-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بعضهم من بعض

بعضهم من بعض

إن المتأمل في العقليتين الفرنسية والصهيونية يجدهما متشابهتين إلى حد التطابق، كأنهما فلقتا فولة، حتى ليخيّل إلى ذلك المتأمل أنه أمام شيء واحد.

لقد عشنا في الجزائر تحت سلطة العقلية الفرنسية قرنا واثنتين وثلاثين سنة، وعاش إخواننا الفلسطينيون تحت سلطة الأقلية الصهيونية ستا وستين سنة فما وجدنا فرقا بين العقليتين.

كلتا العقليتين تتسم بالانغلاق والتعصب، فلا تنفتح انفتاحا حقيقيا على غيرها، وإن انفتحت فبقدر مصلحتها الضيقة، وكلتها العقليتين تتميز بالاستعلاء على الشعوب الأخرى، ولا تراها إلا ماشية إنسانية كما قال الكاتب الفرنسي چي دوبوشي في كتابه تشريح جثة الاستعمار. ص 234.

والميزة الكبرى التي تتميز بها عقليتهما المشتركة هي انعدام الأحاسيس الإنسانية، والعقم في المشاعر البشرية، وتحجّر القلب، فهما كما قال الله عز وجل عن إحداهما لها قلب كالجحارة أو أشد قسوة، وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار، وإن منها لما يشّقّق فيخرج منه الماء، وإن منها لما يهبط من خشية الله.

إن شئت أن تعرف قساوة الفرنسيين فاسأل التاريخ ينبئك عما فعلوه في الجزائر من العوفية والزعاطشة، إلى أولاد رباح والدغامشة، واسأل البشر والشجر والحجر… وعما فعله اليهود الصهاينة في كل شبر من فلسطين من البحر إلى النهر.. وهم جميعا فرنسيون وصهيونيون:

أفضل من أفضلهم صخرة    لا تظلم الناس ولا تكذب

وكلتا العقليتين استئصالية، حيث لم يتردد الفرنسيون في إخراج الجزائريين من ديارهم، وانتزاع أراضيهم منهم ومنح ذلك كله للمجرمين الفرنسيين. والشيء نفسه فعله اليهود الصهاينة؛ حيث طردوا الفلسطينيين من أراضيهم وأخرجوهم من بيوتهم، وشردوهم في جميع أنحاء العالم من دون رحمة أو شفقة، وما أظن هاتين الكلمتين من لسانهما، وإن وجدا فيه فهما مما تسلل إليه من خارجه.

من آخر ما سمعناه عن قسوة قلوب هؤلاء الصهاينة ما قالته تلك القاسية القلب المتحجرة الفؤاد اميلي عمروسي وهو إن حياة طفل صهيوني واحد أهم عندها من حياة مئات الفلسطينين (الشروق 22  / 11 / 2014 ص2).

لو قال هذا الكلام ذكر صهويني لما تعجبنا من ذلك؛ ولكن أن تقوله أنثى يفترض فيها الرقة فهو أكبر دليل يتذرع به المجتمع الدولي لو كان هناك مجتمع دولي لطرد هؤلاء الصهاينة من صفوفه، لأنهم ليسوا بشرا.

وأما ما هو أدهى وأمر فهو ما صرح به والي قسنطينة، الذي صار واليا عاما، المسمى بيار بورد في خطاب ألقاه في مدينة عين البيضاء“: إن قطرة من الدم الفرنسي لا تغسلها دماء القطر الجزائري، (جريدة المنتقد ع 16. في 15 / 10 / 19251).

 

هذا ما قاله جد الفرنسيين الذين سنوا قانون فيفري 2005 الذي منّوا به علينا، فلا تنسوا ذلك أيها الجزائريون، ولا تأمنوا أي جزائري رضي أن يكون خادما للفرنسيين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
29
  • عمر

    لكن القوم عندنا يحبون الفرنسيين ويقلدونهم في كل شيئ ويتمنون لو كانو فرنسيين

  • احمذ عليان

    أحييك أخي 18 .. أبادلك جهلا باحتمال الجهل ..فالحقيقة ليست ملكا لأحد .لكن الواقع الملموس يمكن اعتباره مؤشرا حاسما في التقييم العملي .

