منوعات
في إصدار موسوعي من عشرة أجزاء عن "دار خطاب"

“بلعيد” يؤرّخ للصناعة ويتحدّى المشكّكين في عقد “البازو” الأمريكيّة

أرشيف
عبد السلام بلعيد

في طبعة جميلة ومضمون ثريّ، يغطّي كامل الحقبة البومدينيّة من 1965 إلى 1978، صدرت عن “دار خطاب” موسوعة تاريخية من عشرة أجزاء في غاية الأهمية، لرئيس الحكومة الأسبق بلعيد عبد السلام، تناول من خلالها بصفة حصريّة ” سياسة التصنيع في الجزائر”.
وقال المؤلف في مقدمة الإنتاج الضخم، إنه تفاعلا مع تعليقات القراء والمتابعين لكتابه “من أجل إعادة الاعتبار لحقائق حول 13 شهرا على رأس الحكومة (جويلية 1992 أوت 1993)”، والذي سجل فيه مذكراته حول تلك الفترة واختلافه الجذري مع بعض جنرالات السلطة وقتها، وكذا تجاوبا مع كتابات كثيرة منشورة في الخارج حول الصناعة الجزائرية في تلك الحقبة، فقد توجّه المجاهد بلعيد عبد السلام إلى تسجيل شهاداته حول تلك المرحلة، فيما تعلق بالسياسة العمومية الصناعية، بمنهجية علميّة وموسوعيّة، اعتمد من خلالها على نشر أهم الوثائق الرسميّة التي رصدت المبررات ورسمت الأهداف والأبعاد والبرامج.
وأوضح “بلعيد” في المقدمة العامّة أنه “بدا من المهم وضع في متناول الجميع، بعض الوثائق الصادرة عن هيئات، كنت مسؤولاً عنها، منذ الهيئة التنفيذية المؤقتة ربيع 1962 ، كمنتدب للشؤون الاقتصادية، إلى رئاسة الحكومة بعد 30 عاما، مرورا برئاسة سوناطراك، فضلًا عن وزارة الصناعة والطاقة، وكذا قطاع الصناعات الخفيفة”، وهي وثائق، يضيف المؤلف، “إما وافقت عليها أو حرّرتها شخصيّا، بصفة كلية أو جزئية، كما كنت حينها راضيًا عن مضمونها أو متابعًا بصفة مباشرة لوضعها حيز التنفيذ، وبالتالي فإني أتحمل اليوم بصفة كاملة الأبوة عن محتوياتها”، على حدّ تعبيره.
وعرّج “أبو الصناعة الجزائرية” بشكل رئيسي من خلال الأجزاء العشرة على سياسة التنمية المنتهجة من طرف الجزائر، انطلاقا من مخطط التصنيع على وجه التحديد، كما تناول بالعرض والشرح حقيقة العقد المثير للجدل لشركة سوناطراك مع نظيرتها الأمريكية “البازو”، لأجل بيع الغاز الطبيعي المميع للولايات المتحدة الأمريكية، وقد قدّم بالتفاصيل وقائع تلك الشراكة وتداعياتها، وردّ على كل الأحكام والاتهامات التي لاحقت المشروع منذ رحيل الرئيس بومدين، متحديّا كل شخص يزعم حيازته لمعلومات مضادة، حول ولائه ودفاعه عن مصالح الدولة الجزائرية، أن يكشفها للرأي العام ويضعها في متناول الجميع، على حدّ قوله.
وقد حظيت “السياسة البترولية في الجزائر” بحيز معتبر من الموسوعة الجديدة، حيث بدأها منذ خريف أكتوبر 1963، مرورا بمراجعة الاتفاقات الثنائية مع فرنسا، وأهم الوثائق الحصرية للرئيس هواري بومدين، حول استراتيجية وأهداف القطاع، هذا زيادة على قضايا أخرى كثيرة ذات صلة بالملف الصناعي.
وبذلك تعدّ موسوعة بلعيد الجديدة، مرجعًا أساسيّا للباحثين والأكاديميين وكافة المتهمين بالحقل العلمي الصناعي في الجزائر، كما أنها إنجاز معرفيّ ونوعيّ لـ”دار خطاب” التي اشتهرت بالاشتغال على الأعمال التاريخية والتراثية، وسيكون المؤلّف المميّز بأجزائه العشرة متوفّرا عبر المكتبات التجارية الرئيسية للمدن الكبرى بعد أيام قليلة.

مقالات ذات صلة