رياضة

بفضل المنتخب يتألقون!

حفيظ دراجي
  • 13626
  • 0

ما يفعله رياض محرز وإسلام سليماني وياسين ابراهيمي وفوزي غولام، وغيرهم من اللاعبين الدوليين الجزائريين المحترفين مع نواديهم يعود فيه الفضل بنسبة كبيرة إلى المنتخب الجزائري، الذي منحهم فرصة اللعب في منتخب صار يحتل المراكز الأولى قاريا وعالميا ويوفر لهم كل أسباب الراحة والتألق والنجاح بفضل المستوى الراقي في التعامل والاهتمام، والإمكانات الكبيرة التي صار يوفرها المنتخب لهؤلاء اللاعبين!

المنتخب الذي تأهل مرتين لنهائيات كأس العالم رفع من أسهم اللاعبين في الأسواق العالمية، وزادهم احتراما وقوة مما أدى بسفيان فغولي إلى تحدي الفرنسيين في تصريحاته الأخيرة وتوجيه نداء إلى زملائه من مزدوجي الجنسية بضرورة اختيار الجزائر للعب في منتخبها، مذكرا بعنصرية فرنسا وقساوتها على المهاجرين وأبنائهم، مثمنا أفضال الجزائر عليه وعلى زملائه وتلك المتعة التي يشعر بها وهو يدافع عن ألوان الجزائر!

الانضمام إلى المنتخب الجزائري منح الكثير من اللاعبين فرصة الدفاع عن ألوان بلدهم الأصلي واكتشاف وطنهم وجماهير تحبهم وتحترمهم، ومنح لهم فرصة تطوير إمكاناتهم واكتساب الكثيرة من التجربة والخبرة والثقة في النفس، وفرصة المشاركة في كأس أمم إفريقيا وكأس العالم وهم صغار في السن، وهو ما لم يتح للكثير من اللاعبين المتميزين في العالم.

الكثير من اللاعبين الدوليين المحترفين أعادوا بعث مشوارهم وارتفعت أسهمهم بمجرد انضمامهم إلى المنتخب الجزائري، والكثير من نظرائهم الشبان يحلمون بالالتحاق بهم رغم ما نسمعه أحيانا من أن بعضهم يتردد في اللحاق بالمنتخب الجزائري، الذي يعود بالدرجة الأولى إلى ضغوطات كبيرة يعاني منها هؤلاء الشبان من طرف نواديهم والمكلفين بأعمالهم!

صحيح أن بعض اللاعبين المحترفين بإمكانهم اللعب بسهولة في صفوف المنتخب الفرنسي، لكن البعض الآخر لم يكن بإمكانه الحصول على صفة “لاعب دولي” من دون الجزائر، والكثير منهم لم يكن ليلعب في أفضل النوادي الأوروبية لو لم يشارك في كأس العالم وتعاينه الفرق الأوروبية المختلفة.

عندما نتحدث عن أفضال الجزائر، فإننا لا نقصد كل الفضل، ولا نقصد أن هؤلاء اللاعبين كانوا لا شيء ولا يملكون القدرات والمهارات، لأنه لا أحد يمكنه أن يتنكر لأفضال هؤلاء اللاعبين على المنتخب الجزائري، وعلى الكرة الجزائرية عموما، كما أن قدراتهم ومهاراتهم هي التي أهلتهم للعب في المنتخب، والتزامهم الكبير وتضحياتهم في مواجهة كل الضغوطات هي التي قادتهم إلى الارتقاء بمستواهم إلى ما هو عليه اليوم في نواديهم ومع المنتخب الجزائري.

كل هذه المعطيات حفزت الكثير من اللاعبين المغتربين الشباب على بذل المزيد من الجهد لبلوغ مستوى يسمح لهم بطرق أبواب المنتخب، وكلهم ثقة في أن ذلك يسمح لهم بتطوير قدراتهم والرفع من شأنهم، وستحفز دون شك الكثير من اللاعبين المحليين على بذل جهود إضافية لتحقيق مبتغاهم باللعب في المنتخب، وكل ذلك سيكون في صالح الكرة الجزائرية مهما ارتفعت الأصوات التي عارضت فكرة الاستعانة باللاعبين المغتربين في المنتخب، ودافعت عن اللاعب المحلي وكأن معركتهم مع اللاعب المغترب!

 

مقالات ذات صلة