  • lazhar

    هناك مميزة خاصة لليهود يا استاذي الفاضل من هم قتلة الانبياء

  • salim1

    يا شيخنا لا تنس أن اليهودي با ق على يهوديته والفرنسي باق على فرنسيته وأما.......... ماذا نقول عنهم فيا سبحان الله وحياك الله.......

  • Youcef USA-alg

    يا 17 الحقيقة يا جاهل هي أنهم ما زالوا يمجدون إستعمارهم ويفتخرون به إلى يومنا هذا،و لولا التطورات و التعقيدات في المجتمع الدولي الآن لاستعمروك من جديد بطريقة أو بأخرى و لعادوا لما نُهوا عنه و إنهم لكاذبون.و أما كلامك عن قيم المجتمع و الحضارة فينبئ عن جهلك فالقيم فيها السلبي و الإيجابي و الحمد لله أن ديننا هدانا لأحسنها و كنا خير أمة أًُخرجت للناس و أما الحضارة إن تقصد تقدمهم و تأخرنا فمقالات الشيخ الحسني أغلبها تبين ذلك و لكنكم قوم لا تعقلون

  • أحمذ عليان

    غريب هو منطق الفكرالنرجسي ... المعلق رقم 8 ما قال غير الحقيقة الموضوعية .. فالحذيث عن جرائم الاستعمار لا يبرر التطاول على قيم مجتمع يثبت جذارته في عذة جوانب من الكسب الحضاري .. فالرجاء "عذم الخلط بين المسائل" ملاحظة : حرف ذ كتب اضطرارا

  • أحمذ عليان

    غريب هو منطق الفكرالنرجسي ... المعلق رقم 8 ما قال غير الحقيقة الموضوعية .. فالحذيث عن جرائم الاستعمار لا يبرر التطاول على قيم مجتمع يثبت جذارته في عذة جوانب من الكسب الحضاري .. فالرجاء "عذم الخلط بين المسائل" ملاحظة : حرف ذ كتب اضطرارا

  • عامر بولقْـــعامر

    شكرا للكاتب والقراءوالمعلقين .

  • بدون اسم

    يا أخي لا معنى للحرية البربرية و لكني أسقطت النقطة عمدا من حرف الحاء و قصدي أصحاب الحركة البربرية

  • hichem

    commentaire n9
    vous devrez vous débarrasser de cette mentalité matérialiste ( héritée du colon lui même) pour pouvoir comprendre cet article

  • بدون اسم

    اعادي فرنسا ما حييت فان مت فاوصي من يعادونها بعدي

  • ابن الجنوب

    وهل تركت فرنساحرية في الجزائرلينعم بها الجزائريين؟ألا تقرأ؟ولتذكيرك من يومين فقط كانت الشروق قدنشرت موضوع في غاية الأهمية وهو لايزال منشور حول جرائم فرنسا ضد الجزائريين وهو اقتلاعهم من جذورهم بالنفي المصحوب بالاعمال الشاقة على بعد الملايين من الكيلومترات كنوع من القتل البطيئ كبديل للقتل بالشوي والحرق وغيرها وهكذا أتحفتنا فرنسا بعادات حرية التعبير لدرجة أنها خلقت مجموعة بشرية لا تحرك حتى أذنيها كعلامة لمعارضة فرنسا وتأتي أنت اليوم لتدعي أن فرنسا تركت منهم من يتمتعوابحرية الأمازيغ وتدعي أنك في usa

  • ابولانوار

    بارك الله فيكم ونلح على الاستاذ الفاضل ان يذكر دوما بفلسطين القضية التي ينبغي ان تضل حاضرة في عقل وقلب كل مسلم..اعود لأقول لكم انكم اثلجتم صدورنا فزدنا بما فتح الله عليك

