رياضة
السادات أمرهم بمغادرة ألعاب 78 وجمال مبارك افتعل أحداث أم درمان

بلومي: “المصريون يتقنون نسج السيناريوهات.. لفقوا لي 15 تهمة وحمروش طمأنني”

صالح سعودي
  • 7024
  • 19
الأرشيف

ناقشت حصة “موعد الأساطير” سهرة الاثنين، على قناة “الشروق تي في” موضوع العلاقة الكروية بين الجزائر ومصر، وفضل الزميل حمو بلحمر التركيز على طبيعة الحساسية التي ميزت العديد من مباريات البلدين سواء ما تعلق بالأندية أو المنتخبات بالخصوص بحضور المحللين بلومي وعصاد والضيفين كمال لموي ومحمد بلخيرة إضافة إلى عدة تدخلات لعناصر دولية سابقة على غرار ناصر بويش والحارس العربي الهادي.

وأرجع المتدخلون طبيعة الحساسية بين الجزائر ومصر إلى حب الزعامة، خاصة من الطرف المصري، بناء على مخلفات المباريات التي جمعت المنتخبين نهاية السبعينيات والثمانينيات وأخيرا في خريف 2009 بمناسبة لقاء العودة بالقاهرة والمواجهة الفاصلة بملعب أم درمان بالسودان، وأكد اللاعب بلومي أن المصريين يسعون إلى سيناريوهات لافتعال القضية من أجل التأثير على الطرف الجزائري قبل وأثناء السير العام للقاء وفق خطة يدخل فيها الإعلام كطرف رئيسي، فيما أشار الإعلامي المصري علاء صادق إلى طبيعة التنافس الكروي الحاصل بين المنتخب الجزائري مع المصري والأندية الجزائرية مع نظرائها المصرية على غرار ما حدث لمولودية الجزائر مع الأهلي عام 76 ووفاق سطيف عام 88 وفي المباريات الحاسمة بين المنتخبين، مرجعا ذلك إلى العصبية الزائدة التي تتستر وراءها أطراف معينة من كلا البلدين، فيما أعطى اللاعب الدولي الأسبق صالح عصاد بعدا أوسع للحساسية الكروية، مؤكدا أن هذا الجانب لم يقتصر على مباريات الجزائر ومصر، بل امتد إلى مباريات “الخضر” مع تونس التي كانت تسعى إلى تزعم الكرة العربية والإفريقية بأي طريقة موازاة مع البروز اللافت للكرة الجزائرية خلال الثمانينيات.

أحداث 78، 84، 89، 2009 عينات على العصبية السياسية في القضايا الكروية

وتم التطرق خلال العدد الجديد من حصة “موعد الأساطير” إلى عديد النماذج والأحداث التي ميزت عدة مباريات بين المنتخب الجزائري والمصري خلال العشريات السابقة، وحسب المتدخلين فقد تسببت العصبية السياسية والإعلامية في قضايا كروية كان يفترض أن تسير بكل روح رياضية، والبداية كانت خلال الألعاب الإفريقية عام 1978 حين قرر الوفد المصري الانسحاب بعد توقف اللقاء الذي جمع المنتخب المصري أمام ليبيا بحجة تعرضهم إلى اعتداء من الشرطة الجزائرية، وقد تمت المغادرة بقرار من الرئيس المصري أنذاك أنور السادات، وهو ما جعل البعض يشم رائحة السياسة رغم تدخل أطراف لتهدئة الوضع، وتعقدت الأمور خلال مواجهة العودة التي جمعت المنتخب الجزائري أمام نظيره المصري في ملعب هذا الأخير عام 84 وهو ما تسبب في اعتداءات جماعية برز فيها اللاعبان بوراس وجمال تلمساني الذين أحسوا بـ”الحڤرة” وردوا على اعتداءات المصريين باعتراف اللاعب الأسبق ناصر بويش، فيما تبقى أحداث مواجهة العودة التي جرت بالقاهرة نوفمبر 89 الأكثر وقعا على الجميع بعد التهم الموجهة للاعب بلومي والتهديد بمحاكمته صبيحة اليوم الموالي لإجراء اللقاء بحجة الاعتداء على طبيب مصري وتلقيه 15 تهمة في المجموع، فيما تفاقمت الحساسية الكروية بين المنتخبين شهري أكتوبر ونوفمبر 2009 في إطار التنافس على كسب تأشيرة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا، وحدثت حينها حرب كروية في وسائل الأعلام تتضمن خلفيات سياسية بحتة، واعترف الإعلامي المصري علاء صادق أن المتسبب فيها هي أطراف موالية لجمال مبارك قبل أن تدخلها أطراف إعلامية من الجانبين المصري والجزائري.

