الجزائر
في كل موسم أعيش في مسكن وحجابي يخصّني وربي/ الجزء 2 والأخير

بن براهم.. الآنسة الحاجة التي تعشق الحيوانات وترفض الوزارات

جواهر الشروق
  • 32896
  • 1
جواهر الشروق
المحامية والحقوقية فاطمة الزهراء بن براهم

في هذا الجزء من حوارنا مع المحامية “المتمردة” فاطمة الزهراء بن براهم نتطرق إلى حياتها الخاصة ونغوص بكل حب ومودة في تفاصيل دقيقة ترفع القناع عن هذه الشخصية المثيرة للجدل والمليئة بالمتناقضات.. نتحدث عن اختيارها حياة العزوبية وأصولها الملكية، عن ثروتها وجاهها عن علاقتها بربها، نتحدث عن حجّها وعدم تحجبها نتطرق أيضا إلى عشقها الشديد للجمال والسفر والحيوانات.. عن رفضها للوزارات والانتماء للجمعيات وكعادتها تدافع دوما عن وجهة نظرها التي تراها صائبة وتخصها لوحدها طالما أنها لا تضر بها أحدا..

بعيدا عن حياتك المهنية نستأذنك سيدتي بطرق أبواب حياتك الخاصة ولك كامل الحرية في الإجابة أو التحفظ أو الامتناع؟

أهلا بكم وأنا مستعدة للإجابة على كل شيء.. ليس لدي ما أخفيه أو أخجل منه فأنا واضحة إلى أبعد الحدود.

إلى الآن لم تتزوجي.. هل هذا اختيار أم انعدام فرص مناسبة لك؟

أنا آنسة وفخورة جدا بوضعي.. هذا أمر شخصي ولا أريد أن يناقشني أحد في اختياراتي.

أحس نفسي جيدة هكذا ولا ينقصني شيء.. منذ نعومة أظافري اخترت أن أكون آنسة وأن أبقى هكذا إلى أن ألاقي ربي، ليست المسألة  انعدام فرص لأنني إلى الآن لا زلت أتلقى فرصا وعروض زواج من أشخاص ذوي مستوى معقول، منهم حتى من يصغرني سنا وآخر عرض لم يمر عليه سوى أشهر قليلة، إلا أنني أرفض في كل مرة..

 أصدقك القول لم أفتح المجال لأحد وربما مهنتي عمّقت بداخلي هذه القناعة وجعلتني أكره الزواج لما رأيته فيها من مشاكل زوجية وظلم وحقرة وإهانة تطال المرأة، كما أن الزواج في حالات كثيرة يعيق التقدم في المسار المهني وأنا اخترت المحاماة رفيقة دربي ولو كنت متزوجة لما حققت هذا النجاح المهني الذي أعيشه اليوم..تزوجت المحاماة والبحث وطلقت الرجال.

عندما أشاهد الفتيات في أيامنا هذه يتباكين على الزواج ويندبن حظهن أنفر منهن ويقلقني كثيرا هذا الأمر حتى أنني احتقرهن أحيانا، فهل الحياة دون زوج مستحيلة، بالعكس يمكنهن الاستثمار بتحقيق نجاحات أخرى في حياتهن المهنية أو الاجتماعية، وعوضهن عند الله الذي لاينسى عباده..فقط يجب عليهن التمسك بأخلاقهن وتجنب الانحراف.

تحرصين دائما على انتقاء إطلالاتك الجميلة، مالسر في ذلك؟

لا أستطيع العيش بدون أناقة، فأنا أختار بعناية ملابسي وأحرص أن ألبس على ذوقي.. الحمد لله ربي مفضل علي أستطيع شراء ما أحتاجه.

لاأستطيع العيش بدون جمال وأنا أحب الجمال لأن “الله جميل يحب الجمال”.

أنا أعشق المنازل الجميلة والتحف الجميلة، الستائر والزرابي وكل ماهو جميل على وجه الأرض..

في كل بلد أو منطقة أزورها أجلب معي أجمل التحف الموجودة هناك، حتى في بيتي ومكتبي أشرف على انتقاء كل التفاصيل والأثاث والتحف.

