رياضة

الولاية الـ 19 تتنفس كرة قدم: الجزائر ترحل إلى سطيف

الشروق أونلاين
  • 1925
  • 0

عاشت مدينة عين الفوارة يوم أمس الأربعاء مشاهد لا تنسى ولا تتكرر، حيث نزلت الجزائر إلى سطيف التي ضبطت على توقيت المقابلة العربية الحاسمة، وحل بالمدينة آلاف الأنصار من كل الولايات الشرقية، وتعدى الأمر إلى الوسط، حيث كان أنصار المولودية والاتحاد واتحاد البليدة وشباب بلوزداد وشبيبة القبائل وغيرها من الفرق في الموعد وصنعوا مع إخوانهم من أنصار سطيف لوحة رائعة دوخت المتابعين.
ولم يتناول عشرات الآلاف من عشاق الفريق السطايفي والألوان الوطنية سوى كحلة وبيضاء، فكل الأجواء كانت غير عادية منذ الصبيحة، وكانت حركة المرور حكرا على سيارات المناصرين الذين اصطفوا في شكل مواكب كبيرة التحقت بها الدراجات النارية وحتى الشاحنات الصغيرة ملأها أصحابها بالشباب والمراهقين الذين رفعوا شعارات الوفاق وأعلام الكحلة وبيضاء وقبلها ­ طبعا ­ الأعلام الوطنية.


ولعل أنصار فرق اتحاد البليدة والشلف وشباب بلوزداد ومولودية العاصمة كانوا أكثر نشاطا من غيرهم حينما قاموا بتعليق لافتات كبرى لفرقهم أمام عين الفوارة وطيلة فترة الصبيحة قبل نقلها إلى ملعب 08 ماي 45، فيما كانت الياسماس قد سبقتهم أيضا في تعليق رايتها الكبرى وعدد آخر من اللافتات الصغيرة لعدد لا ينتهي من الفرق الصغيرة والكبيرة من الشرق والغرب والوسط، وهو منظر يعكس مدى تماسك الفرق الجزائرية إذا تعلق الأمر بتمثيل الألوان الوطنية، وقد كانت الأهازيج مدوية عبر الأشرطة ومكبرات الصوت والزرنة وغيرها من وسائل الترفيه والتشجيع.


والمثير حقا هو أن تحول عين الفوارة إلى قبلة لأنصار الجزائر، دفع بفندق الربيع الذي كان محلا لإقامة بعثة أهلي جدة بدوره إلى قبلة للكثير من الفضوليين الذين يستغلون فرصة إطلالة أي فرد من بعثة الأهلي من النافذة لاستفزازه والإشارة اليه بأن الوفاق سيفوز بـ 04 أهداف على طريقة المريخ واتحاد جدة.


لم يتمكن آلاف الأنصار من شراء التذاكر، لأنها نفدت مباشرة بعد دقائق معدودة من الشروع في عملية بيعها على مستوى نقاط البيع المعهودة، حيث كانت إدارة الفريق قد أجلت عملية بيعها من الثلاثاء إلى الأربعاء قصد منح الفرصة لجميع الأنصار مهما كان لونهم، ومع ذلك نفدت الكمية في ظرف 10 دقائق، وطبعا استغل البعض الفرصة لإعادة بيع التذاكر بالسوق السوداء بأسعار مضاعفة، علما بأن سعر التذاكر في المدرجات المكشوفة 300 دج والمغطاة بلغ 500 دج حسب السعر الأصلي.


ما إن فتحت أبواب الملعب أمام الجمهور حتى شهدت زحفا لا مثيل له من آلاف الأنصار الذين ظلوا ينتظرون أمام الملعب منذ الصبيحة، وبلغ الضغط مداه رغم التنظيم الجيد الذي ميز العملية بدليل امتلاء المدرجات بصورة كبيرة نصف ساعة فقط بعد فتح الأبواب وقبل قرابة الـ 06 ساعات قبل انطلاق المباراة، حيث لم يجد كل من تأخر عن الموعد مكانا يجلس فيه، وهو ما أدى بالمئات إلى الصعود فوق الجدران ومتابعة اللقاء من على شرفات المنازل المجاورة.


تبعا لأهمية اللقاء فقد حرص وزير الشباب والرياضة يحي قيدوم على الحضور والمتابعة شأنه في ذلك شأن ضيف الشرف الأول محمد الطاهر فرقاني الذي كان يعالج في مستشفى إعادة التأهيل العضوي برأس الماء، وقبل دعوة والي سطيف لمتابعة اللقاء، ونفس الأمر بالنسبة لوالي ميلة وعدد من رؤساء الفرق والأندية.


كما كان متوقعا لم يكن صانع ألعاب الفريق الحاج عيسى ضمن تشكيلة أمس التي واجهت الأهلي، حيث قرر المدرب رابح سعدان بعد سوسبانس طويل وبعد استشارات واجتماعات عديدة الحسم بعدم إشراك اللاعب وعدم المغامرة به في مقابلة قد تعصف بمستقبله الرياضي والاحترافي، وقد بان الخيط الأبيض من الخيط الأسود عشية أول أمس حينما أثبت الفحص الإيكوغرافي الأخير الذي أجراه اللاعب بقسنطينة عند عيادة الدكتور محساس بأن التمزق العضلي قد التأم بصفة كلية وبإمكان اللاعب اللعب، لكن الدكتور نصح سعدان بعدم المخاطرة، وهو ما دفع بالمدرب السطايفي إلى التخلي نهائيا عن فكرة وضع حاجي في قائمة الـ 18 وإقحامه كبديل ولو لربع ساعة، وهو قرار جنب سعدان ضغوطات أكيدة من الأنصار بإدخاله.


كانت مقابلة أمس موعدا لعودة ثعلب المساحات إلى الميدان بعد قرابة الشهرين من المنافسة كان فيها يسعد قد تعرض لإصابة استلزمت إجراءه لعملية جراحية بالعاصمة والركون للراحة والنقاهة والشروع في عملية إعادة التأهيل قبل الجري منفردا والاندماج التدريجي مع المجموعة، وصنعت عودة بورحلي لأنصاره الحدث في لقاء أمس، أين هتفت الجماهير باسمه كثيرا وكانت وقفته تفيض بالكثير من الهيبة والاحترام.

نصر الدين معمري

مقالات ذات صلة