الجزائر
يعرف انتشارا رهيبا وأعراضه قد تكون قاتلة

بعوض النمر يحوّل حياة الجزائريين إلى جحيم

آمال عيساوي
  • 14779
  • 11
ح.م

يعيش سكان العاصمة وبعض الولايات حالة استنفار قصوى، على إثر تزايد حالات الإصابة بلسعات مؤذية وغريبة لـ “الناموس النمر”، جعلت البعض يعانون من انتفاخ مكان اللسع مصحوبا بحمى وحكة شديدتين، حيث لم تفدهم لا البخاخات ولا مضادات الناموس في التخلص منه..

وانتشرت بعوضة النمر هذه الأيام بشكل رهيب خاصة بعد تهاطل الأمطار الطوفانية الأخيرة، في العاصمة وضواحيها، على الرغم من انقضاء فترة الصيف التي اعتدنا فيها تكاثر هذا النوع من الحشرات، ولمعرفة أسباب الانتشار غير العقلاني لهذه الحشرة الضارة، اتصلنا برئيس مصلحة علم الأوبئة والوقاية بمستشفى بوحجار بولاية الطارف صبري جرود الذي صرّح في حديثه مع “الشروق” أنّ بعوضة النمر التي يطلق عليها اسم “الجاعزة الملقطة”، وذلك لكونها تنتشر في النهار خاصة بين الفجر والمغرب، وسميت هكذا لأنها عبارة عن خطوط بيضاء وسوداء في أطرافها، كما أنها صغيرة جدا مقارنة بالبعوض العادي، إذ تنتشر في الفترة ما بين الفاتح من ماي إلى غاية أواخر شهر نوفمبر، وتعيش بعوضة النمر حسب ما ذكر المتحدث، في المياه الراكدة والعكرة والحدائق وأنابيب صرف المياه وتجاويف الأشجار، مؤكدا أنها لا تعيش في البيوت، ولا تقاوم مياه المسابح بسبب الكلور المتواجد فيها..

من جهته، صرّح فتحي بن أشنهو المختص في الصحة العمومية في اتصال مع “الشروق” أن المناخ والبيئة هما العاملين الرئيسيين لانتشار مختلف أنواع الحشرات الضارة، وليس بعوض النمر السام فقط، مضيفا، أنّ المياه غير الصالحة للشرب وكذا انسداد قنوات الصرف الصحي تتسبب في انتشار الناموس، باعتباره يتكاثر بشدة في الأماكن التي تتراكم فيها المياه فما بالك بالملوثة، مضيفا أنّ الناموس يتكاثر طوال العام لكن انتشاره يكون بقوة في أواخر فصل الصيف وبداية فصل الخريف.

وفيما يتعلق بالأمراض التي تسببها بعوضة النمر، صرّح محدثنا أنها تؤدي إلى 3 أنواع من الحمى وهي حمى الضنك، الزيكا، شيكونغونيا، وهذه الأمراض كما ذكر المتحدث ليس لديها دواء وأعراضها متشابهة، إذ تبدأ بالحمى، نقص الشهية، طفح جلدي وانتفاخ واحمرار في المنطقة، وأضاف بن أشنهو أنّ عملية القضاء على الناموس والتخلص منه من مهام معهد باستور، الذي رغم سعيه إلى التخلص من الظاهرة، إلا أن الأخيرة في انتشار مستمر، مشيرا في سياق ذي صلة، إلى أن الجزائر كانت رائدة في مكافحة الناموس، لكن مؤخرا، تحول هذا الأمر إلى خطر على كل الجزائريين الذين وجدوا أنفسهم اليوم يحاربون فيروس كورونا وأيضا بعوض النمر السام والخطير.

مقالات ذات صلة