الشروق العربي

اليوم العالمي للغة العربية

ياسين فضيل
  • 490
  • 1
أرشيف

عذرا إلى لغتنا الجميلة.. لقد كسرنا أضلاعك، وأسكتنا صوتك، وأسكناه تحت الأرض.. فلم نعد نسمع لك همسا ولا رِكزا..

كثير منا لا يحسن مخارج الحروف العربية. فلا الحروف الجوفية أعطيناها حقها، ولا الحروف الخيشومية أخرجناها مخرجها.

العربية عندنا تئن أنين الجريح أو الملسوع أو الملدوغ..

نعم، نحن من لدغنا لغتنا، وصارت إلى هذه الحال من الهزال والتفكك. فاللغة العرجاء لا تقوم لها قائمة في أي بلد، مهما كانت قوته.

عذرا إلى لغتنا الجميلة.. ما قدرناك حق قدرك.. نحن نعيش الهزال والمهزلة، لأننا في وطن فيه وزارة الثقافة تحتفل بأنواع الطعام والكسكسي، وتقيم حفلة و”عرضة” للتعريف بالكسكسي الجزائري، ولا تقف وقفة إجلال وإكرام للغة العربية..

السيدة وزيرة الثقافة ركزت الاهتمام في موضوع الكسكسي، بل عمدت إلى خلق تنافس بين أنواع طباخات الكسكسي. وكان الأولى، أن تقيم لثقافة بلادنا وزنا، حتى وإن كان الطعام إرثا جزائريا ومغاربيا، لكن ليس ثابتا من ثوابت الأمة كاللغة العربية..

آه.. أيها الزمان، خذني إلى زمان غير هذا.. لقد تركت لهم الجمل بما حمل..!

مقالات ذات صلة