الجزائر
بعد أن كان يباع بـ "المعريفة" وتحت الطاولة

انفراج أزمة حليب الأكياس وتوفره بكميات كبيرة بعد تدخل وزير التجارة

فاطمة عكوش
  • 5499
  • 5
ح.م

سجل، خلال اليوميين الأخريين، ارتياح كبير لدى المواطنين، خاصة الفقراء منهم. وهذا، بعد انفراج أزمة حليب الأكياس، التي دامت عدة أشهر، وسببت متاعب كبيرة للعائلات، التي وجدت نفسها في كل صباح تباشر رحلة بحث طويلة وتقطع أحيانا العشرات من الكيلومترات بحثا عن أكياس الحليب المدعم.

بعد التدخل السريع لوزير التجارة، كمال رزيق، الذي وعد خلال إشرافه مؤخرا على افتتاح منتدى رجال الأعمال الجزائري الليبي، بأن الدولة ستقضي نهائيا على أزمة الحليب في أقل من شهر، انتهت أخيرا الطوابير الحلزونية التي يلاحظها العام والخاص أمام المحلات التجارية والمراكز التجارية بمدينة البويرة، وحتى بالمدن الأخرى، وهذا للظفر بكيس أو كيسيين من حليب الأكياس المدعم، الذي تعمد أغلبية التجار لعدة أشهر بيعه بالمعريفة وحتى تحت الطاولة وإخفاءه أمام الأنظار، واقتصار بيعه لزبائنهم الأوفياء دون غيرهم من المستهلكين الذين تضرروا بالكثير من الأزمة التي أرهقت جيوبهم وضيعت أوقاتهم، ما جعل بعض العائلات تستنجد بحليب الأبقار رغم التهاب أسعاره بالمزارع لتفادي الطوابير طويلة أمام محلات بيع التجزئة، فيما فضلت عائلات أخرى اقتناء غبرة الحليب وحتى وإن كانت باهظة الثمن إلا أنها تفي بالغرض المطلوب حسبهم.

لكن بعد تدخل وزير التجارة الذي ضرب بيد من حديد، انفرجت أخيرا، في وقت سريع، أزمة الحليب، وأصبح المواطن يقتني وبارتياح ما يريده من أكياس الحليب دون تدخل التجار، الذين اضطروا قبل أقل من أسبوع إلى إرغام زبائنهم على إخفائه بين أوراق الجرائد، وتسويقه داخل الأكياس السوداء، ما تسبب في تسجيل الكثير من المناوشات بينهم وبين المواطنين الذين وجدوا أنفسهم محرومين من نصيبهم من الحليب ولمدة طويلة.

وكان أغلبية تجار البويرة قد عمدوا إلى حيل شيطانية خلال أزمة الحليب المدعم التي عمرت كثيرا، حيث يرغمون الجميع على اقتناء مقابل كل كيس حليب قارورة ماء معدني من الحجم الكبير، أو شيبس وأخواتها، كما يجبرون أصحاب المقاهي على اقتناء مقابل الحليب أكياس القهوة وحتى الحلويات، وهو ما تسبب في مناوشات يومية ومستمرة بين التجار والزبائن. وأمام صعوبة تسويق الحليب ببعض المحلات، فضل التجار عدم قبول الكمية التي تمنح لهم من طرف الموزعين، بحجة أنها لا تكفي طلبات الزبائن الكثيرة، فيقوم أصحاب شاحنات توزيع الحليب ببيعه في الطرقات والشوارع بسعر يتعدى في غالب الأحيان سعره الرسمي، لكن بعد انفراج الأزمة خلال نهاية الأسبوع الفارط تم تسجيل توفر الحليب بكميات كبيرة جدا، ما تسبب في فساده، خاصة أمام الارتفاع الكبير لدرجة الحرارة خلال الأيام الأخيرة.

مقالات ذات صلة