رياضة

بلاتيني …لا تظلم العرب وقطر

ياسين معلومي
  • 2552
  • 0

أصبح شبه مؤكد أن الفرنسي ميشال بلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، هو الرئيس الجديد للفيفا، خلفا لبلاتير الذي قرر الانسحاب من منصبه بسبب زلزال الرشوة الذي ضرب هيئته. وهو ما جعله يقرر حزم أمتعته وترك منصبه شهر فيفري القادم لمنتخب آخر قد يكون بنسبة كبيرة المسؤول الأول عن الكرة الأوروبية المدعوم دون شك من طرف أباطرة كرة القدم في العالم وأهم أصحاب الشركات الراعية للفيفا التي تعمل كل ما في وسعها للمحافظة على مصالحها والفوز بكل الصفقات، مثلما كان يحدث مع الرئيس السابق الذي كان يمنحهم الأولوية والأسبقية وملايير الدولارات شرط المحافظة على منصبه الذي دام طويلا.

خليفة بلاتير الفرنسي بدأ منذ مدة حملته الانتخابية، بالاتصال ببعض المسؤولين الكرويين عارضا عليهم مساعدته، لدخول الانتخابات بقوة، حيث كلف بعض مقربيه للسفر خفية إلى بعض البلدان المؤثرة، حاملا معه برنامجه الانتخابي لقطع الطريق أمام منافسه الأردني الذي استعمله في انتخابات الفيفا السابقة ليجس به نبض أعضاء الجمعية العامة. وهو ما جعل الأمير العربي يتفطن في الساعات الأخيرة وراح يتهمه بأنه لا يصلح لرئاسة الفيفاغيرأن أعضاء الفيفا لا يقبلون أبدا أن يترأس هذه الهيئة الكروية عربي مسلم، مثلما لم يقبل أبدا الأفارقة ترشح عربي مسلم لرئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وهو ما جعل مثلا عيسى حياتو يثور ويصاب بمرض الكلب عندما أحس بأن محمد روراوة أبدى نيته لخلافته، فراح يعاقب البلدان العربية (تونس، المغرب، ليبيا، الجزائر) الواحد تلو الآخر وحرمهم من احتضان المنافسات القارية إلى غاية سنة 2025، وعقوبات تبقى وصمة عار في جبين الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، وجند كل حلفائه حتى يبقى في منصبه إلى غاية آخر دقيقة من عمره.

الظاهر أن الرئيس القادم للفيفا ـ أيا كان، بلاتيني أو أي شخص آخر ـ تنتظره تحديات كبيرة، لإعادة  قاطرة الفيفا إلى سكتها الحقيقية لكنه سيواجه مخاطر كبيرة وكثيرة خاصة من أولئك الذين يعارضون إقامة كأس العالم القادمة بروسيا وقطر من طرف جهات أوروبية نافذة، وستعمل كل ما في وسعها للـتأثير عليه وعلى مكتبه التنفيذي الجديد لإعادة النظر في منح روسيا ودولة قطر العربية شرف احتضان كأس العالم. وهم يعلمون مسبقا أن نجاح هاتين المنافستين مضمون خاصة سنة 2022 التي وضعت فيها الشقيقة قطركل الإمكانات المادية والبشرية لتكون أحسن كأس عالمية مثلما صرح به نجوم عديدون وجدوا في الدولة العربية كل إمكانات النجاح من ملاعب وفنادق ووسائل اتصال حديثة، فعندما يتحدث زيدان ورونالدو وتشافي وآخرون تتيقن أن البلد المسلم بإمكانه ودون شك ولا ريب أن يحتضن أحسن كأس عالمية ستبقى راسخة في أذهان كل متتبعي الكرة العالمية.

 رسالتنا ـ عربا ومسلمين ـ إلى الرئيس القادم للفيفا، الذي قد يكون الفرنسي ميشال بلاتيني، ألا يظلم العرب، وأن يساعد البلد العربي الشقيق على احتضان هذه المنافسة الدولية الكبيرة، وهو يعلم جيدا أن الأشغال الجارية حاليا، والإمكانات التي وضعت ستنجح الحدث العالمي… 

مقالات ذات صلة