-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أضحت وكرا للجريمة والتعدي على المارة

” ” بحيرة تماسين ” بتڤرت .. قطب سياحي تحول إلى موقع للفساد

الشروق أونلاين
  • 9146
  • 8
” ” بحيرة  تماسين ”  بتڤرت  .. قطب  سياحي  تحول  إلى  موقع  للفساد

تزخر عاصمة واد ريغ ببحيرات وواحاتها القديمة المنتشرة في ضواحي المدينة تحت سيل وادي اشتهر بإسم أهل المنطقة “وادي ريغ”، مكونا بذلك مسطحات مائية خلابة كمتنفس له فوق أرضها، لتعد بحيرة تماسين من بين المرافق السياحية التي تعود جذورها التاريخية إلى عهد سيدنا سليمان كما يجمع المؤرخون لهذه البحيرة والتي تشهد في السنوات الأخيرة إقبالا كبير من طرف السياح المتوافدين على زيارة تراب مدينة التجانيين .

تبلغ مساحتها أكثر من 18000م مربع ليصل عمقها إلى 20 م وتحتوي على أنواع مختلفة من الطيور والأسماك، كل هذه الخصائص تجمعها هذه البحيرة خاصة وأن هذه الأخيرة تقع وسط منطقة جبلية غابية تضمن راحة للسياح والوافدين للاستمتاع بالمناظر الخلابة بها، وهو الأمر الذي وقفنا عليه حقيقة ونحن نزور هذا المرفق، إذ يتضح لك منذ لحظة وضع قدميك أرض البحيرة تلك المقاهي التقليدية المصنوعة من جذوع وسعف النخيل المكتظة بالزبائن والعائلات المصطفة على حافة البحيرة في أجواء تطبعها البهجة والاستجمام الباديين على وجوه الجميع، ناهيك عن صور الأطفال الذين يلهون في مركز الألعاب المصنوعة محليا، للوهلة الأولى ضننا أن المكان أقرب ولو بشئ قليل لتلك المناطق السياحية التي تتواجد في الشمال للسحر الذي يطبع المكان، إلا أنه تبين لنا فيما بعد أن هذه الصور الجميلة تقف وراءها عديد الخبايا التي عدها شهود بعين المكان بمثابة النقاط السوداء التي أضحت تسيء للمنطقة وتاريخها العريق، إذ يروي لنا عمي الطاهر وهو أحد القاطنين بالقرب من البحيرة المقدسة كما جاءت تسميتها على لسانه، أن صور الفساد ترتفع يوما بعد يوم في ظل تزايد أعداد القاصدين للمكان من كل أطراف المدينة لتجد السكارى وهواة الجريمة، ليصبح المكان مرتع لمفاسد الأخلاق خاصة في الأوقات المتأخرة من الليل والتي يفضلها مثل هؤلاء،على أساس أن الأجواء جد مواتية في ظل انعدام الإضاءة وسط المحيط وغياب الرقابة الأمنية، مع العلم أن كل هذه السلوكيات تحدث على مقربة كبيرة من السكنات الشعبية المتواجدة بجانب البحيرة الشيء الذي يضيف محدثنا كثيرا ما يكون سبب إشعال فتيل لمشاكل بين الأهالي وبعض الشباب الطائش الذي يتجاوز حدوده في بعض الأوقات، الأمر الذي أصبح مثار قلق العائلات القاطنة بالمكان.
أما  فيما  يخص  الأكشاك  والمطاعم  المتواجدة  على  ضفاف  البحيرة  فهي  تعود  كلها  إلى  جهود  خاصة  بشباب  الأهالي  البطال  الذي  أراد  الاستثمار  في  هذا  المكسب  الذي  ترفض  السلطات  الاستثمار  فيه  للصالح  العام .
وعن سؤالنا المتعلق بالمرافق الحيوية التي يتوجب توفرها في هكذا مرفق وفي حالة ما إذا يتلقى هؤلاء الشباب دعم من هيئات رسمية فقد أجابنا إبن المنطقة الشاب يعقوب أنهم كثيرا ما توجهوا لسلطات البلدية وطالبوها بتوفير دعم لساحة البحيرة بهدف إعادة هيكلتها وتوفير بعض المرافق العامة الضرورية من أجل الحفاظ على مكسب الدائرة وأبنائها إلا أن جهود المسؤولين يصفها ذات المتحدث “للشروق” بأنها جد متباطئة كما أنها لم ترقى لتكون سياسيات تسيير راشدة فيما يخص تهيئة البحيرة بدليل وقوف جهود البلدية عند تعبيد الطريق المؤدي لها وتنصيب أعمدة  إنارة  قديمة  لا  تخضع  للصيانة  في  أي  حالة  من  حالات  العطب  زيادة  على  ترك  البحيرة  ومحيطها  دون  دورات  تنظيف من  تراكم  الأوساخ  والقمامات  المنتشرة .
ويضيف محدثنا أن ما يزيد الطينة بلة هو تجاهل السلطات الجانب الأمني بمكان يقصده العشرات يوميا ليتضاعف العدد به أيام العطل ونهاية الأسبوع إذ سجلت به حالات شجار وصلت لحد وقوع جريمة قتل هذه السنة، وهي المطالب التي يرى فيها الجميع الشرعية على إعتبار أنها تخدم الوطن والمواطن بالأساس، كما أنها مكسب جهوي لا يشكك عاقل في كونه مورد مالي غني إذا ما أحسن استغلاله علاوة على أن البحيرة توفر متنفس لعائلات المدينة التي كثيرا ما تحب التوافد عليها في الأمسيات بعيدا عن هموم مشاغل الحياة اليومية وضوضاء المدينة الصاخبة خاصة العائلات التي تعذر عليها الالتحاق بشواطئ الولايات الساحلية، وعلية فإن أهالي البحور يناشدون السلطات المعنية بإعادة النظر في بحيرة تماسين هذا المعلم السياحي الهام  لتوفير ما يمكن أن يحافظ على مكسبهم في انتظار مشروع يخصص للنهوض بالسياحة في البلدية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • افريقيةدرجةاولى

