-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

انتصارات اسرائيلية في خطاباتها وبطولات للمقاومة على الارض

الشروق أونلاين
  • 2474
  • 0
انتصارات اسرائيلية في خطاباتها وبطولات للمقاومة على الارض

مع استمرار ثبات المقاومة ودخول العدوان على لبنان أسبوعه الرابع وبقاء مئات آلاف الإسرائيليين رهن الملاجىء والخوف، تفاقمت حالة من التخبط والحرج في أوساط المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة التي تعرضت لانتقادات حادة من قبل أوساط إعلامية وسياسية.مراسل‮ “‬الشروق‮” ‬من‮ ‬حيفا‮: ‬تيجان‮ ‬أفندي
في خطابه الأول أكد الأمين العام لحزب الله أن رئيس وزراء إسرائيل، إيهود أولمرت، ووزير حربها، عمير بيرتس، وقائد أركانها، دان حالوتس، هم ثلاثية عديمة التجربة، وحذر من مغبة المغامرة لافتا الى أنها ستكون حربا مفتوحة.

وهذه النظرة عادت وتكررت على لسان قيادات سياسية وعسكرية وإعلامية إسرائيلية خاصة في ضوء فشل الاحتلال في إنجاز شيء حقيقي يتجاوز “القنابل الصوتية” والحركات الاستعراضية على شاكلة عملية الإنزال الليلي في بعلبك.

ومع دخول الأسبوع الرابع للعدوان وعجز اسرائيل عن تحقيق اهدافه المعلنة ومضي المقاومة في استهداف سبع مدن إسرائيلية يوميا، واصلت الثلاثية المذكورة محاولات التبرير وإقناع الإسرائيليين بإنجازات لم تتحقق على أرض الواقع. في خطابيه الأخيرين واصل رئيس وزراء وزراء الكيان الصهيوني، إيهود أولمرت، لهجته المتشددة حول استمرار الحرب حتى بلوغ القوات الدولية، لكنه بادر الى تخفيض سقف أهدافها بشكل واضح. وأشار أولمرت أخيرا إلى أن الحرب تستهدف إضعاف حزب الله بعدما كان قد أكد هو وسائر القادة أنها ترمي الى تحطيمه وتجريده من السلاح‮. ‬

وبدلا من مطالبة الجيش اللبناني بالحلول مكان حزب الله، وافقت إسرائيل الاسبوع الماضي على فكرة القوات الدولية فيما تبخرت تأكيداتها المدوية بأنها لن تقبل بـ “الابتزاز” وبتبادل الأسرى، فغاب موضوع الجنديين من تصريحات ساستها. وفيما تبدو الساعة الرملية توشك على النفاذ في منتصف الأسبوع المقبل نتيجة الحراك الدبلوماسي المتصاعد في أروقة الأمم المتحدة وخارجها، بدأت إسرائيل تصعد مجهودها الدعائي ويفرط قادتها في إصدار التصريحات والخطابات. لكن صواريخ الكاتيوشا التي لم تقو تصريحات أولمرت وبيرتس وحالوتس على اعتراضها (22 صاروخا‮ ‬أمس‮ ‬الأول‮) ‬زادت‮ ‬من‮ ‬حرج‮ ‬المؤسسة‮ ‬الحاكمة‮ ‬وحالة‮ ‬الإرباك‮ ‬والبلبلة‮ ‬التي‮ ‬تلازمها،‮ ‬وجاء‮ ‬تصريح‮ ‬أولمرت‮ ‬حول‮ ‬أهمية‮ ‬الحرب‮ ‬بالنسبة‮ ‬لخطة‮ ‬الانطواء‮ ‬ليزيد‮ ‬الطين‮ ‬االمتورط‮ ‬به‮ ‬بلّة‮. ‬

