الجزائر
محمد بوخطة يكشف تفاصيل الفضيحة:

بن غبريط حاربت المدارس العليا لأسباب إيديولوجية

نادية سليماني
  • 10222
  • 19

يعتزم مدير الموارد البشرية السابق بوزارة التربية الوطنية، وبالتنسيق مع خريجي المدارس العليا للأساتذة، انشاء تنسيقية لحملة الشهادات من هذه المدارس، والذين يعانون أزمة بطالة منذ تخرجهم. والمبادرة التي انطلقت بمنشور بسيط على ” فايسبوك” لقيت استجابة واسعة من أساتذة المستقبل، والذين سارعو بإرسال قوائم البطالين عبر جميع الولايات، وهو ما تفاجأ له بوخطة وجعله يقرر المضي في مبادرته بكل عزم.

تفاءل المتخرجون من المدارس العليا للأساتذة، والذين يعانون البطالة منذ سنوات، بمبادرة إنشاء تنسيقية تجمعهم، في ظل اعتماد وزيرة التربية السابقة نورية بن غبريط سياسة التوظيف الخارجي، حيث بات توظيف حاملي الليسانس لمختلف الشعب في قطاع التعليم قاعدة، أما توظيف الأساتذة المتكونين فأصبح استثناء.
ويشرح الإطار السابق بوزارة التربية الوطنية، محمد بوخطة في لقاء مع ” الشروق” الخميس، مبادرته التي اعتبرها مهمة، فحسبه الأصل أن يتم توظيف خريجي المدارس العليا للأساتذة مباشرة بعد تخرجهم، دون مرورهم على مسابقات التوظيف، وذلك تبعا لدفتر شروط وزارة التربية الوطنية الوطنية مع وزارة التعليم العالي، والمتعلق بضبط الاحتياج السنوي وملامح التكوين.
ويضيف: “المتخرجون بشهادة أستاذ يربطهم عقد التزام مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي”.

والمؤسف في الموضوع، حسب تعبير بوخطة، أنه منذ مجيء وزيرة التربية الوطنية السابقة، نورية بن غبريط ” شنت حملة على المدارس العليا للأساتذة…بدأتها بإعلان عدم التزامها بتوظيف المتخرجين منها في الولاية، وانتهت بتسويتهم مع منتج الجامعة العام الذي لا علاقة له بالتربية والتعليم، والذي يعتبر استثناءا في التوظيف وليس قاعدة”.
كما أنّ بن غبريط أجبرت المتخرجين كأساتذة، على الخضوع لتكوين تأهيلي مثل غيرهم من حالي شهادة الليسانس في مختلف التخصصات، “وهذه جريمة في حقهم” على حد تعبير محدثنا.

واعتبر بوخطة، أن حملة الوزيرة السابقة كانت “إيديولوجية بحتة، هدفها محاربة المدارس العليا للأساتذة والتي تعتبرها مدارس عروبية وطنية”، فكانت تسعى، حسبه، إلى لاستبدال هذه المدارس بمشروع آخر “ينسجم مع توجهاتها التغريبية”، وهو ما حطم عزيمة المتخرجين وأزهدهم في العمل بقطاع التعليم. والدليل حسب محدثنا هو “تراكم أعداد كبيرة من خريجي المدارس العليا بدون توظيف، لأن شهادتهم لا تُقبل في بقية القطاعات من غير التعليم”.
وفكرة إنشاء تنسيقية، بررها الإطار السابق بوزارة التربية “هو تنصل الدولة من التزامها الأخلاقي الذي يربطها مع مواطنيها، لأن خريجي المدارس العليا يربطهم عقد توظيف مع الدولة، والتي أقنعتهم باختيار مجال التعليم دون غيره”.

ولقيت مبادرة بوخطة استجابة واسعة من المتخرجين المعنيين بها، حيث تلقى مئات بل آلاف الرسائل على صفحته الرسمية بـ “فايسبوك” وعلى بريده الإلكتروني، بعدما طلب من المتخرجين بدون توظيف اختيار منسق لهم بكل ولاية، والأخير يتكفل بإعداد قائمة لخريجي المدارس العليا البطالين منذ سنوات.

146 أستاذ علوم طبيعية دون توظيف بعين الدفلى منذ 2017

فمثلا بولاية عين الدفلى يتواجد 146 متخرج غالبيتهم من شعبة العلوم الطبيعية والحياة بدون توظيف منذ العام 2017، وبتيسمسيلت 41.
وبدءا في الخطوات العملية لمبادرته، باشر بوخطة اتصالاته مع إدارة وزارة التربية الوطنية لمناقشة الحلول التقنية للمبادرة “والتي هي موجودة”، حيث عرض عليهم فكرة البدء بإعطاء الأولوية لخريجي المدارس العليا للأساتذة في التوظيف والتوقف عن توظيف الاحتياطيين من مسابقات التوظيف الخارجية، ويؤكد بن خطة أن “مسؤولين بوزارة التربية اعترفو بوجود تقصير اتجاه خريجي المدارس العليا”، وأنهم أبدو رغبة في تصحيح الوضع.
ولكن ما يعرقل المبادرة، يقول محدثنا “هو بطء آلية الإدارة”، والحل لهذه الإشكالية والتي تحتاج جهدا، يؤكد الإطار السابق بوزارة التربية الوطنية هو “وجود انضباط من مديريات التربية، والتي عليها أن تولي العناية الخاصة لمنتوج التكوين المتخصص”.

مقالات ذات صلة