الجزائر
توصّل إلى مركبات كيميائية محفّزة لخلايا المناعة

باحث جزائري ببريطانيا يبعث الأمل في علاج السرطان

ح.م
يوسف محلّو

تمكّن الشاب الدكتور يوسف محلّو، باحث جزائري بجامعة كارديف ببريطانيا، رفقة فريقة، بتصميم مركبات كيميائية جديدة لها قدرة على تحفيز فئة معينة من خلايا المناعة، والتي بدورها تقوم بتحديد ومهاجمة الخلايا السرطانية للتخلص منها.

لا يزال مرض السرطان من أكثر الأمراض التي تسبب عددا كبيرا من الوفيات حول العالم رغم توفر العديد من الأدوية التي تستعمل لعلاج هذا المرض، وهذا يؤكد الضرورة الملحة لاكتشاف أدوية جديدة أكثر فعّالية وسلامة لعلاج هذا المرض، حاليا هناك العديد من التقنيات الجديدة التي يتم دراستها لمكافحة هذا المرض، وربما من أهمها تلك التي تركز على تحفيز جهاز المناعة للتخلص من خلايا السرطان والأورام.

وعملا بهذه النظرية، أظهرت تجارب الباحث الجزائري يوسف محلّو ورفيقه أن المركبات الكيميائية الجديدة المتوصل إليها تتميز بفعالية كبيرة في تحفيز خلايا المناعة وقدرة كبيرة على التخلص من خلايا السرطان.

وبينت النتائج أن تلك المركبات تعد حاليا الأكثر فعالية على الإطلاق في تحفيز فئة معينة من خلايا المناعة التائيّة، وما يميزها تحديدا هو امتلاكها لمواصفات كيميائية تساعد على استعمالها كأدوية مقارنة بالعديد من المركبات الكيميائية المكتشفة سابقا، حيث تعدّ قادرة على تحفيز خلايا المناعة دون أن تكون لها الخصائص الكيميائية التي تمكّن من تطويرها كأدوية.

وتم نشر نتائج هذه الأبحاث في مجلة الكيمياء الطبيّة التابعة للجمعية الكيميائية الأمريكية، وهي المجلة الأولى عالميا في مجال الكيمياء الطبيّة.

ومن بين إيجابيات خلايا المناعة التي تحفزها هذه المركبات هي قدرتها على التخلص من أنواع كثيرة لخلايا السرطان، وهذا ما يجعل هذه المركبات مستقبلا تستعمل في علاج أنواع مختلفة من السرطان.

ورغم أن هذه المركبات لا تزال حاليا قيد التطوير، إلا أنها تعد خطوة جديدة في مجال تحفيز جهاز المناعة لمكافحة مرض السرطان. والتركيز الآن وفي المستقبل القريب سيكون على دراسة هذه المركبات في نماذج السرطان الحيوانية وكذلك التأكد من سلامتها قبل التنقل لتجريبها على الأشخاص.

وتعليقا على هذه الدراسة، صرح الدكتور يوسف محلو لـ”الشروق”: “لدينا أمل كبير في تطوير هذه المركبات الجديدة التي قمنا باكتشافها لعلاج أنواع عديدة من السرطان، ومن خلال العمل مع زملائنا، نعمل الآن بجديّة على تحديد أنواع السرطان التي يمكن لهذه المركبات التخلص منها بطريقة فعالة وكذلك التأكد من سلامتها لكي نبدأ الدراسات في البشر في أقرب وقت ممكن”.

مقالات ذات صلة