    والله العيب لم يعد في المسؤولين لانهم تمسالو وخلاص العيب في السكان لانهم لم يفعلوا شيئ من اجل المنطقة ولو كان ماطش كرة قدم لقامت الدنيا ولم تقعد

  • elsoufi

    نأسف كل الاسف على هذه الاماكن الهمة المهمشة من طرف المسؤلين و نطالهم بايجاد حلول سريعة حتى نتمتع بخيرات بلادنا و نستفيد من مناصب شغل جديد في حالة ما اذا اقامت الادارة مرافق. و في هذا الصدد نذكر ايظا منطقة سيف المنادي الواقعة شمال وادي سوف و ما تحتوي من مسطحات مائية و مناظر جميلة لكن دائما في ظل غياب الادارة و مسؤليها....

  • sese

    من طبيعة البحيرة انها خطيرة بالنسبة للسباحة لكن مازال الشباب يتهاونون بهاذا الامر وذلك فإن مصير كل مايسبح فيها هو الموت فحذاري ولكنها تبقى معلما سياحيا تمتاز به منطقة تماسين .

  • جزائري

    إذا كانت هذه البحيرة تبتلع الكثير من يسبح فيها فهناك الكثير من الطرق العلمية الذكية لتفادي هذه الدوامات المائية ... و تحية خاصة لأهل تــــقــــــرت من الغريب في آلمانيا

  • younes

    نشكركم علئ هذه الالتفاتة الطيبة و نقول الشعب يريد تطهيرتماسين

  • مذكور عزالدين بئربوحوش

    زرتها مرة واحدة ،كانت بالنسبة لي حلم جميل، ترى البساطة في كل شيئ ...الصحراء البكر ، الطبيعة الخلابة الغناء،،، كرم أهلها وأخلاقهم العالية،،،كم تمنيت أن أسكن فيها...

  • زائر للمنطقة

    السلام عليكم. لكن هل تعلمون أن هذه البحيرة تبلع من يدخلها و تقتله.هذا حسب ما قال سكان حي سيدي عامر بتماسين

  • جهيد

    اولا كل الشكر لجريدتنا الغراء على الالتفاتة الطيبة لهدا المعلم السباحي بالجنوب الجزائري الدي يحتاج الى الاهتمام اكثر من الدولة الجزائرية ما دام الخاص و العام يشهد بأهميته حيت يتوافد عليه كل سكان البلديات المجاورة من جامعة شمالا الى قوق جنوبا و من الطيبات شرقا الى العالية غربا و صار محجا للاستجمام صيفا