يشار‮ ‬الى‮ ‬أن‮ ‬رئيس‮ ‬الموساد‮ ‬السابق،‮ ‬افرايم‮ ‬هليفي،‮ ‬كان‮ ‬قد‮ ‬دعا‮ ‬في‮ ‬مقال‮ ‬الى‮ ‬ضرورة‮ ‬مفاوضة‮ ‬إيران،‮ ‬ما‮ ‬اعتبره‮ ‬البعض‮ ‬تعبيرا‮ ‬عن‮ ‬حالة‮ ‬التخبط‮ ‬السائدة‮ ‬في‮ ‬إسرائيل‮ ‬اليوم‮. ‬
‭ ‬وبعد‮ ‬أيام‮ ‬من‮ ‬التجند‮ ‬الجارف‮ ‬للعدوان‮ ‬ومناصرة‮ ‬الحكومة‮ ‬سيما‮ ‬بعد‮ ‬هزيمة‮ ‬الغزاة‮ ‬في‮ ‬بنت‮ ‬جبيل،‮ ‬عادت‮ ‬الصحف‮ ‬الإسرائيلية‮ ‬ووجهت‮ ‬سهام‮ ‬نقدها‮ ‬لإخفاقات‮ ‬العدوان،‮ ‬محذرة‮ ‬من‮ ‬الغرق‮ ‬في‮ ‬‭”‬الوحل‮” ‬اللبناني‮. ‬

وفي سياق انتقاداته لأداء الحكومة وفي إدارة الحرب، اعتبر المعلق السياسي لإذاعة الجيش، رازي بركائي، للقناة العاشرة أن مرد الإفراط في شن الخطابات لدى رئيس الحكومة وزملائه يعود الى الفشل في تحقيق غايات العدوان، وأضاف “يبدو أن هناك سباقا بين أولمرت والآخرين على‮ ‬قص‮ ‬شريط‮ ‬الانتصار،‮ ‬ولكن‮ ‬المشكلة‮ ‬أنه‮ ‬ليس‮ ‬هناك‮ ‬شريطا‮ ‬نقصه‮”. ‬

في افتتاحيتها امس، حملت كبرى الصحف العبرية “يديعوت احرونوت” على الحكومة بشدة نافية تغيير وجه الشرق الأوسط بخلاف تصريحات أولمرت بهذا الخصوص. وأضافت “شدد أولمرت على نجاح إسرائيل بترميم قوة ردعها، وهذا ما نقوله في كل حرب، ولكن طالما لم نتمكن من ردع حماس والجهاد رغم قتل قياداتهم غير المتوقف فلا مكان للاعتقاد أن يتركنا حزب الله، فهو يستمد صلابته من بئر عميقة ليس بوسعنا تجفيفها”. وأشارت الصحيفة الى انهيار استراتيجية إسرائيل القائمة على منطق ممارسة الضغط على لبنان وحكومته كوسيلة لتطبيق قرار 1559 وأضافت “تبين أن هذه الافتراضية جوفاء، فطالت الحرب وتعززت صورة انتصار حزب الله”. وتساءلت الصحيفة عما اذا كانت أهداف الحرب أكبر من قدرة الجيش أم أن هذا أخطأ بالعمل من أجل تحقيقها، وأضافت “كان من الأجدر أن نعلن أهدافا أكثر تواضعا والإسراع في العمليات العسكرية البرية وبقوة أكبر‮ ‬فتقليه‮ ‬الغايات‮ ‬لا‮ ‬يقيد‮ ‬أيدي‮ ‬الساسة‮ ‬المتطلعين‮ ‬لأهداف‮ ‬أكبر‮ ‬ويمكننا‮ ‬من‮ ‬المناورة‮ ‬ويحول‮ ‬دون‮ ‬حصول‮ ‬الإحباط‮ ‬لدى‮ ‬الشعب‮”.‬

واختتمت الافتتاحية بالإشارة الى ضرورة عملية سياسية واسعة تشرك سوريا وإيران بغية تحقيق نظام جديد. أما “هارتس” ففتحت بالنار على الحكومة منوهة الى عدم وجود تغطية لأقوالها على أرض الواقع، في إشارة واضحة لصواريخ المقاومة التي واصلت انهمارها، وأضافت “ليس بوسع الحكومة‮ ‬تجاهل‮ ‬الواقع‮ ‬النازف‮ ‬في‮ ‬البلاد،‮ ‬ومن‮ ‬حق‮ ‬الشعب‮ ‬عليها‮ ‬قول‮ ‬الحقيقة‮ ‬والتوقف‮ ‬عن‮ ‬الخطابات‮ ‬الجوفاء‮ ‬الملوحة‮ ‬بإنجازات‮ ‬وهمية‮”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!