الجزائر
الصائمون العزل واجهوا الدبابات بصدور عارية

انتفاضة 23 رمضان.. يوم أسقط سكان الجنوب مشروع “الجمهورية الصحراوية”!

الشروق
  • 2432
  • 10
ح.م

من بين الأحداث المشرّفة التي سجّلها التاريخ الثوري في الجزائر المظاهرات الشعبية التي رفض فيها سكان مدينة ورقلة مشروع فصل الصحراء عن الجزائر يوم 27 فبراير 1962 في يوم رمضاني شاق “23 رمضان 1381 هجري حيث تلقت فرنسا ضربة موجعة من طرف السكان الذين قاوموا العدو رغم مشقة الصيام.
سبق هذا اليوم التاريخي محاولات العملاء جس نبض الأهالي وتهيئتهم لقبول فكرة تأسيس جمهورية صحراوية مستقلة، حيث قرّرت على إثرها قيادة جبهة التحرير الوطني اتخاذ التدابير اللازمة لإفشال هذا الاجتماع الذي سيعقد لهذا الغرض، وحدّد موعده يوم 27 فبراير 1962، وتنفيذا لتعليمات قادة الثورة للناحية الرابعة المتضمّنة ضرورة تنظيم مظاهرة بمدينة ورقلة تشارك فيها مختلف فئات الشعب حدّد مكانها بسوق الحجر من أجل التعبير عن رفض المشروع الفرنسي المتضمن فصل الصحراء عن الجزائر.
وتجنّد السكان في سوق الحجر بوسط مدينة ورقلة، لإطلاق المسيرة على الساعة الثامنة صباحا من يوم 27 فبراير الذي كان يصادف يوم رمضاني مبارك وهو اليوم الذي ستحط فيه الطائرة المقلة للوفد الفرنسي المكلّف بملف مشروع فصل الصحراء، بأرضية مطار ورقلة.
ولكن تأخرت زيارة الوفد الفرنسي إلى مقر عمالة الواحات خوفا من حدوث انزلاقات قد تؤدي إلى فقدان السيطرة على الوضع، إلى الساعة الواحدة زوالا في رمضان، وهي مناورة فرنسية كان الهدف منها إرهاق الأهالي بطول الانتظار وإنهاكهم، خاصة وأنهم في وقت ذروة الصيام.
ونظرا لتفطّن المسؤولين الثوريين لمناورة تأخير زيارة الوفد الفرنسي، طلبوا من المواطنين الالتزام بالهدوء والنظام، حيث مباشرة عند رؤية تحليق طائرة الوفد الفرنسي باتجاه المطار في الظهيرة أعطيت إشارة انطلاق المظاهرات من “سوق الأحد” باتجاه مقر استقبال الوفد الرسمي (إدارة نيابة العمالة).
ورُفعت الأعلام الوطنية وردّدت الألسن الأناشيد الوطنية الحماسية والشعارات المندّدة للسياسة الاستعمارية، والهتافات المؤيّدة للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية الممثل الوحيد للشعب الجزائري.
وحاصرت القوات الفرنسية المعزّزة بالدبابات والمدرعات ووحدات المشاة من اللفيف الأجنبي ورجال الدرك والخونة مداخل ومخارج ووسط المدينة والطرق المؤدية إلى مقر عمالة الواحات لتفريق المتظاهرين بالعصي والقنابل المسيلة للدموع، أمام استماتة الشبان ومحاولاتهم لإقناع السلطات الاستعمارية بسلمية المظاهرة خلال يوم حار من رمضان.
واشتدّ الاشتباك مع القوات الفرنسية، حيت استعمل المتظاهرون ما عندهم من وسائل بسيطة، بينما استعملت القوات الفرنسية ضدهم نيران رشاشاتها وطاردتهم وسط الشوارع والساحات العامة إلى غاية غروب الشمس حيث فضل الأهالي الصمود والإفطار في الشوارع جماعات ورفضوا العودة إلى المنازل للاستراحة والإفطار هناك في يوم رمضاني بطولي ما جعل القوات الفرنسية تستخدم أوراقها الأخيرة من قوة السلاح والنار التي سلّطها عساكر الاستعمار على المتظاهرين، ما تسبّب في عدد من الجرحى والمصابين وسقوط الشهداء.

(للموضوع مراجع)

مقالات ذات صلة