منوعات
ممارساتٌ‮ ‬غير أخلاقية تصدر من أطباء وممرضين في‮ ‬حقهن‮ ‬

امرأة تلد داخل سيارة وحوامل‮ ‬يتعرضن للضرب في‮ ‬عيادات الولادة

الشروق أونلاين
  • 15037
  • 46

تشهد مستشفياتنا حالة متدهورة من التسيّب وسوء الخدمات وهذا ما تترجمه الشكاوى المتكررة للمواطنين،‮ ‬خاصة ممن‮ ‬يقصدون استعجالات أمراض النساء والتوليد،‮ ‬حيث‮ ‬غابت الإنسانية والرأفة بمخلوق‮ ‬يحتاج في‮ ‬تلك اللحظات إلى‮ ‬يدٍ‮ ‬حانية تمتدّ‮ ‬إليه لتخفف عنه آلام الولادة،‮ ‬لتحل مكانها المعاملة السيئة التي‮ ‬بلغت ببعض القابلات إلى حد ضرب المرأة الحامل وهي‮ ‬على طاولة الولادة،‮ ‬بينما اضطرت أخرياتٌ‮ ‬إلى وضع مولودها في‮ ‬السيارة أو الردهة بعد أن رفضت الطبيبة استقبالها‮.‬

أضحت ظاهرة المعاملة السيئة وتدني‮ ‬الخدمات‮ “‬علامة مسجلة‮” ‬إذا صح التعبير،‮ ‬تطبع جل مستشفياتنا،‮ ‬حيث لا‮ ‬يمر‮ ‬يوم دون أن تستمع فيه إلى شكوى مواطن حول سوء استقباله في‮ ‬المستشفى أو العيادة أو تعرضه للإهانة أو السب والشتم من قبل الطبيب أو الممرض أو حتى عامل النظافة والحارس،‮ ‬وهو الأمر الذي‮ ‬دفع بالكثير من المواطنين إلى تحمل الآلام في‮ ‬الكثير من الأحيان بدل الذهاب إلى المستشفى وزيادة حدّة توترهم وأوجاعهم في‮ ‬حضرة بعض الأطباء والممرضين الذين ضربوا بأخلاقيات المهنة عرض الحائط‮.‬

ولعل أبلغ‮ ‬صورة عن هذا الوضع هو ما تشهده مصالحُ‮ ‬استعجالات أمراض النساء والتوليد،‮ ‬حيث تحوّلت هذه الأخيرة إلى مخابر للتجارب،‮ ‬إذ اشتكت العديد من الحوامل من فحصهن من قبل متربصين ومتربصات أثناء فترة الحمل،‮ ‬حيث قالت إحدى السيدات التي‮ ‬وجدناها في‮ ‬انتظار إحدى قريباتها الحوامل بمستشفى نفيسة حمود‮ “‬بارني‮ ‬سابقا‮”‬،‮ ‬أنها في‮ ‬كل مرة ترافقها إلى المستشفى لإجراء الفحوص الدورية‮ ‬يتم عرضها على إحدى الطبيبات المتربصات،‮ ‬والتي‮ ‬تتصل في‮ ‬كل مرة بالبروفيسور لإطلاعها على الخطوة التالية في‮ ‬فحص المريضة،‮ ‬كما‮ ‬يملي‮ ‬عليها الوصفة الطبية دون أن‮ ‬يفحص المريضة،‮ ‬في‮ ‬حين اشتكت أخرى من سوء المعاملة التي‮ ‬تلقاها الحامل من قبل بعض الطبيبات والممرضات وحتى بعض العاملين في‮ ‬المستشفى،‮ ‬حيث ذكرت لنا حادثة كانت حاضرة فيها حين قامت إحدى عاملات النظافة بشتم امرأة حامل ونعتها بأقبح الصفات،‮ ‬لأنها مرّت بجانبها وهي‮ ‬تنظف الأرضية‮.‬

وإن كانت هذه التصرفات تصدر من بعض العاملين في‮ ‬المستشفى،‮ ‬فإن الأدهى والأمر هي‮ ‬تلك الأفعال التي‮ ‬يمارسها بعض الأطباء والممرضين في‮ ‬حق المرأة الحامل أثناء موعد الولادة،‮ ‬حيث‮ ‬يتحول‮ “‬ملاك الرحمة‮” ‬إلى‮ “‬شيطان‮” ‬تخول له نفسه الدوس على مشاعر الحامل التي‮ ‬تكون في‮ ‬أمس الحاجة إلى من‮ ‬يعتني‮ ‬بها خلال هذه اللحظات العسيرة،‮ ‬حيث تضطر الكثير منهن إلى التنقل بين المستشفيات حين‮ ‬يتم رفضُها بحجة عدم انتمائها إلى المنطقة التي‮ ‬يوجد بها المستشفى،‮ ‬حيث اضطرت إحدى السيدات إلى الولادة داخل سيارة زوجها عندما رفضت الطبيبة استقبالها بأحد مستشفيات العاصمة بحجة أنها من ولاية داخلية ولا‮ ‬يمكن لها الولادة في‮ ‬العاصمة‮.‬

ولا تتوانى بعض القابلات عن إهانة الحامل وهي‮ ‬على طاولة الولادة،‮ ‬بل تبلغ‮ ‬بهن القسوة إلى‮ ‬غاية ضربها،‮ ‬حيث تحدّثت‮ “‬فطيمة‮” ‬عن تعرّضها لموقف مماثل أثناء وضع مولودتها الأولى،‮ ‬حيث تقول إنها وبعد أن خارت قواها لم تعد قادرة على بذل أيّ‮ ‬مجهود وهو ما دفع إحدى القابلات إلى ضربها،‮ ‬وهو ما تتعرّض له الكثير من الحوامل أثناء الولادة على حد قولها‮.‬

وبما أن المواطن الجزائري‮ ‬لا‮ ‬يملك ثقافة تقديم الشكاوى في‮ ‬مثل هذه الحالات أو لعلمه مسبقاً‮ ‬أنه سيقوم بذلك دون جدوى،‮ ‬وهو ما جعل قطاع الصحة في‮ ‬البلاد‮ ‬يزداد تدهورا،‮ ‬ولا‮ ‬يسع المواطن الجزائري‮ ‬إلا انتظار ما ستسفر عنه التعديلات والإجراءات الصارمة التي‮ ‬يقوم بها الوزير الجديد على رأس القطاع الحساس‮.‬

مقالات ذات صلة