-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بلعيد عبد السلام: قرار اغتيال عبان رمضان اتخذ لحماية الثورة من صراع السلطة

الشروق أونلاين
  • 2137
  • 0
بلعيد عبد السلام: قرار اغتيال عبان رمضان اتخذ لحماية الثورة من صراع السلطة

أعاد رئيس الحكومة الأسبق السيد بلعيد عبد السلام خلال محاضرة له بقاعة رابح بيطاط ببلدية عين الكبيرة بسطيف بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الـ 50 لانعقاد مؤتمر الصومام، فتح الملف الشائك المتعلق بقضية اغتيال القائد الثوري عبان رمضان الذي كان قد تعرّف عليه لأول مرة بمدينة سطيف، حينما كان عبد السلام تلميذا بالثانوية وتمتّنت الصداقة بينهما قبل إلقاء القبض على عبان رمضان وتحويله إلى السجون الفرنسية في خطوة لإبعاده عن الجزائر لمدة تفوق 05 سنوات.

نصر الدين معمري
وبعد انطلاق الثورة عاد عبّان – يضيف عبد السلام بلعيد – واتصل بالجبهة وانخرط سريعا في الثورة التي أصبح أحد قيادييها. وفي هذا السياق، يضيف رئيس الحكومة الأسبق، الذي كان يحاضر أمام عدد كبير من المواطنين، بأن المشاكل بدأت بعد اتضاح نية عبان ورغبته الجامحة في مزاحمة القيادات التاريخية الكبيرة التي فجّرت الثورة وطموحه العلني والمتزايد في الاستحواذ على القيادة والتربع على هرم السلطة، بعدما تشكلت لديه قناعة (خطيرة) – يضيف عبد السلام بلعيد- بأنه المؤهل والجدير بالقيادة، بحجة تفوقه في المستوى الثقافي، مقارنة ببقية القادة الميدانيين الشعبيين. وتبعا لذلك انطلقت شرارة المشاكل والصراعات والنزاعات حول السلطة وظلت تشتعل لغاية الوصول إلى طريق مسدودة دفعت القيادات المناوئة لخط عبان رمضان والتي لم تستسغ تسلّق عبان سلّم القيادة على حسابهم، خاصة وأنه التحق متأخرا ولم يكن من ذوي السبق في اتخاذ مبادرة تفجير الثورة التي كانت قد توسعت واحتضنها الشعب بقوة، إلى اتخاذ القرار الحاسم بوجوب تصفية طموحات عبان ووضع حدّ لمسلسل النزاع على السلطة الذي بات يهدد وحدة القيادة، وهذا بتقرير اغتياله سرا (مع تسجيل تحفظ ومعارضة بن طوبال الذي رفض الفكرة)، ليتم بعدها تنفيذ السيناريو بإحكام بعد استدراج عبان إلى الغرب والتستر على العملية بنجاح بعد إشاعة خبر استشهاده في ساحة الجهاد، حيث نجحت المجموعة – حسب بلعيد عبد السلام – إلى حدّ بعيد في السيطرة على الوضع والتحكم في تداعيات العملية التي ظلت في سرية تامة، لأن المعلومة لو انكشفت في حينها لانفجرت القيادة وضاعت الثورة، قبل أن يختم الحديث‮ ‬عن‮ ‬الواقعة‮ ‬التي‮ ‬أخذت‮ ‬حيزا‮ ‬كبيرا‮ ‬من‮ ‬اهتمام‮ ‬الحضور‮ ‬بتأكيده‭ ‬أن‮ ‬القيادة‮ ‬اتخذت‮ ‬قرار‮ ‬الاغتيال‮ ‬لاعتقادها‮ ‬بأنه‮ ‬الحل‮ ‬الأنسب‮ ‬لحماية‮ ‬الثورة‮ ‬وإبعادها‮ ‬عن‮ ‬دائرة‮ ‬المشاكل‮ ‬والصراعات‮.‬
من جهة أخرى، كشف ابن المنطقة أن قضية اغتيال كريم بلقاسم ظلت في خانة السرية لغاية اليوم ولا أحد يعرف الأسباب الحقيقية للجريمة التي حصلت بأحد فنادق ألمانيا، وكل ما يعرف هو أن أسد جرجرة كان على صلة بمجموعة من الأشخاص مجهولي الهوية وتوالت لقاءاته معهم بشكل دوري‮ ‬لغاية‮ ‬العثور‮ ‬عليه‮ ‬مقتولا‮.‬
هذا، وتطرق رئيس الحكومة الأسبق إلى تفاصيل المحطات التي مرت بها الثورة التحريرية، مشبها المقاومة اللبنانية بجبهة التحرير التي حاربت أكبر قوة استعمارية آنذاك، مثلما يحارب حزب الله الآن أعتى قوة بالمنطقة، قبل أن يلقى تكريما طيبا من بلدية عين الكبيرة التي نظمت‮ ‬الحفل‮ ‬والمحاضرة‮ ‬وسط‮ ‬حضور‮ ‬مميز‮ ‬للشباب‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!