاهة، فيما يعيش القصر تحت رحمة صراعات بين أفراد العائلة المالكة، حول من سيخلف الملك المريض في منصبه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!