-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ما لا يقال

الوجوه غير المرغوب فيها

الوجوه غير المرغوب فيها

هل المشكلة في الجزائر في تخلف القوانين أم في من يشرفون على سنّها؟ولماذا نفكر في تجديد الدستور ونتجاهل من غيّروه للبقاء في السلطة أو من كانوا ينادون بـ (عهدة رابعة) وبـ (توريث الحكم)؟

  • جمعيات وأحزاب ورئيس
  • حين أشرفت العهدة الثانية للرئيس على الانتهاء، تسربت معلومات تفيد أنه التقى بقيادتي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي، في غياب حركة مجتمع السلم، وطلب منهما الاستعداد لمن يخلفه، إلا أنهما تمسّكا به، بل إن المعلومات المسربة تضيف أنهما اقترحا أن يرحلا مع الرئيس، واستطاعا أن يقنعاه بالبقاء حتى يضمنا بقاءهما معه في الحكومة.
  • ويقول مقربون من الرئيس إنه لا يؤمن بـ “الأحزاب” وأنه نصح المقربين منه من رؤوساء الحكومات السابقين بعدم إنشاء أحزاب، وهو الأمر الذي جعل جميع رؤوساء الحكومات الذين تقلدوا المنصب في عهده لا يجرأون على إنشاء أحزاب أو التفكير في العمل الحزبي.
  • وهناك من يوعز عدم مخاطبة الرئيس الشعب الجزائري عبر البرلمان إلى عدم اقتناعه بالعمل الحزبي، ويؤكد هذا الرأي أن وزارة الداخلية وجهت رسالة إلى الأحزاب المعتمدة بهدف تقديم اقتراحات مكتوبة بعيدا عن هيئة المشاورات التي تحولت إلى شبه منافسة ومزايدة على مطالب واقتراحات “افتراضية” كإقحام الجيش في مرحلة انتقالية، والمفارقة أن المتتبع لـ “الجمعيات” التي التقتها هيئة عبد القادر بن صالح يكتشف أنها موجودة على الأوراق فقط باستثناء القليل منها.
  • وما دام لا يوجد فرق بين اقتراحات الأحزاب والجمعيات حول “الإصلاحات الافتراضية” والكل يمارس السياسة على المباشر، فإن الأمل مفقود في التغيير من داخل الحكم، لسبب بسيط أن الجمعيات المحلية والوطنية التي قاربت الثمانين ألف جمعية لا تختفي بأداء مهمتها وإنما تتحول إلى لجان مساندة.
  • وقد أدرك عبد الحميد مهري خطورة هذه الجمعيات، ولهذا تخلى عنها عندما كان أمينا عاما لجبهة التحرير، فاجتمعت عند الجنرال محمد بتشين وأنشأت “حزب التجمع الوطني الديمقراطي” فتحولت إلى جبهة موالاة للواقف ولو كان “حمارا”.
  • وما دام الوزير الأول يزعم أن الرئيس سيكمل عهدته لغاية 2014، وهو يسعى لخلافته، فإن التغيير من داخل نظام الحكم مستبعد، وما تقوم به هيئة عبد القادر بن صالح، كما يظهر في الإعلان عن لقائها عبر اليتيمة، هو مجرد “تمديد” في عمر النظام القائم حتى تبدأ الامتحانات في الأوساط الطلابية ويأتي شهر رمضان المبارك وتأتي معه العطلة الصيفية، وبالتالي كسبت حكومة أحمد أويحيى ثلاثة أشهر جديدة في عمرها.
  • وإذا كان أصحاب القرار غير معنيين بالتغيير، فيفترض أن يغيروا الوجوه حتى يستريح المواطنون من وجوه ملّوها، وخطابات صارت تجلب للبلاد عداوة سياسية لدى الأشقاء والأصدقاء.
  •  
  • طيّ “أم درمان” أولا
  • بالرغم من أن ملحمة “أم درمان” كانت مرتبطة بنظام سياسي غيّرته الثورة الشبانية المصرية، إلا أن هناك من لا يزال يستغل هذا الشعار لأغراض سياسوية. فالتغيير إذا لم يحدث ستبقى الهزائم تلاحقنا، والانتصارات والإنجازات الوهمية هي خطاب سلطتنا فقط.
  • وما دامت الرياضة مرتبطة بـ (الوجوه) وهدر المال العام، وتجاهل الكفاءات الوطنية والاعتماد على حملة الجنسيات غير الجزائرية (من ذوي الأصول الجزائرية)، وما دام النظام المصري السابق فشل في تصدير الأزمة إلى الخارج فإن النظام الجزائري هو الآخر فشل في تحويل أنصار الرياضة إلى “حزب مساندة له” مما جعله يفقد مصداقيته في التعامل حتى مع حلفائه.
  • فالأحزاب والجمعيات التي لا تجرؤ على التضامن مع الشعوب العربية في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا هي  أحزاب وجمعيات لا تستطيع أن تحمل همّ الشارع الجزائري والعربي، وما دام قادة الأحزاب لا تتغير إلا بالانقلاب، وقادة المجتمع المدني لا تتغير إلا بالمهماز، والكل يراهن على بقاء الوضع القائم لأنه مستفيد منه، فإن التغيير قادم لا محالة، بسبب أن وزراء أحمد أويحيى دخلوا مرحلة “التحنيط” ولم يبق على الشباب سوى أن يصنعوا لهم تماثيل لأنهم “الصورة الذهنية” الوحيدة في تاريخ حياتهم التي لم تتجدد بعد.
  • وعندما لا تصير للأحزاب مواقف ولا للجمعيات اهتمامات إنسانية، وحتى المثقفون والكتاب في الجزائر ليس لهم اتحاد أو جمعيات ثقافية باستثناء جمعية المرحوم الطاهر وطار، فإن الحديث عن الثقافة والسياسة ودور المجتمع المدني يصبح كالحديث عن قطع الغيار القديمة الموجودة في أسواق.. “الخردوات”.
  • وللحديث بقية.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • ali

    ان الله لايغيير ما بقوم حتى يغييرو ما بأنفسهم.
    ان النظام القائم اليوم هو نتيجة ثورة التحرير ومنها يأخد شرعيته, أما عن التغيير وتسليم المشعل فهدا مستحيل, لأنهم أخدوا ولم يُعطو, ولهدا من أراد التغيير فليأخد ولا ينتظر العطاء والله الموفق.

  • om aniss

    شكرا لهذا التحليل .انا من متتبعي وقراء مقالاتكم . اماذا لايقرا مسؤولنا ؟ام ....

  • Amine

    yarhem Waldik.