رياضة

انتهت بطولة تايوان

ياسين معلومي
  • 8351
  • 3

وأخيرا، انتهت بطولة القسم “المنحرف” الأول بتتويج وفاق سطيف بطلا، وسقوط الثلاثي مولودية بجاية، شباب باتنة، وسريع غليزان إلى القسم الثاني، بطولة أقل ما يقال عنها إنها مهزلة بكل المعايير، فلم يحترم أي فريق ومن دون استثناء القواعد الأساسية لرياضة كرة القدم، فالكل باع، والكل اشترى، والكل أسهم بطريقته في تدني مستوى هذه اللعبة..

الجميع من رؤساء ومدربين ولاعبين وحكام وحتى أنصار شجعوا ثقافة ترتيب المقابلات، وتآمروا على إسقاط أندية على حساب أخرى، فأصبح الكل يعرف نتائج المقابلات قبل أن تلعب، والكواليس هي التي تحدد الأندية الصاعدة والنازلة وفي كل الأقسام، الكل يشجع هذه السياسة، التي أصبحت ثقافة “كروية” تسيطر على المحيط الكروي الذي أصبح متعفنا، ولا أحد بإمكانه أن يصرخ بصوت عال: “إنها مذبحة كروية، اتقوا الله في أنفسكم وعودوا إلى رشدكم”، الكرة وقبل كل شيء نزاهة ومتعة، خصلتان غابتا منذ مدة عن الكرة الجزائرية، ولا أحد من صناع القرار اتخذ القرار المناسب، لأن الجميع في “كروشهم التبن”، وطبعا “يخافون من النار”.

سئمنا، ونحن نتحدث عما يحدث في الكرة الجزائرية، لأننا متيقنون من غياب النية في إصلاح الأمور، فعندما يصبح الوزير والرئيس والمدرب واللاعب يشجع على “الرذيلة الكروية” أمام مرأى ومسمع” الملايين من الجزائريين، ولا أحد أشهر سيفه لوقف الانحراف الكروي الذي انتشر بسرعة كداء السرطان، فعندما لا “يعترف” الوزير بالرياضة التي يسيرها، وعندما يتنازل رئيس فريق عن نقاط مباراته لفريق آخر، وعندما يقبض حكم الملايين، وعندما يتلاعب اللاعبون بأحاسيس الأنصار، ولا أحد يدق ناقوس الخطر، فاعلم أن رياضتنا تسير إلى الهاوية، ولا أحد بإمكانه إعادتها إلى السكة سوى قرار صارم من مسؤول صارم لا يهمه زيد ولا عمر، سوى إعادة بناء ما هدمه أشباه الرياضيين وكم هم كثير، وبرجال نزهاء خريجي جامعات وليس بمن لا يريدون مغادرة الحقل الرياضي إلا للحياة الأخرى.

هل يعلم الوزير الأول عبد المجيد تبون بما يحدث في الرياضة الجزائرية؟ وهل هو على دراية بما تعانيه مختلف الأندية الجزائرية، من أصغر فريق في منطقة نائية، إلى أكبر فريق جزائري؟ وهل أخبره مسؤول القطاع عن المشاكل التي لم نجد لها حلولا منذ أمد بعيد؟ وهل أخبره وزيره ولد علي بتدخل قريب للهيئات الدولية لمعاقبتنا وإبعادنا من المنافسات الدولية لأننا لم نعترف بشرعية انتخابات لجنتنا الأولمبية، وأمور أخرى بإمكانه أن يطلع عليها مقربوه في مختلف الصحف الوطنية التي تنشر يوميا فضائح بالجملة في قطاع من الأجدر أن يكون نزيها مقارنة بقطاعات أخرى.

تمنياتنا لو نجد حلولا جذرية، وآنية لقطاع لا يزال يعاني بسبب هجرة الكفاءات، وترك المكان لمن لا يهمه سوى ملء جيوبه على حساب النزاهة التي غابت عن رياضتنا. 

مقالات ذات صلة