جواهر
زوجات خائبات في المطبخ و أزواج يحتجون

بطاطا … كرهنا البطاطا !

نادية شريف
  • 24572
  • 57
ح/م
الطبق الذي تجيد إعداده جميع النساء

من أين تدخل امرأة لا تجيد الطبخ إلى قلب زوجها إذا كان اقصر طريق إلى قلبه هو معدته ؟!أم أن قلوب بعض الأزواج الذين ابتلوا بزوجات ” مكسورات ” اليدين لا تربطها صلة ” قرابة ” بالمعدة مثلما كان شائعا؟! دعك من قلب الرجل عزيزي القارئ، و ركز على معدته التي لا تربطها ” صلة ” قرابة بالقلب التي لا شك أنها” تستغيث” و لسان حالها يردد العبارة المشهورة التي درسناها في الابتدائي : ” بطاطا …أنا كرهت البطاطا ..!

لا اعرف إلا البطاطا ..!

ليست الزوجات فقط هن المعنيات بأمر الطبخ ” إياه “، من” المحروق “إلى ” المسوس ” إلى ” السامط ” ، وإنما الفتيات غير المتزوجات أيضا ،و لكن ركزنا على المتزوجات على اعتبار أن الفتاة في بيت أهلها تستطيع أن ” تجنب ” أفراد أسرتها طبخها ”  الشهي  ” لان هناك من تعوضها في إعداد الطعام كالأخت الكبرى و الأم ،و لكن الزوج ” المسكين ” المبتلى بزوجة مكسورة ” اليدين ” ليس لديه خيار آخر سوى أكل طبخ زوجته وهو مكسور الخاطر و ” المعدة ” أو التوجه إلى اقرب مطعم ينسيه طبخ زوجته التي لا تحتار كثيرا في إعداد الطعام الذي إذا لم يكن بطاطا مقلية، كان بطاطا مسلوقة أو بطاطا محشية بالبطاطا …!هذا هو حال سعاد زوجة حديثة تقول عن نفسها أنها أمضت معظم سنوات عمرها في الدراسة ثم تفرغت لإعداد رسالة ماجستير، في هذه الفترة كانت منشغلة جدا بحيث لا تجد الوقت الكافي لدخول المطبخ و تعلم الطبخ خاصة وان لديها ثلاث أخوات ماكثات بالبيت كن يقمن على إعداد الطعام بالدور و لم تشعر أنها مقصرة في حق نفسها  كزوجة مستقبل إلا حينما خطبت لزميلها في الجامعة ثم تمت مراسيم الزواج بسرعة، بحيث لم يتبق لها الوقت الكافي لتعلم الطبخ و هنا نترك الكلام لها، حيث تقول عن نفسها : ”  عندما تزوجت كنت أتجنب إعداد الطعام وأتحجج بكوني عروسا جديدة من حقها أن تستمتع بشهر العسل بعيدا عن الطبخ و المطبخ لذلك كان زوجي يجلب الطعام من المطعم و لكن بعد انقضاء الشهر الأول بدأ يطالبني بإعداد الطعام فانكشف أمري، حيث كنت اعد  البطاطا  بكل أنواعها حتى ملّ منها، و لم أجد بدا إلا الاعتراف له أنني لا أجيد إلا البطاطا التي تعودت على إعدادها في الحي الجامعي رفقة زميلاتي في الغرفة، فشعر بخيبة أمل كبيرة و طلب مني أن انتهز فرصة ذهابي إلى بيتنا لأتعلم الطبخ من أخواتي و أمي و هو ما اعمل عليه ” .

الحمد لله أن حماتي بعيدة !

و إذا كانت سعاد تجيد طبخ كل أنواع البطاطا ” ماشاء الله ” ! فريمة وهي في أل 27 من عمرها لا تجيد إلا نوع واحد من البطاطا ألا و هو البطاطا المقلية وحتى لا نغمطها حقها   لا بأس أن نذكر أنها تتمتع” بموهبة ” قلي البيض وسلقه بامتياز !وان كانت ليست راضية عن نفسها خاصة و أن زوجها  لايتوقف عن معايرتها مع كل  موعد ” قلي ” إلا أنها تلقي   باللوم على أمها التي أفرطت في تدليلها و إبعادها عن المطبخ الذي ألقت مسؤوليته على زوجات إخوتها على اعتبار أنها الابنة الوحيدة بين ستة ذكور وهو ما جعلها عاجزة عن إدارة المطبخ كما يجب و هي على مشارف الثلاثين ، وأكثر ما يزعجها في الأمر أن زوجها يستفزها في كل مرة بالحديث عن طبخ زوجات أصدقائه اللذيذ، و لكنها تشعر بالاطمئنان   لكونها  تسكن في بيت مستقل بعيدا عن حماتها التي لم تكن لتغفر لها علاقتها الوطيدة بالبطاطا المقلية !

إلا القلب …

زوجة لا تجيد الطبخ يمكنها أن تدخل إلى ” رئة ” زوجها ،إلى” كبده”، إلى ” بنكرياسه ” و لكنها لا يمكن أن تدخل إلى قلبه إذا كانت المعدة حقا رسولا إلى القلب ،و لست ادري كيف تستسلم هذه الزوجة أو تلك لظروف معينة تركتها على غير صلة بالمطبخ و نحن أمام طفرة هائلة في الطبخ بجميع أنواعه الذي أصبح متاحا على الفضائيات والكتب و الجرائد ، فلتدوس هذه الزوجة أينما كانت على  ظروفها و” تتصالح ” مع المطبخ لعلها تستطيع أن تلج قلب زوجها، و أنا بدوري ادعوها إلى زيارة مطبخ زميلتي نادية المزدان بأجمل الكيفيات و أشهاها.

مقالات ذات صلة