  • merghenis

    من بين جرائم إبادة ارتكبتها فرنسا:
    • الزعاطشة:في 26 نوفمبر1849 حطمت الأسوار وهدمت المنازل وأعطيت الأوامر بإبادة سكان الواحة (800 قتيل ) كما قطعت أشجار النخيل عن آخرها.
    •الدغامشة:منطقة الدغامشة موجودة على بعد 4 كم من عين صالح شاهدت معركة مع الاستعمار الفرنسي في 14 جانفي 1900.لا تزال تضم جثثا عديدة للشهداء.
    • العوفية :(مذبحة)مجزرة قبيلة العوفية المستقرة عند وادي الحراش في ليلة 05 أفريل من عام 1832.
    • أولاد رباح :في شهر 8 من سنة 1845م تم إبادة أكثر من 1000 مواطن داخل مغارات وكهوف تحت الأرض.

  • Youcef USA-alg

    أنتما لم تفهما قصد هذا Samir فهو من النعرة والنزعة و الحرية البربرية التى تركتها فرنسا في الجزائر .و حفظ الله شيخنا الحسني و الشيخ بالحاج شريفي اللذان كانا يقولان -خاصة الثاني- و نحن في معهد أصول الدين بالخروبة نحن أمازيغ عرّبنا الإسلام و العربية حرّة و لا تقبل ضرّة .فكن يا Samir من الأحرار و لا تكن من الأنذال القابلين للإستعمار

  • إسماعيل إسماعيل

    لافُضَّ فُـــــــــوك .

  • ابن الجنوب

    سبب تلذذ الفرنسيين بإبادتنا بكل انواع الأسلحة بما فيها النووية المحضورة دوليا واستخدام الجزائريين كفئران تجارب في قراهم وبلدياتهم في صحرائنا العزيزة في هذه التجارب وعدم ندمهم أو حتى تصوروا يوما ما أنهم قتلوا ومازالوا يساهمون بفعالية عالية في خلق الفتن والتقاتل بيننا ومحاربتنا في لغتنا وتدمير اقتصادنا ولحقه بذيل اقتصادهم هو هؤلاء البشر (إن كان جزائري) فهم كلما عذبتهم واهنتهم ازدادوا تعلقا بك فهم مرضى بالتبعية الله غالب

  • بدون اسم

    Ton texte est plein de fautes de français et tes idées ne sont pas juste, tu as une fausse image de toi même et de ton histoire, je t'encourage vivement à apprendre avant de lire ce genre d'article et de faire des commentaire ; sinon les gens te fuit comme la peste.

  • المواطن البسيط

    و اللهم يرحمكم يا مصطفى بن بولعيد و يا عميرش و اخوتك الشهداء. فرنسا عندها اللي يدافع عليها في الجزائر المستقلة

  • المواطن البسيط

    يا اخي فرنسا عندها ناسها في فرنسا يدافعوا عليها و هدا من حقها و لكن يكونوا من الجزائر هذا هو الشي اللي يوجعني بصراحة هي تطالب تركيا بالاعتذار للارمن و ترفض الاعتذار للجزائر حول جرائمها بالجزائر من قتل الملايين من المواطنين و نهب خيراتهم و استعبادهم و استعمال الاسلحة الكيمياوية و النووية في القتل (مثال الفنابل النووية في الجنوب الجزائري) و التي ستبقى اشعاعتها النووية التي تسبب السرطان لحوالي سبعة (07) الاف سنة. و امور اخرى. و يجي اليوم مواطن جزائري يدافع عنها. الله يرحمك يا العربي بن مهيدي.

  • samir

    eh bien sachez monsieur qu'il y a plus de 4 millions de personne algériens qui vivent en france et celle çi les nouris, les logis, et que nos jeunes préfèrent prendre les bateaux de fortune pour aller chez les gens dont vous parlez.vous êtes entrain d'amalgamer entre la colonisation et la france d'aujourd'hui,on sait tous que ceux qui vivent labàs sont mieux que nous içi,.alors vous feriez bien de nos raconter un peut sur le colonisateur arabe,lui vous ne le voyez pas? pourquoi donc????

