الجزائر
قال إنه يرفض مقايضة منصبه لاسترضاء أحد

بلخادم يسحق خصومه .. هنا يموت قاسي

الشروق أونلاين
  • 14693
  • 75
الشروق
بلخادم ينجح في تخطي الأمتحان

تعمّق الشرخ بين الطرفين المتنازعين في حزب جبهة التحرير الوطني، بعد الأحداث الدامية التي عاشها مساء أول أمس، فندق الرياض بسيدي فرج، حيث انشطرت اللجنة المركزية نصفين، في تطور يعكس مدى عمق الأزمة التي يعيشها الحزب العتيد.

وبينما واصل الجناح الموالي للأمين العام للحزب أشغال الدورة العادية للجنة المركزية للحزب، في يومها الثاني بالفندق، حيث انطلقت، قاطع المركزيون الدورة، وتوجهوا نحو محافظة حسين داي في اجتماع مواز، ينتظر أن ينصبوا في أعقابه قيادة جديدة، منازعة لقيادة بلخادم.

وكان عدد قليل من المركزيين، بينهم محمد بورزام، قد تنقلوا صبيحة أمس إلى فندق الرياض في مهمة استكشافية، قبل أن يغادروه بسرعة. وأثناء ذلك شكك بورزام في ما جاء على لسان عبد العزيز بلخادم، بشأن وقوف أغلبية أعضاء اللجنة المركزية إلى جانبه.

وقال بورزام: “بلخادم تحدث في اللائحة التي رفعها (بعد اقتحام قاعة الجلسات من طرف أنصاره)، عن توقيع 221 عضو لتثبيت الثقة في شخصه كأمين عام، ونحن المركزيون بحوزتنا 168 توقيع لسحب الثقة منه، وإذا صحت هذه الأرقام فإن عدد الموقعين للطرفين يفوق العدد الحقيقي لأعضاء اللجنة المركزية”.

وبالمقابل، أكد الطرف الموالي لبلخادم داخل العتيد، أن الرقم الذي ساقه الأمين العام في الجلسة الافتتاحية، حقيقي ومثبت من طرف المحضر القضائي الذي أشرف على العملية، وقال قاسة عيسي، عضو المكتب السياسي والناطق باسم الحزب، في تصريح للصحافة على هامش أشغال الدورة إن الكثير من الموالين للمركزيين واصلوا الأشغال ولم ينتقلوا مع “الغاضبين” المجتمعين بمقر محافظة حسين داي.

وفي سياق متصل، طمأن الأمين العام للأفلان، عبد العزيز بلخادم، المتخوفين من انشطار الحزب، بسبب الأزمة التنظيمية التي يعيشها، وقال في كلمة مطولة تلاها أمام أعضاء اللجنة المركزية المتبقين في فندق الرياض: “ليثق الجميع ويشهد الكل، أنني لن أكون المناضل والأمين العام، الذي يعرف حزبنا خلال عهدته انشقاقا وانقساما، سيما أن جمعنا هذا وكل المناضلين يعرفون مدى الجهد والصبر الذي بذلته وإخواني لتوحيد الصف ولم شمل المناضلين”.

غير أنه بالمقابل، أبان عن رفض مطلق لأية مساومة بشأن منصب الأمين العام، وقال: “كل ذلك لا يمنعني أبدا من الإفصاح أمامكم، أن المسؤولية التي وليتمونيها، والأمانة التي أودعتمونيها، لم ولن تكون مطلقا موضوع مساومة أو أخذ ورد، مقابل المنصب الذي أتشرف بأداء مهامه وتحمل مسؤولياته”.

وتابع: “لكني ومن منطق مبدئي، وإيمانا بثوابت وقيم حزب جبهة التحرير الوطني، لن أقايض موقعي مقابل استرضاء هذا الطرف أو ذاك، ولن أشتري ذمة أي كان في مقابل المنصب، لأنني كمناضل وكمسؤول، أضع مصلحة الحزب في مقدمة الأولويات”، مجددا التأكيد على سلامة القرارات التي اتخذها، بشأن قوائم المترشحين للتشريعيات، والتي أبقت، كما قال، الأفلان أكبر قوة سياسية في البلاد.

قاسة عيسي: أنزلناهم من المنصة بالطريقة التي صعدوها

وبالعودة إلى الأحداث التي عاشها فندق الرياض، اعترف ضمنيا الناطق الرسمي باسم الحزب، قاسة عيسي، باستعمال القوة في إزاحة خصومه من منصة القاعة لتمكين الأمين العام للحزب، من عرض لائحة التوقيعات المؤيدة لاستمراره أمينا عاما.

وقال عيسي، في تصريحات لمجموعة من الصحافيين: “مجموعة من الغاضبين سيطروا على المنصة بالقوة، ومنعوا الأمين العام من الوصول إليها والقيام بمراسيم الافتتاح.. عندها قرر المكتب السياسي الاجتماع، وخلص إلى أن ما قام به الغاضبون كان تصرفا لا نظاميا ولا أخلاقيا”.

وتابع: “عندها قررنا إبعادهم عن المنصة بالطريقة التي صعدوا بها، لتمكين الأمين العام من إطلاق الأشغال”، نافيا أن يكون قد استعمل أنصار الأمين العام الغازات المسيلة للدموع في تفريق خصومهم وطردهم من القاعة، كما جاء على لسان خصوم بلخادم.

صحفي يودع شكوى ضد الأفلان

أودع الصحفي عبد اللطيف بلقايم، شكوى لدى كتيبة الدرك الوطني بزرالدة، ضد أحد مناضلي الجبهة المكلفين بتنظيم الدورة العادية للجنة المركزية، عقب تعرضه لاعتداء سافر، بينما كان يؤدي مهامه في تغطية الحدث.

ويملك الصحفي صورة متحركة تظهر هوية المعتدي، الذي حاول خطف هاتفه النقال بعد أن اعتدى عليه بالضرب، أمام إطارات مسؤولي الحزب العتيد.

مقالات ذات صلة