انشغال زوجي سبب لي الوحدة والاكتئاب

سيدتي المحترمة قد تشعرين أن مشكلتي تافهة من بين المشاكل الأخرى التي تصلك لكن أرجو ألا تتجاهليها.. أنا متزوجة من 15 سنة.. لدي 4 أطفال.. أعمل في وظيفة مرموقة، ومتزوجة من رجل حاد المزاج، ولكنه طيب وخلوق واجتماعي.. مشكلتي الأزلية معه أنني لا أراه طيلة اليوم.

أنا لست في فراغ حتى تعتقدي أنني أملك وقتاً طويلاً، ففي الصباح أكون في العمل، وعند العودة إلى المنزل أنشغل بالأولاد في تناول الطعام والمذاكرة، وزوجي يأكل وينام مباشرة ويستيقظ قبل المغرب ويخرج ولا يعود إلا مساء يجلس خلالها مقابلا التلفاز أو الإنترنت ثم ينام.

لم أترك طريقة إلا جربتها معه سواء الرومانسية، الشدة، الكلام والنقاش، لا فائدة ماذا أفعل لا أشعر أنه زوجي كأنه غريب عني وعن أولادي ومن هذا الانطواء صرت أشعر بالوحدة والاكتئاب.

سهيلة

ــــــــــــــــــــــــــــــ

الرد:

أخيتي الفاضلة سهيلة أهلًا وسهلًا بك على صفحات جواهر الشروق والله اسأل أن ييسر لك كل أمورك وأن يديم السكن والمودة والرحمة بينك وبين زوجكِ، وأن ينعم عليكما بالأسرة المستقرة.

بداية يا سهيلة كل منا لديه مشكلة وقد يظن أنها مشكلة كبيرة مهما رأى الآخرون أنها صغيرة وتافهة، لكن رسالتنا هنا مساعدة الناس لكي يساعدوا أنفسهم بغض النظر عن نوع وحجم المشكلة، فلا نتغاضي أي رسالة مهما كانت.

لكن صدقاً يا سهيلة إن بحثتي حولك بين صديقاتك المتزوجات ستجدين كلهن يعانين من مشكلات زوجية متعددة مع اختلافها، ستجدين أن مشكلتك هي الأيسر بينهن جميعًا لأن هذه طبيعة أغلب الرجال أنهم لا يمكثون في البيت طويلًا على عكس النساء.

لكن الأهم أخيتي عدة نقاط أخرى:

– الأولى:

أين يقضي وقته؟؟ بمعنى إذا كان وقته بين العمل والدعوة إلى الله – في المسجد أو درس ديني أو مجلس علم- أو صلة رحم أو بر أهله أو ما شابه من طاعات فلا تغضبي وحاولي أن تجددي نيتك بالاحتساب.

وأعرف زوجة داعية في بداية زواجها كتبت ورقة وقع عليها زوجها بأنه سيتنازل عن ثلث حسناته لها يوم الحساب في مقابل تحملها لغيابه وتقصيره في تربية الأبناء وتحملها هذه الأعباء وحدها، كم هي ذكية أليس كذلك؟ كوني مثلها! لكن إن كان يقضي وقته في اللهو مع الأصدقاء أو التسكع فيجب أن يكون لك وقفة معه.

– الثانية:

إذا كان يقضي وقته في طاعة لكن له من الأبناء شباب مراهقين بحاجة إليه، بحيث أن غيابه حتى إذا كان في طاعة قد يؤثر على إستقرار تربية الأبناء فيجب أيضًا أن تتحدثا بهدوء بأن الله سيحاسبه على أولاده وبيته أولًا، ولا مانع أن يتدخل شخص تثقون به لإقناعه بهذا الأمر بدون أن يتطور الأمر إلى مشكلة.

– الثالثة:

علاقتكما كزوجين ما هي حدود تقصيره معكِ، إن كان هناك تقصير في حقوقكِ كزوجة يجب أن تصارحينه بالأمر، وإن كان اللقاء الزوجي بينكما قليل فهذا مؤشر غير طبيعي يجب أن تعرفي في حديث هادئ بينكما سبب الأمر، قد يكون بسبب تقصير ما منك أنت لم تنتبهي إليه، أو مرض يعانيه زوجك أو غير ذلك، أو مشكلة ما يمر بها وكمعظم الرجال قرر اللجوء إلى كهفه الخاص. لن تعرفي إلا بالحوار الهادئ وبدون ضغط عليه.

وأخيرًا أخيتي تذكري أن من الزوجات من يضربها زوجها أو يقصر في حقوقها في الإنفاق أو من يدمن المخدرات أو من طلقها وحرمها من أبنائها وغيرها من المشكلات الحقيقية التي ستخفف عنكِ، استعيني بالله واحتسبي، تمنياتي لك بالسعادة، تابعينا بأخبارك.