هل تعيشين في بيت العائلة إلى اليوم؟

لا..لا أملك مساكن عديدة.. في كل فصل أعيش في مدينة معينة ومسكن خاص، جميعها مهيأة ومجهزة أعيش كما كنا نعيش قديما في بيت العائلة.

“زمان” كنا نعيش في القصبة شتاء وفي “الفحص” بئر خادم وما جاورها خلال الربيع وفي الصيف نتجه إلى سيدي فرج، أما أنا اليوم فأتنقل بين حسين داي وسطاوالي وسيدي فرج…كل موسم في مكان.

أعشق السفر كثيرا تقريبا كل شهرين أسافر ولا أستطيع المكوث دون سفر لأكثر من هذه المدة..زرت كل بلدان العالم تقريبا.

تسافرين كثيرا.. هل فكرت في زيارة بيت الله الحرام لآداء مناسك العمرة أو الحج؟

لقد أديت مناسك الحج سنة 2001 وقد كان ذلك أجمل سفر في حياتي لن أستطيع وصف تلك الأجواء والمشاعر التي غمرتني.. قريبا جدا سأكرر التجربة فأنا أحن كثيرا إلى المكان، وأحضر لزيارة بيت الله الحرام متى توفرت الفرصة.

كل ما تقولينه جميل جدا ويؤكد أصالتك واعتزازك بدينك، لكن كيف لحاجة لاترتدي الحجاب؟

أنا لست ضد الحجاب، كما أنني احترم كثيرا المحجبات وأكن لهن المحبة والتقدير إلا أنني أفضل نفسي هكذا سموني -كما تشاؤون- “حاجة مودرن” هذا خياري وهذا أمر بيني وبين ربي وخالقي.. هو بالنهاية قناعة وأنا احترم كل النساء إلا العاريات اعتقد أن الإيمان في القلب وليس في شيء آخر، ولا أحد يزايد على أحد في علاقته بربه.. أنا أصلي وأصوم وأقرأ القرآن وأتصدق وأحسن إلى الناس وأتجنب إيذاءهم وغيبتهم وليس منا إنسان كامل، لكل حسناته وسيئاته والله يجازي الجميع في النهاية.

حدثينا عن علاقتك بوالدتك؟

أمي كانت امرأة حقيقة بشهادة الجميع، توفيت منذ حوالي عام.. كانت تعيش معي وتؤنسني، لكن الله توفاه وأسأل الله لها الجنة.

أحمد الله أنني كنت بارة بها ونلت منها الكثير من دعوات الخير ولم أقصر معها في أي شيء حتى قبل أن تطلبه.

أمي كانت إنسانة راقية جدا في سلوكها وتعاملها وكانت أصيلة وحرة “بنت بلاد حقيقية”.. كانت تحب حياة الرفاهية والبورجوازية التي نشأت وترعرعت فيها، فنحن ننحدر من أرقى وأغنى العائلات العاصمية، حتى أن السيارة التي كانت تحت تصرفها في المشاوير العادية والسوق لم تكن هي ذاتها التي تستخدمها في المناسبات الأفراح، فالأولى كانت عادية، أما الثانية فكانت فخمة.

حرصت أمي أن تهدي سائقها الشخصي عمرة إلى البقاع المقدسة وقدمت الكثير من التبرعات والصدقات في حياتها.. أسأل الله أن يتقبلها في ميزان حسناتها…

تمتلكين ثروة مادية معتبرة هل المحاماة هي التي ساعدتك لبلوغ هذا الوضع؟

لا لا أبدا.. أنا من عائلة غنية حتى قبل التحاقي بالمحاماة، كنا نعيش في بيت العائلة في مستوى اجتماعي مرموق جدا..

أنا أميرة أنحدر من عائلة ملكية  فأنا من سلالة سالم بن براهم بن ناصر أول ملك طرد صنهاجة من الجزائر، لذا أأكد لك انني من عائلة ثرية وليست المحاماة هي من أغدقت علي المال.

