الجزائر
يعتبر من المحسوبين على التيار الديمقراطي

بن بيتور عند تبون في الرئاسة.. أي رسالة؟

محمد مسلم
  • 16536
  • 14
ح.م

عادت الحركية إلى أروقة رئاسة الجمهورية منذ الخميس المنصرم، بانعقاد أول اجتماع للمجلس الأعلى للأمن منذ سنين، تبعته نشاطات أخرى، منها استقبال الرئيس الجديد، عبد المجيد تبون، للوزير الأول، عبد العزيز جراد، المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.

وتحول قصر المرادية على مدار أزيد من سبع سنوات إلى هيئة من دون سيادة، فقد فقدَ هيبته لصالح إقامة الرئاسة بزرالدة التي تحولت إلى منتجع عائلي، ضاع فيه ختم الرئاسة بعد أن اختطفته قوى غير دستورية، أدارت دفة الدولة بطريقة مافيوية.

عودة الحيوية إلى قصر المرادية، جسدها أيضا، استقبال رئیس الجمھورية عبد المجید تبون، رئیس الحكومة الأسبق أحمد بن بیتور، في لقاء تشاوري، حسب ما أفاد به بیان لرئاسة الجمھورية، أوضح أن “اللقاء التشاوري بین الطرفین سمح باستعراض الوضع العام في البلاد والوضع الاقتصادي وآفاق العمل الجاد لتجنید الكفاءات الوطنیة وتسخیر الإرادة الطیبة لإرساء الجمھورية الجديدة”.

وشغل بن بيتور العديد من المناصب السامية في الدولة، منها وزير المالية، ورئيس حكومة خلال الأشهر الأولى لفترة حكم الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، قبل أن يستقيل بسبب خلاف نشب بين الرجلين حول طريق تسيير دواليب الحكومة حينها.

ويأتي لقاء تبون ببن بيتور بعد يوم واحد فقط من اختيار أول وزير أول في فترة عهدة الرئيس الحالي، ما يعني أن اللقاء يرجح أنه لم يكن مناسبة لعرض مسؤوليات على بن بيتور، لأن تطلعات الرجل لا يمكن أن تتوقف عند عتبة حقيبة وزارية، طالما أن منصب الوزير الأول حسم في أمره.

بعض ما تسرب من لقاء رئيس الجمهورية برئيس الحكومة الأسبق، هو التشاور حول كيفية تسيير المرحلة المقبلة، والتي تتطلب توسيع قاعدة الاستشارة والمشاركة، على أمل أن يتجسد طموح غالبية الجزائريين في تشكيل حكومة في مستوى الآمال المعقودة عليها.

ووفق بعض ما رشح من هذا الاجتماع، فقد تباحث تبون وبن بيتور “آفاق العمل الجاد لتجنيد الإطارات والكفاءات الوطنية وتسخير الإرادات الطيبة خدمة للبلاد”، ما يرجح فرضية أن رئيس الجمهورية استمع لتصور رئيس الحكومة السابق، بشأن حل الأزمة المتعددة الأبعاد التي تعصف بالبلاد، فضلا عن إمكانية إرشاده إلى الإطارات التي يمكن أن تقدم الإضافة خلال المرحلة المقبلة.

كما يمكن النظر إلى اجتماع تبون ببن بيتور على أنه بداية فعلية من قبل الرئيس الجديد، لمشروع الحوار الذي كان قد أطلقه في خطاب النصر، الذي ألقاه بعد إعلان فوزه من قبل السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.

ويعتبر بن بيتور من أبرز الشخصيات التي غابت عن المنتدى الوطني للحوار، الذي انعقد في عين البنيان غرب العاصمة في جويلية المنصرم، رفقة ما يسمى “أحزاب البديل الديمقراطي”، وهي الأطراف التي عارضت إجراء الانتخابات الرئاسية بكل السبل، ما يعني أن جلوس بن بيتور إلى جانب تبون في رئاسة الجمهورية، يعتبر أولى أمارات تفكك المعسكر الديمقراطي.

مقالات ذات صلة