-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بركانُ فلسطين الذي بدأ ينشط

عمار يزلي
  • 738
  • 0
بركانُ فلسطين الذي بدأ ينشط

الكيان الصهيوني، في حالة فزع من “فزعة” المرابطين في القدس وفي غزة وباقي التراب الفلسطيني المحتل. فزعة ضد “فزّاعة” كان عبّر عنها حسن نصر الله بأنها “أوهن من بيت العنكبوت”. شعبٌ خرج في عز رمضان وفي قلب المسجد الأقصى في عز الصلوات وصلاة الفجر والجمعة وباقي الصلوات الخمس، مدافعا عن حرمة المسجد الأقصى من دنس ورجس المحتل الذي بدأ منذ سنوات وتحديدا من بداية التطبيع، في جس نبض الأمة الإسلامية كلها، من خلال التجرؤ على المقدسات عبر مداهمات العسكر والمستوطنين كل مرة وكل حين بمناسبة وبغير مناسبة لصحن المسجد الأقصى، إلى أن وصلت بهم إلى الإقدام على الرغبة في ذبح القرابين به، لولا التصدي والنفير الشعبي العامّ.

الجزائر اليوم، عبر تدخُّل رئيس الجمهورية من أول يوم للعدوان على القدس وأهل القدس ومن خلال اتصالات على أعلى مستوى مع الفاعلين الدوليين والعرب، أعرب عن رغبة الجزائر في أن يضع العالم، وخاصة العالم العربي، حدّا لهذا العدوان الأعمى لكيان بدأ يشعر بنار غزة وحجارة القدس تحرق أقدامه وتعكير صفو سكينته التي حاول أن يتظاهر بها منذ سنوات.

الوضع اليوم، وخاصة مع الأحداث الأخيرة في أوكرانيا، نبّهت العالم وتنبِّهه عبر تدخلات رئيس الجمهورية في اتصال مع الرئيس الروسي إلى كيل الغرب بمكيالين بشأن القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، الأمر الذي فيما يبدو قد حرك الدور الروسي. روسيا نددت بما يحدث وشجبت الوضع في القدس وفلسطين عموما، وهو ما لم يكن معتادا حتى مع بداية الحرب في أوكرانيا. الكيان الصهيوني، كان قد سبق وأن سكت عما قامت به روسيا ضد كييف، سكوت لا يعني الرضا، كون هذه الكيان هو مع الولايات المتحدة قلبا وقالبا، اليوم وغدا وفي كل الأحول. سكوت الكيان وصمته عن العملية الروسية في أوكرانيا لم يكن إلا موقفا تكتيكيا لا استراتيجيا. تكتيك سرعان مع فُضح مع تصويت الكيان ضد روسيا بشأن تعليق عضويتها في مجلس حقوق الإنسان، وهو ما لم تقم به الجزائر وبعض الدول الأخرى التي صوتت صراحة وبلا مواربة ضد المشروع، فيما لجأ المغرب وللمرة الثانية عندما يتعلق الأمر بالتصويت ضد روسيا في الأمم المتحدة وفي الجمعية العامة بالذات، إلى تعمُّد التغيّب، حتى لا يحرج نفسه لا مع روسيا ولا مع أمريكا. موقف أقل ما يقال عنه أنه انتهازي بامتياز.

روسيا، لم تردّ عندما خرج وزير خارجية الكيان الصهيوني بتصريح مناهض لروسيا معتبرا فيه أن ما حدث في بوتشا، في أوكرانيا، “إبادة جماعية قامت به روسيا”، فيما فضل رئيس وزراء الكيان التنديد بالعملية دون  أن ينسبها لأحد، في تبادل انتهازي للأدوار بينه وبين وزير خارجيته، لكن روسيا لم تردّ في الحين، رغم أنه مرّ على الحادثة أكثر من 10 أيام. روسيا تندد بما قاله وزير خارجية الكيان فقط عقب الأحداث في القدس وبعد الاتصال بين بوتن والرئيس تبون، وبوتن والرئيس الفلسطيني محمود عباس، مما يعني أن الوضع في فلسطين حرك الوضع على نحو لا ترضاه أمريكا ولا الكيان الصهيوني، وغير مستعد أن تنتهج روسيا موقفا متصلبا من الكيان الصهيوني في قادم الأيام والأشهر، وتجرؤ الكيان على تزويد أوكرانيا بمُعدّات حماية ودفاعية، زاد قبل يومين من حدة الصراع بين روسيا والكيان، حتى أن روسيا ردت على ذلك بأنه سيكون لها رد فعل ضد هذا القرار.

كل هذا يوحي بأن البركان الفلسطيني الراكد لسنوات، قد بدأ ينشط، ولا نستغرب أنه سينفث حممه لتصل إلى كل المنطقة، وهذا في قادم الأيام والأشهر والسنين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!