الناطق الرسمي للجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية «جامع»" للشروق:
انسحاب الجيش الأمريكي كان بسبب ضربات المقاومة ولم يكن هدية
قال الناطق الرسمي للجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية في هذا الحوار الذي خص به الشروق، إن الانسحاب الأمريكي من العراق تحقق بفعل ضربات المقاومة العراقية، مؤكدا أن عدد العمليات العسكرية نهاية العام 2009 بلغ 326 ألف عملية. وتكلم عن مستقبل المقاومة العراقية بعد الانسحاب الأمريكي مؤكدا، أن بقاء سلاح المقاومة مرهون بجدية الانسحاب الأمريكي ونزع سلاح الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران.
- هل تعتقدون في المقاومة العراقية أن الاحتلال انتهى برحيل القوات الأمريكية من العراق؟
المقاومة العراقية بكل فصائلها ترى أن خطوة الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق جاء نتيجة حتمية لضرباتها المستمرة طيلة السنوات الماضية، حيث أشارت التقارير التي صدرت من معهد برويكنجز الأمريكي للدراسات والبحوث، حقيقة خسائر القوات الأمريكية في العراق إلى أن عدد العمليات التي نفذت ضد قوات الاحتلال في العراق بلغت حتى نهاية العام 2009م، 326.000 عملية. وجاء في تقرير جمعية المحاربين القدامى الأمريكية، أن عدد القتلى الأمريكان 33 ألف جندي وعدد الجرحى 224 ألف جريح، فضلاً عن المصابين بأمراض نفسية. يضاف لذلك، مئات من الآليات المدمرة من دبابات وسيارات دفع رباعي وهامرات وطائرات حربية وإنفاق مالي ضخم على الجيش، مما جعل كلفة الإبقاء على القوات العسكرية باهظة الثمن للإدارة الامريكية، حيث تبلغ الكلفة الشهرية لها في العراق 12 مليار دولار، أي 400 مليون دولار شهريا، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية داخلها فعجل برحيل الاحتلال العسكري من أرض الرافدين، مع أننا ندرك أن الوجه العسكري إذا زال فإنه سيبقي أوجها عدة، منها أكبر سفارة أمريكية في العالم يبلغ عدد موظفها 15,000 موظف وبقاء الآلاف من المدربين الامريكيين وعشرات الالاف من عناصر الشركات الامنية، فنحن لا نقبل أن يتحول الاحتلال العسكري المباشر الى الانتداب من خلال السفارة الأمريكية المزعم إقامتها في العراق بهذا الشكل المريب.
ما هو مستقبل المقاومة المسلحة وهل ستضع السلاح؟
سيكون للمقاومة العراقية دورا كبيرا بعد الانسحاب الأمريكي من العراق بالعمل على إزالة الاثار التي خلفها الاحتلال، والمساهمة الفاعلة في بناء وإعمار العراق، والعمل على إعادة السلم الأهلي والاجتماعي، والمضي نحو بناء دولة مؤسساتية عادلة وفق مبادئ العدل والمواطنة واحترام حقوق الانسان. أما بقاء سلاح المقاومة فهو مرهون بجدية الانسحاب الأمريكي ونزع سلاح الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران، وبناء منظومة أمنية (الجيش والشرطة) على أسس مهنية ومتوازنة وفق الثوابت الوطنية بعيدة عن التسيس والطائفية، وتكون مصدر أمن للمواطن لا رعب وترهيب له.
كيف تنظرون إلى الحكومة العراقية؟
نحن في جبهة جامع، ننظر إلى العملية السياسية القائمة في العراق منذ أن أوجدها الاحتلال إلى اليوم أنها قامت على أسس خاطئة ولم تقدم للشعب العراقي شيئا، بل كانت ولا زالت جزءا من معاناته من خلال تنفيذها أجندات إيران ونهجها الطائفي والإقصائي ودعمها لفرق الموت والمليشيات الطائفية التي قتلت وهجرت الشعب العراقي وفشلها في تقديم الخدمات للمواطنين، وسرقتها لثروات العراق ونهبها أموال الشعب العراقي نتيجة للفساد الاداري والمالي الذي ينخر كل مؤسسات الحكومة، مما جعل العراق ثاني دولة في العالم من حيث الفساد المالي والاداري وفق تقرير منظمة الشفافية العالمية الذي صدر مؤخرا.
