العالم
عبر مسبار "الأمل" الإماراتي

انطلاق أول مهمة عربية إلى المريخ

الشروق أونلاين
  • 1793
  • 16
كيودو / رويترز
الصاروخ إتش-2أيه يحمل مسبار الأمل الذي طوره مركز محمد بن راشد للفضاء في الإمارات في رحلة للمريخ لدى انطلاقه من منصة الإطلاق في مركز تانيغاشيما الفضائي في اليابان يوم الاثنين 20 جويلية 2020

انطلقت، الاثنين، أول رحلة فضائية عربية إلى المريخ عبر مسبار “الأمل” الإماراتي من مركز تانيغاشيما الياباني، في رحلة تاريخية إلى الكوكب الأحمر تهدف إلى استكشاف أجوائه.

وأقلع الصاروخ من منصة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة عند الساعة 06:58 بتوقيت اليابان (21:58 ت.غ)، في عملية إطلاق نقلتها القنوات الإماراتية على الهواء مباشرة عقب عد تنازلي استمر ساعات.

وكان من المقرر أن يقلع مسبار “الأمل” الآلي من المركز الياباني في 15 جويلية، لكن جرى تأجيل الإطلاق مرتين بسبب سوء الأحوال الجوية.

وبعد نحو ساعة تماماً، أظهر بث مباشر العاملين في غرفة تحكم المركز الياباني يصفقون مع انفصال المسبار بنجاح.

وقالت شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة المصنعة للصاروخ: “تم تنفيذ عملية الإطلاق كما كان مقرراً كما تم التأكد من انفصال مركبة الأمل الفضائية”.

وفي دبي، عُرض على برج خليفة، أطول مبنى في العالم، عد تنازلي رمزي قبل ساعات من انطلاق المسبار الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي حيث علا التصفيق ما إن انطلق الصاروخ، قبل أن يعمّ الهدوء بانتظار لحظة الانفصال.

وفي وقت لاحق، أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء نجاح الاتصال بمسبار الأمل. وقال المركز على تويتر: “تلقت المحطة الأرضية في مركز محمد بن راشد للفضاء الإشارات الأولى من المسبار”.

وقال حاكم الإمارة ورئيس حكومة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل متكوم على تويتر، إن “الإمارات تدخل التاريخ بإنجاز فضائي عربي غير مسبوق”، مضيفاً “دخلنا مرحلة جديدة في تاريخنا”.

كما كتب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد العام للقوات المسلحة في تغريدة: “اليوم تبدأ الإمارات كتابة فصول جديدة من إنجازاتها وطموحاتها في الفضاء على أيدي شبابها المبدعين”.

https://www.facebook.com/NasaInArabic/posts/3236802306380961

https://www.facebook.com/AFPnewsenglish/posts/3277027802335200

استيطان المريخ؟

والمهمة الإماراتية هي واحدة من ثلاث مهمات نحو المريخ تشمل “تيانوين-1″ من الصين و”المريخ 2020” من الولايات المتحدة، تستفيد جميعها من تموضع فضائي مؤاتٍ لإرسال دفعة جديدة من آليات البحث إلى المدار أو إلى سطح الكوكب الأكثر استقطاباً للاهتمام في المجموعة الشمسية.

في أكتوبر، سيكون كوكب المريخ قريباً نسبياً من الأرض (62.07 مليون كيلومتر)، وفقاً لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).

وسيستغرق “الأمل” سبعة أشهر للسفر لمسافة 493 مليون كيلومتر إلى المريخ، ليبلغ هدفه في 2021 تزامناً مع احتفال الإمارات بمرور 50 عاماً على قيام الدولة الموحدة.

وعلى عكس مشروعي المريخ الآخرين المقررين لهذا العام، لن يهبط المسبار على الكوكب الأحمر بل سيدور بدلاً من ذلك حوله لمدة عام مريخي كامل أي ما يعادل 687 يوماً.

وفي حين أن هدف المهمة تقديم صورة شاملة عن ديناميكيات الطقس في أجواء الكوكب وتمهيد الطريق لتحقيق اختراقات علمية، فإن المسبار جزء من هدف أكبر هو بناء مستوطنة بشرية على المريخ خلال مائة عام قادم.

ووظفت دبي مهندسين لوضع تصور للشكل الذين ستكون عليه مدينة على الكوكب الأحمر، ومن ثم إعادة إنشائها في صحراء الإمارة باسم “مدينة المريخ للعلوم” بتكلفة تبلغ حوالي 500 مليون درهم (135 مليون دولار).

وتسعى الإمارات الغنية بالنفط إلى أن يكون المشروع مصدر إلهام للشباب العربي في منطقة غالباً ما تعاني من صراعات وأزمات اقتصادية، وقد أعلنت عن برنامج للفضاء فتحت أبوابه أمام الشباب العرب مدته ثلاث سنوات.

واعتبرت حكومة الإمارات على تويتر إطلاق المسبار “رسالة فخر وأمل وسلام للمنطقة العربية حيث نجدد العصر الذهبي للاكتشافات العربية والإسلامية”.

وانطلقت عشرات المسبارات، معظمها أمريكية إلى المريخ منذ الستينيات، إلا أن عدداً كبيراً منها لم يصل إليه، وعدد آخر فشل في الهبوط على سطحه.

وقد انخفض الدافع وراء استكشاف المريخ حتى قبل أقل من 10 سنوات حين تم تأكيد أن المياه كانت تتدفق على سطحه.

وقال عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، إن مسبار”الأمل” سيقدم منظوراً خاصاً عن هذا الكوكب.

وتابع خلال مؤتمر صحفي قبل عملية الإطلاق: “ما يميز هذه المهمة هو أنه للمرة الأولى سيكون لدى المجتمع العلمي في أنحاء العالم رؤية شاملة لأجواء المريخ في أوقات مختلفة من اليوم وفي مواسم مختلفة”.

ومن المتوقع أن يبدأ مسبار “الأمل” إرسال المعلومات إلى الأرض في سبتمبر 2021 مع إتاحة بياناته للعلماء في أنحاء العالم لدراستها.

ولدى الإمارات تسعة أقمار اصطناعية في مدار الأرض، بينما تخطط لإطلاق ثمانية أقمار أخرى في السنوات المقبلة.

وفي سبتمبر الماضي، أصبح هزاع المنصوري أول رائد فضاء إماراتي، وكان ضمن فريق مكون من ثلاثة أفراد انطلقوا من كازاخستان نحو محطة الفضاء الدولية وعادوا بعد مهمة استغرقت ثمانية أيام.

واعتبرت الولايات المتحدة، أن رحلة مسبار “الأمل” تُدخل الإمارات نادي الدول المستكشفة للفضاء.

وكتبت السفارة الأمريكية في أبو ظبي في تغريدة: “تهنئ الولايات المتحدة دولة الإمارات على الإطلاق المُلهم والناجح لمسبار الأمل، الذي يضع دولة الإمارات في مصاف الدول المستكشفة للفضاء”.

مقالات ذات صلة