جواهر
وجهات نظر

بجانب كل امرأة ناجحة رجل!

مليكة هاشمي
  • 2229
  • 11
ح.م

يقولون “وراء كل رجل عظيم امرأة”، وها أنا أقول أنه بجانب كل امرأة ناجحة رجل يساندها ويشجعها، التقارب العمري والاجتماعي لا يهم إطلاقا بين الزوجين في حال ما كانت بينهما فجوة فكرية كبيرة، لا يعني أن تتزوج الطبيبة بالضرورة طبيبا في نفس مجال تخصصها بل الأهم أن تكون بجانب رجل يدعمها ويساهم في بلورة أفكارها ويسمح لها بتطوير نفسها وقدراتها بعيداً عن أقاويل المجتمع.

التقارب الفكري من أهم العوامل المؤثرة على حياة الشخصين، فقد يحول العلاقة إلى ترابط وتكامل كما قد يجعلها غير متماسكة وقابلة للفشل بأي لحظة، يستحيل للمرأة أن تنجح في مجالها ودراستها وعملها إذا لم تجد الدعم اللازم من الرجل، سواء كان أبا أو أخا أو زوجا خاصة في مجتمعاتنا العربية، فكل امرأة قد نالت حظها من الفشل والإحباط أو النجاح والتميز، فهي يستحيل لها أن تحقق ما تسعى إليه إذا ما وجدت المعارضة التامة لتجسيد فكرتها رغم اقتناعها وإيمانها بها، وهذا لا علاقة له إطلاقا بطبيعة شخصيتها سواء كانت ضعيفة أو قوية، فالعائلة أولاً ودائما!

كثيرات هن اللواتي توقفن عن الدراسة والعمل بسبب ذهنية الرجل وتعنته، مئات من الفتيات اللائي تخلين عن أحلامهن من أجل الزواج الذي قد يفرض عليهن من طرف الأهل عند بلوغهن سنا محددا، فتجد نفسها تعود إلى مرحلة الصفر فتتبعثر طموحاتها كأوراق الشجر الخريفية.

هناك رجل يجعل المرأة تزهر في الخمسين وآخر يجعلها تذبل في العشرين، فذلك الذي يدعمها ويساندها لتحقيق حلمها النبيل وتجسيد أفكارها التي يقتنع بها سيجدها تشعر بالامتنان له ويزيد تقديا به، فهي لن تقبل لنفسها أن تتمرد على قرارات الرجل في حال رفضه القاطع لتحقيق أحلامها والاحتفاء بإنجازاتها.

الرجل هو سند المرأة رغم الظروف والأزمنة ومن الصعب أن تنجح إذا ما أصر أن يكون عائقا لها ومنعرجا حاسما ومثبطا بحياتها.. قد تقول إحداهن أن المرأة القوية التي تحقق هدفها وحتى وإن تمردت على أبيها أو زوجها.. لا يا عزيزتي فهي حينها ستكون الخاسرة الوحيدة.

من الجميل أن تكون لنا أحلاما نؤمن بها، لكن من الأجمل أن نجد من يدعمنا لنحققها، لذا فالتقارب الفكري بإمكانه أن يكون فارقا مهما في حياة كل واحدة منا.

قد تجد امرأة لم تكمل دراستها، لكن من حظها أن تزوجت برجل يقدس العلم والمعرفة وحرص على اجتهادها وتعليمها رغم تقدمها بالعمر، كما قد تجد فتاة أفنت عمرها في دراسة الهندسة ومتفوقة بها ليمنعها زوجها فيما بعد من إتمام تخصصها، فأيهما أوفر حظا!

مقالات ذات صلة