الجزائر
خلال ندوة علمية أقيمت في دار الثقافة ببسكرة

باحثون يناقشون واقع الكتاب الأمازيغي في الأوراس وتحدياته

صالح سعودي
  • 486
  • 5
ح.م

ناقش كتاب وباحثون واقع وتحديات الكتاب الأمازيغي في الأوراس، الإثنين، وذلك في نسخة جديدة من المقهى الأدبي الذي أقيم في دار الثقافة أحمد رضا حوحو ببسكرة، بالتعاون مع جمعية موزاييك للثقافة والفنون والتراث لبسكرة ودار النشر أنزار، حيث أجمع المتدخلون على حجم المتاعب المطروحة من ناحية النشر والتوزيع، ما يفرض حسبهم ضرورة رفع التحدي لتجاوز مثل هذه المتاعب.
أشار مسيّر دار النشر “أنزار” الهادي مزياني إلى مغامرته في مجال نشر الكتاب الأمازيغي خاصة في متغيره الشاوي، مغامرة سمحت حسب قوله بظهور أعمال مجموعة تضم 17 من كتّاب الأوراس، واعترف بصعوبة المهمة التي بدأت قبل خمس سنوات، مشير إلى جهود الدار وسعيها الدؤوب لنشر الكتاب الأمازيغي، من خلال المشاركة في المعرض الدولي للكتاب لأربع سنوات متتالية، وحضور مختلف الفعاليات الثقافية التي تنظم على مستوى المنطقة، وكذا المساهمة في نشاطات المحافظة السامية للأمازيغية، ودعا مسيّر دار “أنزار” الهادي مزياني كتّاب المنطقة إلى المساهمة في مهمة تطوير الكتاب الأمازيغي خدمة للثقافة الجزائرية.
من جانب آخر، دعا الباحث محمد الصالح ونيسي إلى ضرورة المصالحة مع الذات وترسيخ قيم التعايش بين الجزائريين، واستغل المناسبة لعرض تجربته في مجال البحث لسنوات طويلة في الثقافة الشعبية الأمازيغية للأوراس، التي مكنته من نشر أكثر من 10 مؤلفات متنوعة، على غرار كتابه حول عيسى الجرموني، وآخر حول جذور الموسيقى الأوراسية، وكذا مجموعة أعمال شعرية وروائية وأخرى حول الأدب الشعبي، وقاموس ثلاثي اللغة (أمازيغي، عربي، فرنسي)، إلى جانب تقديمه لمجموعة من البرامج الإذاعية. وفي السياق ذاته، تطرق الكاتب نور الدين برقادي إلى واقع وتحديات الكتاب الأمازيغي بالأوراس، انطلاقا من خلاصة كتابه “تمازيغت في الأوراس” الذي يتناول فيه كل ما أنتج بالشاوية من: كتب (قواميس، دراسات لغوية، شعر، قصة، رواية، تدوين للأدب الشعبي)، وأعمال مسرحية وأفلام ومسلسلات..
حيث أرجع تأخر هذا النوع من الكتاب في الأوراس إلى طغيان الثقافة الشفوية وإقصاء الحزب الواحد للثقافة الأمازيغية، إلى جانب نقص الوعي بالذات، كما ثمّن الكاتب نور الدين برقادي تنوع لغة الإبداع بالأوراس (عربية وفرنسية وأمازيغية)، حيث خصص حيزا من كلمته للتحديات التي تواجه الكتاب الأمازيغي في الأوراس، منها: قلة الاهتمام الإعلامي بهذا الكتاب وغياب النقد المتخصص، إضافة إلى قلة دعم النشر محليا ووطنيا وغياب شبكة توزيع، وكذا ندرة الترجمة.
وناشد الكاتب نور الدين برقادي السلطات إلى تطبيق المادة الرابعة من الدستور، التي تنص على أن “تمازيغت هي كذلك لغة وطنية ورسمية تعمل الدولة لترقيتها وتطويرها بكل تنوعاتها اللسانية المستعملة عبر التراب الوطني..”، وتعجب من اقتصار مساهمة المحافظة السامية للأمازيغية في إصدار 4 كتب فقط، و9 كتب بالاشتراك مع دور نشر أخرى عمومية وخاصة بالمتغير الشاوي، من ضمن نحو 300 عنوان أصدرتها هذه الهيئة.

مقالات ذات صلة