الجزائر
نقابات القطاع تتهم الوزارة بالازدواجية وتؤكد:

انتهى زمن التخويف.. لسنا موظفين عندك يا محمد عيسى

زهيرة مجراب
  • 4021
  • 14
ح.م

وجدت نقابات قطاع الشؤون الدينية في موقف صعب، فالمواقف الضبابية وازدواجية الحوار التي يمارسها محمد عيسى المسئول الأول على القطاع، وهو ما جعل الشريك الاجتماعي يعيش حالة تناقض، فما يبلغ بالموافقة عليه اليوم يتم إلغاءه غدا، ناهيك عن التضييق والضغوطات التي زادت العراقيل وصعبت من مهامهم.

أجمعت نقابات الشؤون الدينية على صعوبة التعامل مع وزارة محمد عيسى، حيث أكد الأمين العام للتنسيقية الوطنية للأئمة وموظفي الشؤون الدينية، الشيخ جلول حجيمي في اتصال مع “الشروق”، دهشتهم لمواقف الوزير التي تفتقد الجدية، ففي جميع مراسلاتهم نبهوا لالتزامهم بالحوار، غير أن الوزارة تمارس ازدواجية الحوار ولا تلتزم بالجدية وتحاول التملص من المسؤولية والتهرب في كل مرة ربحا للوقت، وخير دليل على ذلك عند إشعارهم الوزارة بالوقفة الاحتجاجية، أعلن الوزير استعداده للحوار غير المشروط وبدون أي قيود، ليتراجع عن أقواله ووضع شروطه حتى يجلس للنقابة ويتحاور معهم.

وكشف حجيمي، التجاوزات الكبيرة التي تمارسها وزارة الشؤون الدينية في حق النقابيين، منها أسلوب التخويف بالرغم من أن الوقفة حق يكفله الدستور وقواعدهم جاهزة للحراك والدفاع عن مطالبهم المشروعة، وقال حجيمي في كلمة وجهها لمحمد عيسى “انتهى زمن الخوف”، معلنا بأن نقابتهم تمارس النشاط النقابي حاليا بكل احترافية ومهما حاولوا التضييق عليهم لن يفلحوا في ذلك.

وأضاف الأمين العام للنقابة بأن الوزير مجبر على التعامل معهم كنقابة لديها التمثيل الوطني، والقانون يلزمه بذلك أيضا، فهم ليسوا موظفين لديه حسب ما يعتقد، بل هم شركاء اجتماعيين.

وعاد المتحدث للتركيز على الانسداد الحاصل بين نقابتهم والوزارة التي أوقفت الحوار منذ سنة ونصف باعتراف الوزير، ومحاولاتها المتعددة للتملص باستعمال أساليب غير منطقية وغير مقبولة، لكنهم تمسكوا بمطالبهم وأثبتوا قدراتهم، لأنهم يتبعون قوانين الجمهورية، وكل ما تقوم به الوزارة من ضغط وإقصاء هي مجرد أساليب لإفقاد النقابة قوتها، لكنهم لن يفلحوا في ذلك.

من جهته، أوضح رئيس المجلس المستقل للأئمة، الشيخ جمال غول، في اتصال مع “الشروق”، ضبابية موقف الوزارة وصعوبة تحديدها، فالوزير محمد عيسى متقلب، فأحيانا يكون متفهما لمطالبهم، ومرات أخرى ينقلب عليهم، وربما يعود ذلك لعدم امتلاك وزارة الشؤون الدينية الخبرة في التعامل مع النقابات باعتبارها جديدة في القطاع أو لديه حسابات أخرى، لكن هذا الأسلوب لا يخدم المصلحة العامة، فالنقابة شريك اجتماعي ترفع انشغالات والصعوبات التي يواجهها موظفو القطاع.

وأقرّ غول بتماطل الوزارة الكبير في الاستجابة للقاءات الحوار وبعض المطالب المعينة، ومن جملة المشاكل التي تعرقل النشاط النقابي في الوزارة وتزيده صعوبة رفض الوزارة العمل بسياسة الانتداب، ففي جميع القطاعات ممارسو النشاط النقابي يتفرغون له إلا في قطاع الشؤون الدينية يؤدون وظيفتهم وكذا مهامهم النقابية، إضافة إلى افتقاد غالبية النقابات لمقر وطني.

وتساءل المتحدث عن الأسباب الكامنة وراء ذلك ،وهل تضييق أو رفض لوجود النقابات ومحاولة لتوجيه العمل النقابي في القطاع، مشددا على ضرورة تغيير الوزارة نظرتها للنقابات، فهي ليست معارضة لها أو تعمل ضدها، بل هي شريك اجتماعي تكملها وتنقل لها انشغالات عمال وموظفي القطاع.

مقالات ذات صلة