اتهم نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي بالإرهاب وصدرت في حقه مذكرة اعتقال، ما مدى صحة هذه الاتهامات؟
جزء من خطوات استباقية يقوم بها المالكي عبر ترتيب ملفات مفبركة واعترافات تحت الضغط والترهيب للتخلص من خصومه ومنافسيه، والانقلاب على كل الاتفاقيات التي وقعت مع شركائه في العملية السياسية للانفراد بالسلطة وبناء دولة الرجل الواحد والحزب الواحد، ونظام دكتاتوري جديد في العراق. بالمقابل نرى المالكي يقوم بإدخل الميليشيات الطائفية الارهابية المتورطة بقتل وتهجير الشعب العراقي الى العملية السياسية من دون قيد أو شرط وكذلك الى الاجهزة الامنية والمالكي نفسه من اتهم عام 2008م بالتورط بقتل وتهجير العراقيين.
هل لازال تنظيم القاعدة يشكل خطرا في العراق؟
تنظيم القاعدة عبارة عن تيار مخترق من عدة جهات أبرزها النظام الايراني ومكتب المالكي في بغداد، حيث عملا على تنفيذ أجنداتهم من خلال هذه الخلايا باستهداف الوجود العربي والشخصيات والرموز الوطنية المعارضة للاحتلال والتغلل الايراني واستهدف قادة ورجال المقاومة العراقية وأئمة وخطباء المساجد بحجج واهية لا أصل لها. وموقفنا من القاعدة بشكل عام قائم على:
أولا: الاختراق الكبير الذي وقع بين صفوفها من قبل مجاميع تابعة لأطراف عدة أبرزها إيران. وتسترهم عليهم وعدم رفع الغطاء عنهم.
ثانيا: استباحة الدماء والقتل على الشبهات لكل من خالفهم من العلماء والوجهاء وقادة الفصائل من أهل السنة.
ثالثا: تكفير الناس، والحكم بردة كل من يخالفهم، ولا ينصاع لرأيهم، ولا يسر وفق هواهم.
رابعا: لغة الاستعلاء وسياسة الهيمنة والتكبر هو الأسلوب الأمثل عند قادة القاعدة في تعاملهم مع بقية الفصائل وأهل السنة.
خامسا: سياساتهم الميدانية الخاطئة عندما أفرطوا في أساليب الذبح والسيارات المفخخة داخل الأحياء السكنية والأسواق لمناطق السنة خصوصا والعراق عموما، مما تسبب بتشويه سمعة المقاومة ونفور الناس عنهم.
سادسا: إعطاء مبرر لدعاة التقسيم في جنوب العراق وشماله عندما أعلنت القاعدة دولة العراق الإسلامية في مناطق العرب السنة.
سابعا: فرضهم بيعة أمير مجهول الحال والعين على بقية الفصائل وأهل السنة وحكمهم بردة كل من يرفض بيعته.
ثامنا: دخل في تنظيم القاعدة بعض أصحاب السمعة السيئة، وهؤلاء كانوا معول هدم داخل القاعدة وتشويه لسمعة المجاهدين، حيث عملوا باسم القاعدة في السلب والنهب على الطرقات الخارجية والخطف والسرقة لكن لم نجد أي موقف من قادة القاعدة ضد هؤلاء المجرمين.
تاسعا: لم يدع لنا تنظيم القاعدة أي فرصة للوقوف على قاعدة مشتركة في العراق لمواجهة كل التحديات التي تواجهنا في مشوارنا لتحرير العراق رغم كثرة المناشدات من قادة الفصائل والخيّرين من داخل العراق وخارجه لعدول قادة القاعدة وسماعهم صوت العقل والنصح.
عاشرا: التجرؤ على الفتوى بغير علم عندما ولّوا أمر الفتوى أحداث السن والعلم.
الحادي عشر: ساهمت القاعدة في ظهور الصحوات وخسارة المقاومة العراقية جزءا كبيرا من حاضنتها الجماهيرية بسبب سياستهم الخاطئة وما ارتكبوه من افعال وجرائم بحق حاضنة المقاومة.
