رياضة
يسير على خطى خاليلوزيتش

بلماضي يحقّق في شهرين ما عجز عنه 4 مدربين خلال عامين

نبيل بلحيمر
  • 11562
  • 12
ح.م
الناخب الوطني جمال بلماضي

خطف مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي الأضواء، وكسب نقاطا عديدة بعد إشرافه على لقاءين فقط لـ”الخضر” ضمن تصفيات كأس إفريقيا 2019 أمام غامبيا والبينين، تمكن خلالهما من تحقيق ما عجز عنه سابقوه في العامين السابقين بداية من الصربي ميلوفان راييفاتس إلى رابح ماجر مرورا بالبلجيكي جورج ليكنس والإسباني لوكاس ألكاراز، بفرضه الانضباط وإعادته الروح والهيبة للمنتخب والاستقرار وقضائه على جميع التكتلات وسط اللاعبين من أول وهلة، بفضل شخصيته القوية.

ورغم أنه لا يختلف اثنان في أن عملا كبيرا لا يزال ينتظر المدرب بلماضي على رأس “الخضر”، وأداء رفقاء الحارس رايس وهاب امبولحي خلال لقاءي غامبيا والبينين، لم يرق بعد إلى مستوى الجماهير العريضة وعشاق المنتخب، إلا أن العديد من النقاط الإيجابية تم تسجيلها في اللقاءين الأخيرين، حيث ظهرت بوادر عودة “محاربي الصحراء” إلى الواجهة من خلال روح المجموعة والتضامن الكبير بين اللاعبين، فضلا عن النتائج المسجلة ولو أنها أمام فرق متواضعة إن صح القول، مع احتراماتنا لمنتخبي غامبيا والبينين، واقتراب المنتخب من تحقيق التأهل لكأس إفريقيا 2019، المقررة حاليا بالكاميرون.

وعانى المنتخب الوطني كثيرا في العامين الأخيرين، مباشرة بعد رحيل المدرب الفرنسي كريستان غوركوف والجميع لا يزال شاهدا على الفوضى التي عرفها المنتخب بعد تعيين الصربي راييفاتس والانقلاب الذي تعرض له من طرف اللاعبين بعد التعادل المخيب للآمال أمام الكاميرون (1/1)، بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة في الجولة الأولى من تصفيات كأس العالم 2018 الأخيرة بروسيا، ما أدى إلى خلق تكتلات وانقسامات كبيرة وسط اللاعبين، عجز عن حلها كل المدربين المتعاقبين من ليكنس وألكاراز وماجر، ليدفع بذلك المنتخب الوطني فاتورة هذه المشاكل غاليا من خلال خروجه مبكرا من كأس إفريقيا 2017، وغيابه عن مونديال روسيا بعد مشاركتين متتاليتين عامي 2010 و2014، غير أن بلماضي وخلافا لهؤلاء عرف من أين يبدأ عملية ترميم بيت “الخضر”، ووفق مبدئيا في إعادة المنتخب إلى الطريق الصحيح، وهذا ما أتى بثماره مؤقتا في انتظار الأفضل مستقبلا، لاسيما في اللقاءات التي تلعب خارج الديار وبأدغال إفريقيا التي يبقى المنتخب ضعيفا فيها.

بداية بلماضي على رأس “الخضر” التي وصفها المتتبعون بالناجحة والموفقة ذكرت الجميع ببداية البوسني وحيد خاليلوزيتش مع “الخضر” عام 2011، سواء من خلال الطريقة المشتركة في تعامل الرجلين مع اللاعبين أم حتى النتائج المحققة، حيث وقتها تمكن خاليلوزيتش من جلب نقطة من دار السلام أمام تنزانيا (1/1) وهي نفس النتيجة التي حققها المنتخب بالعاصمة بانجول أمام غامبيا في أول مقابلة لبلماضي، الذي فاز بعقر الديار أمام البنين (2/0)، كما كان عليه الشأن مع خاليلوزيتش الذي فاز على إفريقيا الوسطى بذات النتيجة بملعب 5 جويلية الأولمبي، وهذا ما أعاد الأمل للجزائريين في رؤية “الخضر” يعودون مجددا إلى المحافل الدولية وتحقيق التأهل لكأس العالم 2022 بقطر، وبدرجة أقل التتويج بكأس أمم إفريقيا الذي يبقى صعب المنال في ظل الظروف المحيطة بالمنافسة القارية.

فضلا عن ذلك، فإنه وحتى من الناحية الفنية بدأت لمسة المدرب بلماضي تظهر لاسيما على مستوى خط الدفاع، فبمنحه الفرصة لتاهرات على مستوى المحور، تمكن المدرب السابق للدحيل القطري من إنهاء مشكلة كثيرا ما شكلت صداعا في رأس المدربين السابقين.

ولا يزال بلماضي حاليا في حاجة إلى الوقت لتطبيق أفكاره وبرنامجه المتمثل في إعادة المنتخب إلى الواجهة ونقش اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة الجزائرية، ونيل الألقاب بعد أن عجز عن ذلك كلاعب.

مقالات ذات صلة