  • مواطن

    ما نعرف من تاريخ الأوربيين ومن تتلمذوا عليهم في الجبروت كان يجب أن ينحت على جبهة من عانى من ‏ظلمهم لكننا شعوب ليس لها ذاكرة راسخة تبرر لزوم حوار الحضارات.وإن تفطنت بما قست غلبت عليها ‏العاطفة ودفعت بالماضي إلى مجال المحرمات واستعطفت الجلادين ولبت أوامرهم ورفعت أعلامهم فوق ‏الرؤوس وتنكرت للذين جاهدوا ضد الأعداء.لماذا لا يأخذ بعضنا من التاريخ العبر؟هل التجارب القاسية لا تؤلمنا ‏إلا لما يكتوي بها كل واحد منا؟هل لنا عقول؟أين إحساسنا بما يتألم به إخواننا؟لماذا لا نتعلم من التاريخ ما يصلح ‏لمستقبلنا؟

  • هشام من قالمة

    "فلا تنسوا ذلك أيها الجزائريون، ولا تأمنوا أي "جزائري" رضي أن يكون خادما للفرنسيين."
    "فلا تنسوا ذلك أيها الجزائريون، ولا تأمنوا أي "جزائري" رضي أن يكون خادما للفرنسيين."
    "فلا تنسوا ذلك أيها الجزائريون، ولا تأمنوا أي "جزائري" رضي أن يكون خادما للفرنسيين."

  • أبو رضا المعسكري

    رغم ان الاستعمار دا عقلية واحدة وهي استغلال خيرات الشعوب الا أن الفرق واضح بين الفرنسيين وادنابهم اليهود وبين الانجليز (هم من سلم فلسطين لليهود) الدين لم ينهبوا الأراضي من أصحابها واكتفوا بتتبع مواقع الثروات التي لم نكن نعلم عنها شيءا و الأعمال التجارية وتركوا لأصحاب الأرض حرية التصرف في كل ما له علاقة بهويتم وأملاكهم الشخصية. الكارثة هي أنه يوجد من بيننا من مازال يعمل لمصلحة فرنسا والمصيبة أنهم في مواقع المسؤولية. و منهم من ينظر اليك بازدراء ادا تكلمت بالعربية.

  • بدون اسم

    بارك الله فيك أستاذنا.

  • A/Allah

    لقد أتعبنا داؤنا وما لاقينا مداويينا. وهل البداية من الرّعية أم نستنفر الطاقم الطبي لأميرنا؟
    لا أقول هلك النّاس ولكن لا أجد مبرّرا يدفع الحيرة عن ما آل إليه حال الأمة، إستفحل الدّاء وعزّ الدّواء.
    وأكبر مُصابنا إكتواء وعينا وإفتقدنا القدرة على صدّ فيرووس قابلية الإستعمار. وهل نحن من نبعث عصر ملوك الطوائف من جديد؟

  • خادمة لوطني

    حياك الله أستاذنا و أطال الله في عمرك و جعلك ذخرا للجزائر و لكافة الأمة الإسلامية

    في الحقيقة أن لا أريد أن أعلق لكن أسمح لي أن أنقل الجملة الأخيرة من مقالك ففيها رسالة قوية و قوية جدا أنا شخصيا تلقيتها 5/5 و حكمتني القنطة و بكيت رغم أنني بنت الاستقلال .

    "فلا تنسوا ذلك أيها الجزائريون، ولا تأمنوا أي "جزائري" رضي أن يكون خادما للفرنسيين."

  • merghenis

    •"كالحجارة أو أشد قسوة،..." بعد التصحيح
    الآية القرآنية المذكورة رقم 74 من سورة البقرة ، وبها ينتهي الحزب الأول (رواية حفص)
    •"الكاتب الفرنسي چي دوبوشي في كتابه "تشريح جثة الاستعمار"
    L’autopsie de la colonisation, de Guy de Bosschère

  • عبد الرحمن سرحان

    بالرغم من أن قلوب أولئك متحجرة فالتبعية عند هؤلاء متجذرة والاستجابة نراها متعثرة.