-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بركاتك يا فضيلة الحاخام!

حسين لقرع
  • 1603
  • 2
بركاتك يا فضيلة الحاخام!

منذ أن قرر التطبيعَ مع الاحتلال في سبتمبر 2020، لم يتوقف النظامُ الإماراتي عن صنع المفاجآت الغريبة العجيبة، آخرها قيام سفيره بتل أبيب بزيارة كبير حاخامات الاحتلال، شالوم كوهين، والانحناء أمامه بإجلال ليحظى بـ”بركته” قبل أن يُشيد بـ”التسامح الديني” للصهاينة، وينتقد الإخوان المسلمين وقناة “الجزيرة” التي “تشوِّه الحقائق”؟!

وتأتي الزيارة بعد أيام قليلة فقط من توقف حرب غزة الرابعة التي اندلعت بسبب “التسامح الديني” للاحتلال الذي أمعن في تدنيس المسجد الأقصى وانتهاكه والتضييق على المصلين وقمع المرابطين فيه.. وأثناء الحرب، ظهر أيضا “التسامحُ الديني” للاحتلال واضحاً من خلال تدمير 3 مساجد كليا، و43 مسجدا جزئيا، دون أن نتحدَّث عن “تسامحه الإنساني” من خلال قتل مئات المدنيين، ومنهم 69 طفلا، وقد قامت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الشهيرة بنشر صورهم بالألوان تحت عنوان كبير: “هؤلاء كانوا مجرّد أطفال”، لتدين بذلك إجرام الاحتلال بوضوح كامل، بل حتى صحيفة “هآرتس” الصهيونية نشرتها بدورها، أما الإعلامُ الإماراتي فقد اكتفى طيلة 11 يوما من الحرب بمنح حصة الأسد للرواية الصهيونية، ثم أحجم عن تغطية احتفالات الفلسطينيين بالنصر، لأنّ نظامهم كان يتمنى هزيمة مدوِّية للمقاومة.

خلال 11 يوما من الحرب، ظهر بأن مصر قد بدأت تتخذ موقفا جديدا من غزة يختلف تماما عن موقفها السلبي في حرب 2014؛ إذ تبرّعت للقطاع بنصف مليار دولار، وساهمت في الوساطة لإنهاء الحرب، وهي تسعى الآن لاحتضان جولات حوار جديدة من أجل تجسيد المصالحة الفلسطينية. من جهتها، ندّدت الأردن بجرائم الاحتلال وسمحت لمواطنيها بالتظاهر على حدود فلسطين، علما أن هاتين الدولتين مطبِّعتان منذ زمن بعيد، أمّا الإمارات فقد فهمت أنّ التطبيع يعني معاداة الفلسطينيين والذوبانَ في مشاريع الاحتلال ودعمَه بكلّ السبل؛ المالية والإعلامية والسياسية… ويبدو أنّها لا تزال تراهن عليه لحمايتها من “الخطر الإيراني”، مع أنّ الحرب الأخيرة أثبتت أنّه لم يستطع حتى حماية نفسه من صواريخ المقاومة التي هطلت عليه كالمطر وفشلت “قبّتُه الحديدية” في التصدي للكثير منها، فكيف يحمي إذن “حليفه” الإماراتي؟

بعد نهاية الحرب الأخيرة، بدأ المحللون العسكريون والسياسيون الصهاينة يُبدون قلقا كبيرا من أن يتعرّض الكيان لقصف صاروخي مكثّف ومتزامن على ثلاث جبهات: غزة وحزب الله وإيران؛ وإذا كان الطيران الصهيوني المتطوِّر قد فشل فشلا ذريعا في منع إطلاق 4100 صاروخ من غزة طيلة 11 يوما، فكيف يستطيع ضربَ منصات صواريخ حزب الله وإيران على بعد مئات الكيلومترات؟ وكيف تستطيع “القبة الحديدية” التصدِّي لآلاف الصواريخ إذا تهاطلت على المدن والمستوطنات يوميا من ثلاث جبهات؟ وبدأ هؤلاء المحللون يتخوّفون من هزيمة تاريخية للاحتلال في “حربٍ وجودية” قادمة.. أبعد كلّ هذا تستمرّ الإمارات في الاحتماء به؟

جرائم الاحتلال في الحرب الأخيرة أيقظت ضمائر الكثيرين في العالم فبدأوا يتحرَّكون للمطالبة بمحاكمة قادته كمجرمي حرب، حتى يهود نيويورك بدأوا يضيقون ذرعا بمذابحه فخرج المئات منهم في مظاهرةٍ للتنديد بها والتبرّؤ منها، في حين تصرّ الإمارات على التماهي مع المخططات الصهيونية إلى درجة الذوبان، والمفارقة أنه كلما ازداد الاحتلال عنصرية وإجراما ضدّ الفلسطينيين، ازداد النظامُ الإماراتي شغفا به وتقرُّبا إليه، وهي ظاهرة غريبة تستعصى على أيّ تحليل أو تفسير منطقي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • نحن هنا

    "ومن يتولهم منكم فإنه منهم"المائدة آية51.هذا حكم وليس تحليل يا أستاذ

  • مواطن

    صلوا على رسول الله صلى الله عليه و سلم و اعلموا أنه من يبتغى العزة فى غير الاسلام أذله الله