انهيار الأورو والدولار في ظرف 24 ساعة بسبب “كورونا”!

انخفض سعر تداول العملة الصعبة الأورو والدولار على مستوى السوق الموازية للعملة الصعبة بساحة بور سعيد في العاصمة، الإثنين، في أعقاب انتشار واستفحال فيروس كورونا وما تبعه من قرارات بإلغاء السفر وتجميد الرحلات الجوية والبحرية نحو الخارج، في وقت يؤكد الصرافون أن بعض التجار يغتنمون الفرصة لاقتناء الأورو وتخزينه لفترة ما بعد الفيروس لإعادة بيعه بسعر مرتفع وجني الأرباح.

ويقول أحد الصرافين بساحة بور سعيد بالعاصمة لـ”الشروق” أن سعر بيع الأورو، الإثنين، على مستوى السكوار بلغ 190 دينار، في وقت بلغ قبل 48 ساعة 197 دينار، كما انخفض سعر تداول الدولار من 180 دينار إلى 175 دينار، ويتوقع الصرافون بأن يتزايد انخفاض سعر العملة الصعبة خلال الأيام المقبلة بشكل أكبر في حال استمرار استفحال الفيروس وإلغاء الرحلات، في ظل عزوف المواطنين عن التنقل للخارج وتجميد نشاطات الاستيراد وتراجع خرجات التجار وتوقف النشاطات التجارية المرتبطة بالبيع والشراء.

ولا تزال السوق السوداء للعملة الصعبة تكتنز كميات كبيرة من الأورو والدولار ومختلف العملات، قدرها أعضاء بلجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني وبرلمانيون بـ6 ملايير دولار، مطالبين الحكومة بضرورة التدخل لاسترجاع هذه الكتلة المالية الكبرى التي يمكن أن تستغل لإنعاش الوضع الاقتصادي للبلاد في ظل تآكل مدخرات الخزينة ونفاد تدريجي لما بقي في احتياطي النقد الأجنبي وكذلك توقعات بسنة سوداء على الميزان التجاري،هذه السنة بفعل انهيار سعر النفط، حيث بلغ سعر البرميل أمس 30 دولارا وهو أسوأ سعر منذ 5 سنوات.

وأكد عضو لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني الهواري تيغريسي لـ”الشروق” أنه آن الأوان للإفراج عن مشروع مكاتب الصرف والرخص الممنوحة والتي بقيت مجمدة دون تفعيل هذه المكاتب، رغم صدور المرسوم التنفيذي المنظم للنشاط سنة 2014، مشيرا إلى أن تداول مبلغ 6 ملايير دولار في السوق السوداء سيساهم إلى حد بعيد في تدمير الاقتصاد الوطني الذي يعيش حالة ركود وانكماش في ظل غياب الاستقرار الصحي اليوم، ففي السنة الماضية كانت العمليات الاقتصادية من إنتاج وتصنيع واستيراد وتصدير واستثمار وقروض مجمدة إلى غاية الانتخابات الرئاسية، أما اليوم فكل شيء مجمد إلى أن تستقر الأوضاع ويهدأ العالم من فيروس كورونا.