الشروق العربي
تحت ذريعة الزواج والتوافق مع الطرف الآخر

انحرافات جنسية وكوارث اجتماعية على صفحات فايسبوكية متخصصة

راضية حجاب
  • 9088
  • 9
ح.م

تعرض العديد من الصفحات الفايسبوكية المتخصصة في جلب الزواج والأحبة خدماتها للتوفيق بين الجنسين في بيت زوجي يسوده التفاهم والانسجام، فهذه الصفحات الجزائرية التي تعد على الأصابع تعرف إقبالا كبيرا من قبل الشبان، خاصة ممن تقدم بهم العمر وتعثروا في مسيرة البحث عن الشريك المناسب، ومعظمها لا تضع شروطا معينة، بل يكفي تحديد الفئة العمرية المطلوبة، الجنس، الولاية وبعض المواصفات كلون العينين، البشرة والطول والمستوى الدراسي، ولن تحتاج إلى تعهد شرفي ولا أي شيء كان، فكل ما هناك يستقبل الطلبات ويبوبها ويحاول وضعها مع الطلبات المتوافقة، فهو الذي يدبر الموعد افتراضيا طبعا أو على الهاتف.

“عائشة” شابة جزائرية في ربيعها الثامن بعد الثلاثين، تقول إنها عجزت عن الارتباط، لأن أسرتها ممن يضيقون الخناق على الفتيات، فلا دراسة بعد الصف السادس ولا هم يحزنون، البيت وكفى، ولأنهن ممنوعات من الخروج لم تتمكن من الحصول على زوج، الأمر الذي جعلها تدخل عالم العوانس من بابه الواسع، وما إن تعدت الخامسة والثلاثين حتى دقت عائلتها ناقوس الخطر بالنسبة لها ولشقيقاتها الأخريات، فلم تجد الفتاة -حسبها- من حل غير الفايسبوك للحصول على زوج، موضحة إنها تقدمت بطلب إضافة وتم الأمر، لتجد أمامها رجلا، هو من يتكفل بمنحها الجهات الاتصالية بمعدل بروفايل واحد في كل مرة وإذا لم تنجح العلاقة يعزز الرقم وهكذا، وكان أول شخص تتحدث معه افتراضيا شاب من الغرب الجزائري في بداية الثلاثينيات لم تعجبه شكلا، أما الشخص الثاني فكان شخصا مطلقا، تقول إن همه الأول والأخير الجنس، وأنه كان يحاول استمالتها لتدخل معه في مكالمات هاتفية ساخنة، مستعملا عبارات نابية وخادشة، وأنها كانت تستمع إليه وتصمت، لأنها كانت تريد الارتباط، لكنه تمادى كثيرا وكان يطلب منها التجاوب معه باستمرار، وأنها حالما رفضت قال لها إنه يريد أن يعرف مدى جاهزيتها وقدرتها على التجاوب قبل الزواج، كونه لا يريد امرأة باردة جنسيا وعدم تجاوبها دليل على ذلك فتركها. بينما الشخص الثالث الذي دخل حياتها فهو كهل يريد التعدد ولا تزال معه على علاقة خاصة وأنه من الجنوب من منطقتها، توضح أنه لم يتحرك لجعل الموضوع رسمي لحد الآن.

من جانبها تقول ياسمينة، 34 سنة، مطلقة أنها حاولت دخول إحدى هذه الصفحات بنية الارتباط من جديد، فتفاجأت بشخص يعرض عليها خلوة في إحدى المناطق بحجة التقرب والتعارف والتآلف، مشيرة إلى أن كل كلامه يتمحور حول الجنس والخصوبة وما جاورها، بينما تنقل إلينا شابة أخرى تجربتها مع هذه الصفحات وهي بصدد البحث عن الزوج المناسب: “هذه الصفحات ، كل من فيها إما مرضى نفسانيين أو متعطشين للجنس، شغلهم الشاغل الإطاحة بالفتيات، أنا شخصيا تعرفت على أحدهم بنية الزواج، لكني تفاجأت به يبعث لي تسجيلات صوتية غير لائقة ومقاطع جنسية ويطلبني فجرا لألبي حاجاته بالتجاوب اللفظي فانسحبت وغيرت رقم هاتفي وفايسبوكي.

علم الاجتماع: “حذار من هذه الصفحات”

تقول الأستاذة “ميراطلي” أن هذه الصفحات مقننة في الخارج وتعمل وفق بنود معينة وهي للمواعدة، أما في الجزائر فروادها شباب طائش يحاول الاصطياد في عز الأزمة للإطاحة بالفتيات العوانس، موضحة أن مجتمعنا الذي يبدو محافظا فقد الكثير من محافظته، وما خفي كان أعظم، داعية الشباب للعودة إلى الزواج المدبر والتقليدي في كنف الأسرة، لأن زواج غرف التعارف يؤدي لمآس.

مقالات ذات صلة