-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بريطانيا تشكو وقف “الحَرَّاقة” من فرنسا!

بريطانيا تشكو وقف “الحَرَّاقة” من فرنسا!

بلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين من فرنسا نحو انجلترا هذا العام عبر المانش 13500 مهاجر… بزيادة قدرها 5080 مهاجرا عن السنة الماضية، وهذا قبل أن ينقضي العام بعد. اشتكت بريطانيا فرنسا من هذا الوضع وحمَّلتها مسؤولية ذلك وهدَّدت وزيرة داخليتها بعدم تقديم مبلغ الدعم لحراس السواحل الفرنسيين البالغ أكثر من 62 مليون يورو لأجل القيام بمهمتهم. واشترطت عليها في حالة استمرار العجز إقامة قيادة مشتركة، الأمر الذي رفضته فرنسا معتبرة إياه مَسًّا بسيادتها… ما الذي يعنيه هذا على صعيد موضوع الهجرة عالميا  وعلى صعيد وضع المهاجرين في فرنسا؟

يتبين عالميا، أن أوروبا كلها اليوم تحصد ما زرعت. لم يكن الأفغان ولا العراقيين أو السوريين أو الأفارقة أو غيرهم ليشدوا الرحال نحو القارة العجوز لو لم تكن بلدان هذه القارة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة  سببا في المآسي التي حلت ببلدانهم، تاريخيا أثناء الحقبة الاستعمارية واليوم جراء الحروب الأهلية التي عادة ما يكون هذا البلد الأوروبي أو ذاك، إن لم تكن أمريكا، خلفها. ولم يكونوا ليشدوا الرحال لأي من هذه البلدان الغنية والمستقرة، وعبر كافة الطرق لو لم تكن خلف نهب ثروات بلدانهم وخلف دعم حكومات بها لا تحظى بأدنى شرعية.

أما على صعيد وضع الهجرة غير الشرعية داخل فرنسا، فيتبين من خلال هذا العدد الهائل من الفارين من هذا البلد، أن فرنسا لم تعد، كما يحلم الكثير، ذلك المكان الموعود أين تُحتَرم حقوق الإنسان، وتتحقق الأحلام وتتجسد المشاريع! خلافا لذلك، يشتكي المهاجرون في فرنسا من الرقابة المستمرة ومن غياب فرص العمل ومن الكثير من مظاهر التمييز العنصري المتعلقة بحرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية وحتى حرية ارتداء اللباس الذي يرضونه… الأمر الذي لا يوجد بنفس الدرجة في بريطانيا. وتأتي للغة الفرنسية التي لم يعد العالم يتكلم بها فوق كل هذه الأسباب، إذ يضطر المهاجر لتعلمها من أجل البقاء وهو لا يرى فائدة من ذلك… وكذلك الوضع الاقتصادي المتدهور في شمال فرنسا الذي أصبح يدفع نحو الهجرة مقارنة ببريطانيا إلى درجة أن اقترحت هذه الأخيرة أيام عضويتها في الاتحاد الأوروبي مساعدات “هامة” للحكومة الفرنسية من أجل تنمية منطقة “الكاليه” مُنطلَق الحَرَّاقة نحوها… كما تقترح الدول المتقدمة على الدول المتخلفة تنمية مناطقها الحدودية…

وإذا علمنا أن بريطانيا تُجرِّم الهجرة غير الشرعية نحوها، أدرِكنا عمق الأسباب التي تدفع المهاجرين نحوها… إنهم يفضلون العدالة البريطانية على البقاء في فرنسا.

فماذا نقول نحن؟

بلا شك لدينا أسباب للهجرة غير الشرعية بعضها موضوعي والآخر ذاتي… وكل له مبرراته، إلا أن حالنا يختلف عن كثير من البلدان التي أنهكتها الحروب والتدخلات الأجنبية، وفي حالات نادرة يمكن تفهم الهجرة غير الشرعية ولكن في غالبية هذه الحالات لا أظن أن أحدا يقبل أن يُصبح كرة تتقاذفه البلدان، أو يصبح فارا من بحر إلى بحر، خاصة إذا كان يحلم أن فرنسا هي وجهته الأخيرة…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • Azer

    في رايي من يجمع 90 مليون ليغامر بالهجرة السرية من الجزائريين نحو اوروبا يحتاج الى التامل من طرف الجميع الحراق والحكومة . بهذا المبلغ الهام الا يساعده في القيام بمشروع صغير ومربح ؟

  • بوقفة الشاوي

    ان سبب الهجرات المتتالية من افريقيا الي اوروبا وامريكا انما بسبب الاستظمار اولا ثم بسبب الحكام والانظمة الظالمة الطاغوتية الفاسدة التي تسرق تلك الشعوب المغبونة والمغلوبة علي امرها . يمكن ادراج فساد الانظمة في المقام الاول .