بلومي: “المصريون يحسبون دائما أن مصر هي أم الدنيا”

وبخصوص مخلفات أحداث لقاء العودة بين المنتخبين الذي لعب يوم 17 نوفمبر 89، أكد بلومي ما يلي “عانينا الكثير فور وصولنا إلى مصر، حيث تعرضنا إلى اعتداءات بالجملة بعد دخول الفندق يتقدمهم ثلاثي الطاقم الفني سعدي وفرڤاني وعبد الوهاب دون الحديث عن اللاعبين، المصريون يحسنون نسج السيناريوهات مثل ما يقومون بها في الأفلام بدليل ما حدث قبل وأثناء وبعد اللقاء، يحسبون دائما أن مصر هي أم الدنيا، لكن من هو أبوها، للأسف وصلت بهم إلى تلفيق 15 تهمة مدعمة بـ15 وصفة طبية في ظرف قياسي، وهو الأمر الذي حيرني، أنا كنت في غرفتي ولم اعتد على الطبيب المصري أو أي طرف آخر، أنا بريء من كل التهم، تلقيت اتصالا من رئيس الحكومة أنذاك مولود حمروش وطمأنني داعيا إلى التعامل بمرونة مع كل ما يحدث وسوف تجد الدولة الجزائرية الحل الأنسب”، وبدا بلومي مرتاحا من تبرئته عام 2009 بعد ما منع من السفر بعد وضع قضيته في الأنتربول عام 2006، وفي السياق ذاته أكد الحارس العربي الهادي أن كل ما حدث أثناء وبعد اللقاء ألصقت به كل التهم، معترفا أن اللاعبين تعرضوا للاعتداءات بالفندق وفي الملعب أيضا من طرف الأمن المصري على مستوى النفق أمام أنظار الحكم بن ناصر الذي لم يأخذ ما حدث بعين الاعتبار، فيما أكد الإعلامي علاء صادق أنه لا يستطيع إدانة بلومي أو تبرئته في ظل عدم حضوره الحادثة وغياب أدلة واضحة تدينه أو تبرئه.

بلخيرة أحس بالحڤرة بعد مغادرة زوبا

وبعيدا عن الحساسية الكروية التي تسجل حضورها بقوة في المواعيد الحاسمة التي تجمع بين المنتخبات والأندية الجزائرية والمصرية، فقد تطرق اللاعب الدولي الأسبق محمد بلخيرة إلى استهدافه من بعض الأطراف رغم المردود الذي قدمه مع المنتخب الوطني سنوات 83 و84 في عهد المدرب زوبا، مشيرا أن أطرافا خفية عملت على التقليل من قيمة مردوده فوق الميدان، ولم يخف إحساسه بالحڤرة بعد إزاحة اسمه من المنتخب الوطني بعد رحيل المدرب زوبا ومجيء خالف محي الدين، مشيدا في الوقت نفسه بالثقة التي حظي بها من طرف المدرب كمال لموي الذي اختاره قائدا لتشكيلة المنتخب الوطني الأولمبي.

لموي يصلح بين بلومي – ماجر

في المقابل، نفض المدرب كمال لموي الغبار عن قضية بلومي – ماجر التي أسالت الكثير من الحبر مع نهاية الثمانينات، بناء على عدم مشاركة ماجر في “كان 88” وتبعاتها بعد تولي لموي العارضة الفنية تحضيرا لنهائيات مونديال روما 90، وأكد لموي أنه حرص على متابعة القضية عن قرب حين وجه الدعوة لماجر في الأول من دون بلومي قبل أن يضعهما وجها لوجه للتأكد من طبيعة المشكل بينهما، متوعدا إياهما بقرارات صارمة في حال التأثير على استقرار التشكيلة الوطنية، وأكد لموي أن ما قيل عن قضية بلومي – ماجر كان من افتعال بعض الأطراف، مشيرا أنه تأكد من العلاقة الطيبة بين ماجر وبلومي خلال المواجهة الودية التي نشطها “الخضر” أمام المنتخب السويدي بناء على مردودهما الفردي والثنائي في اللقاء المذكور، في الوقت الذي جدد بلومي التأكيد على أن علاقته بزميله ماجر كانت دوما على ما يرام، مرجعا عدم مشاركة ماجر في “الكان” 88 بالمغرب إلى تعرضه إلى إصابة من جهة، ومعاناته من مشكل شخصي مع أحد المسيرين.

مقالات ذات صلة