أتوقع أن شخصية بحجم المحامية بن براهم تكون قد عرضت عليها مناصب قيادية في الدولة، هل تؤكدين هذا؟

فعلا عرض علي أكثر من مرة مناصب عليا في مؤسسات الدولة وهيآتها.. عرض علي أكثر من مرة منصب وزيرة لكنني رفضت ولا زلت أرفض ولن أغير رأيي.. لماذا؟ لأنني حين أصبح وزيرة سأحني وأطأطأ رأسي لفلان وعلان وسأقول نعم سيدي حاضر سيدي “وي موسيو” وهذا ليس من طبعي أبدا .

ماذا ستضيف لي الوزارة؟.. النضال أنا أناضل من موقعي الذي أشغله حاليا.. المال؟.. الحمد لله أتقاضى ضعف ما يتقاضاه الوزير أو أكثر.

إذن مالفائدة التي ستضيفها لي الوزارة والإستوزار؟.. لا شيء بالعكس قد تفقدني أمورا أعتز بها.

الذي يعرف بن براهم يعرف ارتباطها الشديد بالقطط صحيح؟

القطط عشقي الأبدي أحبها كثيرا ولا أتخيل حياتي من دونها ففيها أرى صور الوفاء والإخلاص والمحبة، صدقيني إن قلت لك أن هدايا العالم لا تفرحني بقدر ما تفرحني قطة يهديني إياها أحدهم ودائما أقول لهم “اللي يحبني يجيبلي قطة”.

أملك 11 قطا حاليا و3 كلاب أعاملهم جيدا وأصرف عليهم أموالا كثيرة وميزانية خاصة، آخذهم إلى البيطري لمتابعة فحوصاتهم والى الحلاق للاعتناء بشعرهم وقصه في فصل الشتاء، تعلمين.. عندما أحلق لهم شعرهم أخشى عليهم الأنفلونزا أو المرض فألبس لهم معاطف خاصة بهم خوفا عليهم من البرد..هم كذلك يحسون بي ويتوددون إلي كثيرا..  

بما أنك تعاملين الحيوان بهذا الرفق والعطف.. أتوقع أنك رحيمة أيضا بالمحتاجين والفقراء.. أليس كذلك؟

أملك من المال ما يكفيني الحمد لله ويزيد.. أعمل الخير بما ييسره الله لي.. أتصدق لكني لا أريد البوح بما أفعل، حتى من أساعدهم لا أقول لهم أنني أنا من تكفل بعلاجهم أو مشكلهم، بل أوجههم إلى العيادة الفلانية أو الطبيب الفلاني وفقط وعندما يقولون لي أن هذا سيكلفهم غاليا أقول:”إذهب ولا عليك سنجد حلا للوضع”.. أذكر أنه في كثير من المرات عندما أساعد بعض المرضى المحتاجين لعمليات جراحية أفاجأ بالطبيب الجراح يتنازل عن أتعابه ويقول لي:”غير أنتي اللي تديري الخير حتى احنا نشاركو” وهكذا وهكذا يكون الإنسان دليل غيره لفعل الخير.

ألم تفكري في إنشاء جمعية خيرية أو الإنضمام إلى إحدى الجمعيات الناشطة في الجزائر؟

أرفض الانتماء إلى جمعيات أو هيآت خيرية فأنا أعلم جيدا من أساعد ومن لا أساعد لأنني أرفض كل طرق التسول البذيئة فالمحتاج والفقير الحقيقي نفسه عزيزة ولا يمد يده لكل من هب ودب.

صحيح أنك ترفضين الحديث عن نشاطك الخيري لكن رجاء حدثينا عن مشروعك للأيتام؟

صدقيني لا أريد المراءات أو التباهي بما أفعل أفضل أن يكون ذلك بيني وبين خالقي وفقط.

بعد إلحاح تجيب..

أعكف حاليا على إنشاء مشروع خيري يتعلق بدار لإيواء الأيتام، يتكون من طوابق عديدة يقيم فيها الأيتام ويدرسون، أموّله من مالي الخاص وأفكر في مشروع بالموازاة يتعلق بإنشاء مركز تجاري يكون ممولا ماليا أساسيا للمشروع حتى لا يغلق الدار أبوابه بعد وفاتي أي بمثابة مصدر تمويل مستقل مدى الحياة.. إن شاء الله ربي يقدرني على ذلك وأحقق الفكرة كاملة.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة