جواهر

بعد ظهور نساء طنجة بالحايك الجزائري.. هذه حقيقة نسخته المغربية

نادية شريف
  • 29019
  • 3
مواقع التواصل
الحايك المغربي

بعد ظهور نساء طنجة بالحايك الجزائري اجتهد مثقفون جزائريون عبر شبكات التواصل الاجتماعي لإظهار حقيقة النسخة المغربية منه، والتي كان يلبسها النساء والرجال على حد سواء.

وقال نشطاء إن الشيء الوحيد الذي سبق أن وجد في المغرب مرتبطا باسم “حايك” هو لباس رجالي بلا قيمة ولا جمالية وهو نفس الشيء الذي دونه بالوصف الرحالة الإسباني الذي اشتهر باسم علي باي العباسي الحلبي، واسمه الأصلي دومِنْغُو فْرَانْثِيسْكُو بَادِيَّ.

توزَّعت اهتمامات الرحالة بين التجسس، والموسيقى، والوصف الجغرافي، والأركيولوجيا، والعمران، والترجمة، والتاريخ، والطبخ، والمجتمع، إلخ. والذي تُعَدُّ رحلتُه إلى المغرب فالمشرق العربي انقلاباً معرفياً بالنسبة إلى الغرب.

https://twitter.com/Nina10329549/status/1633357685776171008

يذكر دومينغو في كتاب رحلته الذي سبق أن تم نشر مقاطع مترجمة منه على موقع العربي الجديد أن الأوروبيين لا يعرفون المغاربة بلباس بارز محدد لأنهم دائما يقلدون ألبسة أقوام آخرين إذا أرادوا أن يظهروا بزي جميل ومنظر هندامي حسن.

وكشف أن الرجال في المغرب كانوا يستحون بالحايك، ويغيرونه عندما يسافرون خارج البلاد، وبمرور الزمن تخلوا عنه واستمرت في لبسه النساء.

وحرفيا يقول: “‏لا تُعْرفُ بذلةُ المغاربة كثيراً لدى الأوروبيين، فَهُمْ حينما يجيؤون إلى هنا يلبسون اللباس التركيَّ الأنيق”.

ويضيف: “إنَّ المغربي لا يغطّي رجلَيْه أبداً؛ ويتكوّن حذاؤه من بُلْغَتَيْن صفراويْنِ بَالِغَتَيِ الخشونة، ينتعِلُهما من دون اعتماد الكَعْبيَّةِ؛ ثمَّ إنَّ القطعة الأساسَ لِلِباسِهِ هي نوع من شرشف صوفٍ أبيضَ، يسمُّونَه الحايِكَ، يُتدثَّرُ فيه من الرأسِ إلى القدميْن”.

ويتابع: “‏هكذا إذن، ورغبةَ مني في أن أتزَيَّا كما يتزيَّا الآخرون، كانَ عليَّ أنْ أُضحِّيَ بجَوْرَبَيَّ وبابُوجَيَّ التُّركِييْن الناعِمَيْن، والتَفَفْتُ في حايكٍ هائلٍ، تارِكًا رِجْلَيَّ وقَدَمَيَّ للريح، باستثناء قمَّة القدميْن التي كانتْ تدخُلُ في بَلْغتيَّ الكبيرتيْن والثقيلتيْن”.

ومن مدينة طنجة استشهد نشطاء بصور تاريخية لنساء ورجال مغاربة بالحايك الخاص بهم، والذي هو عبارة عن قطعة كبيرة من الكتان تشبه البطانية عكس الحايك الجزائري الأصيل المصنوع من الحرير ومن أجود أنواع القماش.

من جانبها أوردت مجلة كورنهيل، وهي مجلة شهرية أدبية من العصر الفيكتوري (1860–1975)، تقريرا حول الحايك المغربي، جاء فيه أنه عبارة عن “منشفة طويلة”.

السرقة متواصلة.. نساء طنجاويات في تظاهرة بالحايك الجزائري!

وكانت صحف مغربية قد نشرت في 7 مارس 2023 صورا لنساء طنجاويات في تظاهرة بالحايك الجزائري الذي تم نسبه للمملكة على الرغم من أنه ليس لها.

وخرجت “بنات طنجة” بالحايك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في جولة استعراضية بعثت للأذهان مباشرة صور النساء الجزائريات اللواتي يتظاهرن كل عام بهذه الطريقة.

وبحسب صحف مغربية فإن تظاهرة الطنجاويات تهدف إلى إبراز المكانة التي يكتسيها الزي التقليدي المغربي بكل أشكاله وصيحاته التي تتنوع حسب المدن لكن قاسمها المشترك الحشمة والوقار لدى المغربيات.

وفي هذا الشأن قال نشطاء إن سرقة كل ما هو جزائري متواصلة، لافتين إلى أن الحايك ليس مغربيا بل جزائريا والتظاهرة  بصمة جزائرية بامتياز.

وكالعادة اشتعلت حرب التعليقات والتغريدات بين نشطاء من الجزائر والمغرب عبر تويتر، وانتشر هاشتاغ  “#المروك_تنهب_الحايك_الجزائري”.

وأخرج البعض من درج الأرشيف صور الجزائريات من قديم السنوات باللباس المتنازع عليه.

يذكر أن النساء الجزائريات تعودن على التظاهر بالحايك، في اليوم العالمي للمرأة، وقد نقلت عديد التقارير الإخبارية في السابق خرجاتهن، خاصة تلك التي رفضن فيها ترشح الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لعهدة خامسة وسمي اليوم بـ “يوم الكرامة”. 

والحايك أو الحائك أو الحَيْك (والأصل الحيك ويقال له التلحيفة) لباس تقليدي جزائري، انتشر بشكل واسع في جميع أنحاء المغرب العربي.

يصنع من القماش أبيض اللون تلتحف به المرأة لتستر سائر جسدها مع إضافة العجار وهو قطعة صغيرة من القماش تضعها المرأة لتغطي وجهها.

كانت تلبسه بعض النساء أثناء قيامهن بالانتقال وحيدات لمسافات طويلة خارج منطقة السكن العادية، وقد كان دينيا أو تقليديّا يلبس عادة في السفر والتنقل.

جاء في قاموس المعاني: “تُطْلَقُ كَلِمَةُ الحايِكِ عَلى لِباسِ الْمَرْأَةِ بِالْمَغْرِبِ العربي وَهُوَ مُكَوَّنٌ مِنْ قِطْعَةِ ثَوْبٍ تَرْتَديهِ الْمَرْأَةُ، يَسْتُرُ رَأْسَها وَوَجْهَها وَكامِلَ جَسَدِها”.

يلبس الحايك في الجزائر عند نساء الوسط الجزائري في العاصمة ونواحيها (بومرداس، تيبازة) والغرب الجزائري (تلمسان، وهران) وغيرها.

ويدعى في الغرب غالبا بالكساء أو الكسا دون همزة متطرفة لكون الجزائريبن يحذفون الهمزة المتطرفة في كلامهم جريا على قاعدتهم في تخفيف الهمزة.

هو منتشر بمعظم أرجاء الجزائر أما بخصوص اختلاف لونه في الشرق الجزائري فتروي الرواية الشعبية أن نساء الشرق الجزائري كن يلبسن الأبيض ثم لما قتل صالح باي، لبست النساء الملاية السوداء حزنا عليه.

خلال الوجود الفرنسي بالجزائر وبعيد الاستقلال بقي الحايك محافظا على وجوده، لكن بدأ في الاختفاء مع سبعنيات القرن العشرين بعد الانفتاح الذي شهدته الجزائر.

أنواعه

الحايك مرمة: من أجود أنواع الحايك. وكان ارتداؤه يقتصر على الطبقة الميسورة التي تتباهى نساؤها بارتدائه لكونه يشكل نوعاً من المدنية لأن نساء العاصمة اشتهرن به وينسج من الحرير الخالص أو الممزوج بالكتان أو الصوف.

الحايك العشعاشي: وكان ينسج بتلمسان وكانت تلبسه العامة من النساء ويتميز العشعاشي عن المرمة أن الأول خالص البياض فيما تشوب الثاني تطاريز صفراء.

الحايك السفساري: كان هذا النوع محصورا على نساء الشرق الجزائري، يصنع من الحرير أو القطن ويوجد بعدة ألوان كالأسود والأبيض والأصفر، في الأصل كان يغلب عليه السواد.

مقالات ذات صلة