الجزائر
"الشروق نيوز" تبث فيلما وثائقيا عن صاحب "شروط النهضة" وتكشف حقائق مهمة:

بن نبي مات “خائفا” من الاغتيال.. لا يمتلك بيتا ولا راتبا تقاعديا!

يوسف الحاج
  • 7939
  • 26
ح.م

أعاد بث قناة “الشروق نيوز” فيلما وثائقيا عن مسيرة المفكر الراحل مالك بن نبي، الحديث مجددا عن الظلم “الممنهج” الذي تعرض له صاحب كتاب “شروط النهضة”، من طرف بلاده، ظلم مسّه عبر مراحل متعددة، وخصوصا عقب الاستقلال، حيث كشف عمار طالبي، وهو أحد تلاميذ بن نبي، وقيادي في جمعية العلماء المسلمين أنه ما يزال حتى الآن وبرفقة بنت مالك بن نبي “رحمة”، وعدد كبير من تلاميذ المفكر الراحل، ينتظرون الحصول على اعتماد رسمي لإنشاء مؤسسة باسمه، وهو الطلب الذي تم إيداعه على مستوى وزارة الداخلية قبل 15 عاما، وتحديدا في سنة 2005، لكنه بقي دون رد حتى الآن.

الفيلم الوثائقي المهم الذي بثته “الشروق نيوز” عبر ثلاثة أجزاء، أعدّه الصحفي عبد الحفيظ عبد السميع، وأشرف عليه الأستاذ رشيد فضيل، حيث تضمّن اعترافات خطيرة لعدد كبير من تلاميذ مالك بن نبي، بينهم البروفيسور سعيد مولاي، والذي قال إن “صاحب مفهوم “القابلية للاستعمار”، لم يورِّث فلسا واحدا لعائلته، بل إنه مات دون امتلاك بيت أو راتب تقاعدي”، فيما كشف عمار طالبي أن البيت الذي كان يقطنه بن نبي، اشترته زوجته فيما بعد، كما تكفل الوزير الأسبق نور الدين بوكروح بملف تقاعده، في الوقت الذي هاجرت فيه بنتا مالك بن نبي إلى أمريكا، وتوفيت بنت ثالثة من زواجه الثاني.

وتساءل عمار طالبي “لماذا يخافون مالك بن نبي حتى الآن؟ وممّ يخافون؟ من فكره أم من منهجه؟”، فيما أجاب البروفيسور مولاي إن الانتكاسة الحقيقية تتمثل في اعتماد دول شتى، على منهج بن نبي في الاقتصاد والتربية، في الوقت الذي لا يتم فيه تدريس أفكار الرجل في بلده الجزائر!

من جهته، كشف المؤرخ محمد الأمين بلغيث بعض التفاصيل عن الأيام الأخيرة في حياة مالك بن نبي، قائلا إنه تعرّض خلال تلك الفترة إلى ملاحقات، ومضايقات من طرف بعض الأجهزة الأمنية، ما جعله يستعين بتلامذته للحماية، وروى بلغيث كيف تعرض صاحب “شاهد القرن” إلى اعتداء على يد أحد جيرانه، دون أن تتكفل الجهات الأمنية بحمايته، قبل أن يسافر إلى باريس من أجل العلاج، لكنه عاد بعدها متعبا بشكل غير مسبوق، ليسلم الروح إلى بارئها يوم 31 أكتوبر 1973. وقد كان الدكتور عمار طالبي حاضرا خلال لحظة الوفاة، ومما رواه أنه مات وعليه ديون ثقيلة، لكن من أبرز ما قاله لزوجته في ذلك الوقت، إنه “سيعود للحياة بعد 30 سنة”، وهو ما تم فعلا، حيث عاد من خلال الاهتمام بكتبه وإعادة نشرها، وعبر تنظيم ملتقيات لإحياء فكره بعد سنوات من التغييب، لكن الاهتمام الرسمي مايزال منعدما، وإن كان الرهان يقع الآن على “الجزائر الجديدة”، حسب طالبي “في إعادة الاعتبار للرجل، ومنح الاعتماد لمؤسسته ونشر أفكاره عبر المنظومة التربوية”.

مقالات ذات صلة