أين هو عزت الدوري وهل لازال يقود أعمال المقاومة؟
أغلب فصائل المقاومة العراقية ذات مرجعية إسلامية ليس لها أي ارتباط بعزت الدوري أو حزب البعث، سواء أكانت فصائل المجلس السياسي للمقاومة العراقية او فصائل التخويل بل حتى جيش رجال الطريقة النقشبندية فإنه فصيل ذو مرجعية إسلامية وانما جاءت بيعته لعزت الدوري لرأي هم يتبنونه وإن كنا نخالفهم في شقه الثاني وهو تحرير العراق وإعادة الحكم السابق باعتباره الممثل الشرعي للعراق بظنهم، وموقفهم هذا من عزت الدوري ينبني على أساس أنه نائب رئيس الجمهورية السابق، وهو الآن الحاكم بعد إعدام الرئيس الراحل صدام حسين.
هل ستندمج الجماعات المسلحة في العملية السياسية بعد رحيل الاحتلال؟
المشاركة بالعملية السياسية مرهون بخروج الاحتلال من العراق، وإصلاح العملية السياسية ومضي الحكومة إلى تقديم بوادر حسن نوايا بإيقاف النهج الطائفي والكف عن سياسة الاقصاء التهميش واطلاق سرح المعتقلين الابرياء من سجونها وانهاء المحاصصة الطائفية واعادة التوازن الى المؤسسة العسكرية والامنية، واعتبار شهداء المقاومة العراقية شهداء الوطن بعد ذلك يصبح من السهل ان تتقبل المقاومة العراقية الجلوس مع الحكومة على طالة واحدة ضمن الثوابت الاسلامية والوطنية.
ـ كيف تنظرون إلى موقف حكومة المالكي المساند لنظام بشار الأسد؟
ليس هناك موقف موحد داخل حكومة المالكي، مما يؤشر اضطرابا كبيرا في سياسة الحكومة الخارجية، فالمالكي وكتلته تقف مع النظام السوري والذي كان بالأمس القريب عند هؤلاء مصدر من مصادر تصدير الازمات للعراق وكانت تشن من قبل المالكي وكتلته حملات إعلامية ضد النظام السوري، لكن بتوجيه ايراني للمالكي ومن معه للوقوف مع النظام السوري. بينما نرى التحالف الكوردستاني والقائمة العراقية تقف بضد من سياسة المالكي تجاه تأييده للنظام السوري. فنحن نرى أن المالكي يدور في فلك إيراني في سياستها الخارجية في المنطقة. أما المقاومة العراقية فيه تقف مع الشعب السوري جملة وتفصيلا ومع خياراته بالمطالبة بحقوقة في رسم شكل ومستقبل بلاده.
ما موقفكم من المؤتمر الذي جمع أطرافا في الحكومة بفصائل مقاومة؟
لقد خرج علينا وزير ما يسمى المصالحة الوطنية بأكاذيب جديدة ضمن مؤتمر الزيف والتضليل من ان فصائل بعينها مشاركة بهذا المؤتمر الذي لم نعرف ممن شارك فيها من له سهم في المقاومة العراقية، وانما جمع له شخصيات ليس لها لا ناقة ولا جمل في المقاومة كما يقال في المثل العربي.
إن المقاومة العراقية لم ترتكب جرما أو تقترف ذنبا حتى يعفى عنها أو يتصالح معها، بل هي فخر لكل عراقي شريف، وان على السياسيين أن يصطلحوا مع أنفسهم ويجنحوا إلى السلم بدل تلك الصراعات والتصفيات السياسية ونصب المكائد والمؤامرات ويلتفتوا الى الشعب العراقي الذي ذاق الامرين منهم.
إن من يدعو إلى المصالحة الوطنية عليه أن يكف عن نهجه الطائفي والاقصائي ويرجع الى رشدة ويبتعد عن اساليب التهميش والانفراد بالسلطة والاعتقالات الهمجية والعشوائية والتضييق على الناس وسلب حقوقهم.
ان مثل هكذا مؤتمرات جاءت للاستهلاك الاعلامي ولتلميع صورة المالكي، غير أن المقاومة العراقية لن تقف بالضد من مصالحة وطنية صادقة وحقيقية وفق المعايير والضوابط المتعارف عليها في هذا الشأن وتسبقها بوادر حسن نوايا بإطلاق سراح المعتقلين وإصلاح المنظومة السياسية والتوازن في مؤسسات الدولة ورفع الحيف والظلم واعتبار شهداء المقاومة العراقية شهداء الوطن.